تقوم الدكتورة فوزية أخضر بجهود رائعة لدعم قضية المعوقين خصوصا في مجال الإعاقات السمعية بمختلف أنواعها. الظروف دفعتها لتصبح واحدة من أكثر المختصين لمعانا ومعرفة وجهدا للتنوير بقضية مثل هذه. كثيرون قد يجبنون عن أخذ دورهم أو يستسلمون للواقع ويعتزلون الناس بانطوائية تحرم المجتمع قدراتهم، ومعرفة ما يعانونه من صعوبات بسبب إعاقتهم أو إعاقة من يحبون.
هذا المثال الجميل الذي أرجو أن يكون دافعا للآخرين، هو ما نحتاج إليه في مجتمعنا الذي يفتقد الكم الكافي من التوعية والوعي في مجالات كثيرة. التعريف بالآخرين والحصول على الدعم لقضاياهم جزء مهم من تطوير منظومات العمل المدني والاجتماعي والخيري.
يؤسفني أن أرى الكثير ممن يمكن أن تكون لهم أدوار بارزة وسباقة في مجالات مختلفة وهم يقتنعون بالبقاء بعيدا عن الأضواء، بينما آخرون ليس لقضاياهم أو رؤاهم أهمية يتصدرون المشهد ليتحول المجتمع إلى الاهتمام بمجموعة من الأنشطة البعيدة عن التعامل المعقول والإنساني مع مختلف المكونات.
عندما حدثتني الدكتورة عما يعانيه كثير من الأبناء والبنات، وحتى كبار السن المصابين بالصمم وزارعي القوقعة الذين يستطيعون القراءة, معاناة هؤلاء مع القنوات التلفزيونية التي تهملهم ولا تسمح لهم حتى بمتابعة فترات ولو قصيرة من البرامج التي تهمهم، وجدتها فرصة لأسهم ولو بكلمات في التعريف بهذه الإشكالية.
إن الاهتمام بهذه الفئات موجود في أغلب دول العالم بل إنك قد تجد قنوات مخصصة لهم، وهذا أمر نحتاج لدراسته بواقعية في وزارة الثقافة والإعلام وهيئة الإذاعة والتلفزيون، فنحن لا نقدم شيئا لهؤلاء رغم وجود أكثر من عشر قنوات تبثها المملكة عبر الأقمار الصناعية.
أزعم أن توظيف مترجمين بهذه القنوات ليس بالقضية الصعبة، بل إنه يمكن أن تفرد الهيئة قناة متخصصة لهم تسمح بمتابعة أهم ما يعرض في القنوات الأخرى بشكل يومي. نحن نفرد للرياضة أكثر من خمس قنوات، ولو ألغينا إحداها وحولناها لهذا الغرض النبيل، فسيكون سبقا مهما يحسب للهيئة والوزارة.
هذا جزء من علاج المشكلة، ونحتاج إلى دعم أكبر في مجالات التعليم والمجتمع والخدمات لتكوين منظومة حضارية تتعامل مع الإعاقات بطريقة أكثر منطقية وعقلانية وملائمة لأبناء الوطن الذين يعانونها.
