زها حديد
المهندسة المعمارية زها حديد التي صمم مكتبها مبنى مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية، هي واحدة من ألمع المهندسين المعماريين في العالم حاليا وأشهرهم، تنتشر الصروح المعمارية التي صممتها ما بين الصين شرقا وأمريكا غربا، حيث تحولت إلى معالم عمرانية في عواصم ومدن عديدة.
ولدت زها حديد في بغداد عام 1950، وبعد أن أنهت دراستها الثانوية، انتقلت عام 1968 إلى لبنان حيث درست الرياضيات في الجامعة الأمريكية في بيروت، وبعد حصولها على البكالوريوس عام 1971، سافرت إلى لندن لدراسة الهندسة المعمارية في "الجمعية المعمارية" في لندن، التي تخرجت منها عام 1977. وبعد عام واحد كانت قد أنشأت مكتبها الخاص.
لمع نجمها بسرعة بفضل ما تميزت به أعمالها الأولى من قدرة على التجديد والابتكار، وما هي إلا ست سنوات حتى عينت في منصب كينزو تانغي في قسم الدراسات العليا في جامعة هارفارد. وبدأت بذلك رحلتها الأكاديمية المستمرة حتى اليوم، أستاذة زائرة أو أستاذة كرسي في عدة جامعات مرموقة مثل جامعات شيكاغو وهامبورج وأوهايو وكولومبيا ونيويورك ويال .. وصولا إلى جامعة الفنون التطبيقية في فيينا حيث تدرس اليوم.
#2#
تتميز أعمال زها حديد بميلها الشديد إلى ما يعرف باسم "التفكيكية"، وهو اتجاه ينطوي على تعقيدات كبيرة وهندسة غير منتظمة. ويدعو هذا الاتجاه الذي يعتبر أبرز حركة معمارية في القرن العشرين إلى هدم كل أسس الهندسة الإقليدية، من خلال تفكيك المنشآت إلى أجزاء، وتحدي الجاذبية الأرضية، واستخدام الحديد في البناء لقدرته على تحمل مستويات عليا من الضغط والشد، ما يسمح للمعماري بوضع تصاميم جريئة وحرة.
وبسبب جرأة أعمالها، اتهم بعض النقاد زها حديد بأنها "مهندسة قرطاس"، أي أن تصاميمها محكومة بالبقاء على الورق لصعوبة أو استحالة تنفيذها. الأمر الذي فندته حديد عندما اكتمل بناء تصميمها لمتحف العلوم في ولفسبورج في ألمانيا، مؤكدة أن كل ما وضعته في حاسوبها، تمكن الآخرون من تنفيذه.
#3#
من أشهر الصروح المعمارية التي صممتها زها حديد نذكر على سبيل المثال: مركز روزنتال للفن المعاصر في مدينة سينسيناتي الأمريكية، مقر شركة "بي. إم. دبليو" في لايبزيج في ألمانيا، المتحف الوطني لفنون القرن الواحد والعشرين فيروما في إيطاليا، دار الأوبرا في مدينة غوانغزو في الصين، جسر الشيخ زايد في أبو ظبي، المركز المائي في لندن للألعاب الأولمبية الصيفية التي أقيمت عام 2012، متحف ريفرسايد في جلاسكو اسكتلندا، مركز حيدر علييف الثقافي في باكو في أذربيجان، مكتبة جامعة فيينا للاقتصاد والأعمال في النمسا، برج نادي جوكي للابتكار في هونج كونجزز، كما أن مكتبها يعمل حاليا على نحو عشرة مشاريع ضخمة في أنحاء مختلفة من العالم منها برج دومينيون في موسكو، وجسر في تايوان، ومقر للبرلمان العراقي في بغداد ومركز تجاري في المكسيك، ومركز لفن القرن الجديد في شينجدو في الصين، وميدان إلفترياس في قبرص، وملعب كرة القدم في قطر لكأس العالم عام 2022.
حازت زها حديد جوائز عالمية عديدة، بما فيها جائزة "بريتزكر" التي تعتبر في العمارة مماثلة في أهميتها لجوائز نوبل في الآداب والعلوم. كما منحها المعهد الملكي للمعماريين البريطانيين ميداليته الذهبية لعام 2016 الجاري. وهي أول امرأة تفوز بهاتين الجائزتين المرموقتين.