«داعش» .. ومثقفون

رب كلمة قالت لصاحبها دعني. مقولة تذكرتها وأنا أشاهد كاتبا مشهورا يبرر وجود داعش ويربطها بالمملكة وفكرها المعتدل الوسطي.
كان الرجل يحاول أن ينتصر في جدل مع من يخالفه الرأي، لكنه لم يفطن إلى حقيقة خطيرة وهي أن هذه الدولة مستهدفة. الاستهداف الذي أقصده أصبح معلوما لدى الجميع إلا بعضا من كتابنا ومثقفينا الذين يميلون إلى تكذيب كل الوقائع التي تؤكد الاستهداف وتبرهنه.
نبدأ هنا من حيث كان الجدل الواسع بين تيارين مختلفين، حاول كل منهما أن ينتصر في حرب كلامية منبرية. لكنهم لم يفطنوا إلى العدد الهائل من مراقبي الوضع الذين يبحثون عن مداخل تمكنهم من الانتصار في حرب شعواء قصدوا بها المملكة أو اضطروا لخوضها معها.
لن أسمي الجهات وكأني بأغلب القراء أصبحوا على علم بها. كما أن تسميتها لمن لا يعرفونها لن تغير شيئا من المعادلة لكنني أقول إن هناك أكثر من جهة تستهدف الإساءة للمملكة ونظامها وشعبها والمفاهيم التي قامت عليها.
عندما اختلف المثقفون، ظهرت فئة تنادي بمحاكمة الشعب كله وتدعي أنها على حق وأن المواطنين كلهم على باطل، وأن أسلوب التربية في المملكة يعاني أحادية أوجدت الفكر الداعشي البغيض، على الرغم من أن كل من قادوا هذه العصابة لم يكونوا سعوديين، وأن كثيرا ممن افتتنوا بفكرها هربوا بحثا عن النجاة بعدما اكتشفوا فساد معتقدها وسلوكها.
المؤلم أن هؤلاء كانوا المطية التي يبحث عنها أعداء المملكة، فتحول كل نابح في القنوات المعادية للمملكة للاستشهاد بقول فلان وعلان لتتحول القضية من مجرد خلاف فكري بسيط بين مجموعة من الكتاب المختلفين وهم يعيشون وفرة الحياة الرغيدة في المملكة، إلى حالة من الاتهام الباطل للسلوك والفكر والوطن الذي تمثله المملكة.
أجدني اليوم أتمنى على الجميع أن يتحاوروا وهم يعلمون أن كل ما يقولون متبع من قبل معارضي المملكة، وأن هذه المرحلة ليست مرحلة نقاش وحوار فكري وإنما تجاوزته لتصبح مرحلة بقاء استنفر كل عوامل النصر المادي والمعنوي.
أدعو كل المتحاورين إلى الوقوف أمام الواقع بعقلانية ومنطق، وليعلموا أن كل كلمة يقولونها وإن كانت بغرض التشفي أو تحقيق الانتصار الكلامي مأخوذة منهم ومرمية على المجتمع والوطن بكليته.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي