مضايا تحت الحصار

أثارت المشاهد المؤلمة للأطفال والنساء والشيوخ والشباب حفيظة كل من في صدره قلب. المؤسف أن الاستنكار والمطالبات جاءت كلها من البعيدين أما أبناء الوطن ومن يشتركون مع هؤلاء المظلومين في الأرض والتاريخ فلم يكونوا سوى العدو الذي يقتل أبناء وطنه جوعا.
تلكم هي أعظم الرزايا وأكثرها خطورة في الحال السورية، عندما يفقد الناس الرحمة، ويتحول الجار عدوا شرسا لا إنسانية في قلبه، ولا رحمة في سلوكه هنا لا بد أن نقف وقفة موحدة ضده، لأن السلطة والمال والحكم مهما كانت مغرية، فلا يجوز أن تنسينا أننا بشر يجب أن نعتمد حدا أدنى من الأخلاقيات التي ترفض أن يتجاوز الخلاف حدوده المنطقية.
عندما قرر هتلر أنه لا فائدة من جنس معين، وأن خطرهم عليه كبير، توجه لارتكاب أكبر جريمة في التاريخ الحديث، وتبعه كثير من المستعمرين الذين جمعوا ضحاياهم في معسكرات تفتقد أبسط متطلبات الحياة.
لكن أكبر مجرمي العصر لم يكونوا ليقتلوا الناس جوعا، كما تفعل عصابات حزب الشيطان والأسد. هذه الشرذمة التي لا يحكمها عقل ولا قلب ولا دين ولا مبادئ ولا أخلاقيات، لا يمكن أن يكونوا بشرا. مناظر قتل الناس جوعا والحال التي وصلت لها مضايا ستكون وبالا على هؤلاء المجرمين في الدنيا والآخرة.
يقول أحد الأطباء، وقد هرب من تلك المؤامرة الشنيعة، إن الناس محاصرون بالأسلاك الشائكة والألغام، فلا يستطيعون الفرار ولا يحصلون على أقل القليل من الطعام، ثم يحظر دخول أي مواد غذائية لتكتمل حلقة الخوف والجوع اللذين هما أكبر أنواع العذاب الدنيوي.
يصرح وزراء الخارجية ومتحدثوها في كل عاصمة غربية وشرقية، ويبدون تعاطفهم مع معاناة الناس في مضايا، ويشتكون من رفض النظام وحزب الشيطان دخول الأغذية ومواد الإغاثة للمحاصرين. هذا الكلام الذي لا ينتهي والشكاوى التي صدعوا بها رؤوسنا لم تكن لتحقق نتيجة ملموسة تلغي معاناة البشر هناك.
أين هذه الدول العظمى التي توزع قاذفاتها القنابل والصواريخ في طول سورية وعرضها. أين القيم الإنسانية التي يدعونها وهم يشاهدون هذه الجرائم من قبل نظام الجريمة السوري الطائفي الخبيث. لماذا لم يحملوا ولو واحدة من هذه الطائرات بغذاء للمحاصرين بالسلك الشائك والألغام.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي