خاض جيشنا البطل حروبا عديدة خلال العقود الماضية. منها ما كان على أرض الوطن ومنها ما كان دفاعا عن شرف وكرامة الجيران والأمة. الميزة الأهم التي عرف بها هذا الجيش البطل هي الشجاعة. صفة تشاركه فيها كل قواتنا العسكرية سواء في وزارة الدفاع أو الحرس الوطني أو الداخلية بمختلف فروعها.
شجاعة أذهلت كل من عمل معهم، شجاعة شهد لها العدو قبل الصديق. الشجاعة التي مصدرها قيم الشعب العظيمة النابعة من توحيده وإيمانه بوحدة وطنه وحبه لقيادته. أذكر ويذكر معي كثيرون ممن تعاملوا مع هؤلاء الأبطال أنهم ينسون كل شيء ويتنازلون عن كل المزايا ليكونوا في مقدمة الصفوف وقوفا في وجه العدو.
كان كثير ممن تضعهم خطط القتال في الاحتياط يغضبون ويحاولون أن يكونوا في المقدمة، وهذه حقيقة لم تغيرها الأزمان، بل أكدتها أكثر من معركة خاضتها هذه القوات الباسلة. ثم تأتي حرب تحرير اليمن الشقيق من زمرة الفساد التي يقودها الفكر الفارسي الحاقد لتؤكد كل ما عرفناه عن أبطالنا في الماضي.
أكدت الحرب أيضا أن الجبهة الداخلية بحجم المسؤولية. الآباء والأمهات والإخوان والأخوات والجيران وكل من ينتمي للوطن يقف وراء هؤلاء الأبطال يدعمهم بكل ما يستطيع، لا تكاد تدخل مسجدا إلا وتجد الدعاء فيه لأبطالنا يتصدر كل دعاء. المجالس لا تنفك تتابع الأخبار، وتفخر بحزم سلمان وجيشه. يتكرر الحديث والدعاء والاهتمام والفخر في كل مكان يرتاده الواحد منا.
ثم يأتي أمر مهم جدا يجب أن أذكره في المجال، وهي المبادرات الشخصية التي قدمها كثير من رجال الأعمال في ظاهرة محدودة تحتاج إلى الاستمرارية والدعم من قبل الجميع. الإعفاءات والتسهيلات والحسومات التي نشاهدها من عدد من المؤسسات ليست كافية في نظري.
نحن مطالبون اليوم بأن نتنافس في العناية بأسر وأبناء مقاتلينا الأبطال. ليس أقل من أن يدرس أبناء هؤلاء الأبطال حيث شاءوا دون مقابل، وأن يحصلوا على العلاج في أي مستشفى خاص، وأن تكون لهم الأولوية في التوظيف وأن يعفوا من تسديد القروض التي يمكن أن يسهم بها أصحاب الأعمال.
مسؤوليات ننتظر أن يحملها الجميع، إعمالا لقول المصطفى - عليه أفضل الصلوات والتسليم - "من خلف غازيا في أهله بخير فقد غزا".
