«مضايا» .. والنبتة الشيطانية

لم تقف السعودية في يوم مع الميليشيا الإرهابية في الضاحية الجنوبية، التي سمت نفسها "حزب الله"، ولم تسانده، ولم تنصره ولم تنطلِ عليها أكاذيبه، وكانت تدرك قبل غيرها أن هذا الحزب ما هو إلا حزب للشيطان غرس في خاصرة الأمتين العربية والإسلامية للنيل منها، وما حكاية المقاومة إلا مسرحية هزلية، الغاية منها هي التستر و"التقية" التي تمكنه من تحقيق أهدافه الشيطانية في غفلة من الشعوب.
نال السعودية ما نالها بسبب مواقفها القوية تجاه الحزب الشيطاني وعدم الاعتراف به وتصنيفه كمنظمة إرهابية، حتى كشف الحزب قناعه وأظهر وجهه القبيح مع بداية الثورة السورية، وكشر عن أنيابه قتلا وتجويعا للمستضعفين من الشعب السوري، وتيقن الجميع أن السعودية كانت محقة وكانت هي الوحيدة التي أدركت مبكرا أن "حزب الله"، ما هو إلا "نبتة شيطانية" ولم يكن في يوم حزبا لله، وأن أمينه العام لم يكن نصرا لله بل للشيطان ومن يواليه من معممي طهران.
في "مضايا" البلدة السورية مارس الحزب الشيطاني ما لم يمارسه غيره من شياطين الأرض على مدى التاريخ، بشهادة مسؤولين في منظمة الأمم المتحدة عندما قالوا في أول زيارة لـ "مضايا" إن ما شاهدوه لا يصدقه عقل، وأن البلدة تعاني حصارا تسبب في مأساة لم يشهد التاريخ مثيلا لها.
المشاهد التي شاهدتها فرق المنظمة الدولية بعد دخولها لتقديم المساعدات للمحاصرين في "مضايا"، حيث الجوع حتى الموت، والهزال الذي طال أجساد كل السكان كانت صادمة ومروعة ــ على حد وصفهم.
حتى بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، المتخصص في "القلق" لا سواه، تجرد من تخصصه لأول مرة بفعل بشاعة المأساة الإنسانية التي شاهدتها الفرق التابعة لمنظمته، ووصف التجويع والحصار لسكان البلدة بـ "جريمة حرب".
لم يصدق بان كي مون في يوم كما صدق في وصف أفعال حزب الشيطان في مضايا.. فعلا فما يحدث فيها ليس جريمة حرب فحسب، بل هو من أبشع جرائم الحرب التي عرفتها البشرية طوال تاريخها، إذا نحن أمام مجرم حرب يجب أن يقدم للقضاء ويقف أمام عدالة "محكمة لاهاي" المتخصصة في جرائم الحرب، والمجرم هنا هو "نصر الشيطان".
لن يغفر التاريخ لوكيل إيران في المنطقة "نصر الشيطان"، ولن تغفر له الشعوب العربية والإسلامية، وإن لم ينل عقابه من منظمة الأمم المتحدة ولم يقدم للعدالة على جرائمه، فالشعب العربي والمسلم سيطارده في أي مكان ولن يهنأ له عيش حتى يلقى مصيرا شبيها بمصير "القذافي".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي