الشاشة الكبيرة .. في الصراع ما بين الحوت الأبيض والرجل الأبيض
الشاشة الكبيرة .. في الصراع ما بين الحوت الأبيض والرجل الأبيض
كان الكابتن آخاب يصرخ في رواية موبي ديك: "حوت ميت أم قارب محطم!" تترد أصداء هذه الصرخة بصورة موحشة لكن غير مسموعة طيلة فيلم "في قلب البحر"، وهو مغامرة لصيد الحيتان - مغامرة مرعبة في الواقع - حول الأحداث الحقيقية التي ألهمت رائعة ميلفيل.
الفيلم مثير. والمخرج رون هوارد وكاتب السيناريو تشالرز ليفيت اصطادا القصة، التي تستند إلى كتاب من تأليف ناثانييل فيلبريك ومذكرات اثنين من الناجين، ويجرجرانها بالصراخ والعويل من خلال صور مائلة إلى الزرقة وحية ورائعة.
التصوير السينمائي قام به المذهل أنتوني دود مانتل (الذي صور أيضا فيلم فيستين وفيلم مليونير الحواري). السيناريو، الذي بالكاد كان أقل جرأة وشجاعة، قام به دان هانلي (تلميذ رون هوارد، ومن أفلامه، أبولو 13).
السفينة إسيكس لصيد الحيتان في نانتوكيت تحطمت وغرقت في 1820. إن لم يكن غرقها نتيجة حوت أبيض فإنه كان بسبب حوت غامض عملاق وتسيطر عليه فكرة واحدة على ما يبدو. هذا الوحش أخذ يطارد البحارة الناجين، في خيالهم على الأقل، حيث شرع في واحدة من تلك الرحلات الطويلة التي تقوم بها السفن الكبيرة والذي يصعب تماما تصديق إنجازه. (شاهد الكابتن بلاي في فيلم "ثورة على السفينة باونتي"، وشاكلتون كابتن السفينة Endeavour).
أولا تأتي الدوامة الهائلة للدمار، وبعد ذلك الأيام والأسابيع والأشهر في البحر. إنه أحد أجود أفلام هوليوود، مليء بالمشاهد المذهلة والزمجرة المقنعة، كما أن الممثلين، وإن لم يكونوا من مشاهير النجوم، فإننا نتأثر بأصواتهم ووجوههم التي تصبح مشاهد لا تنسى. الممثل كريس هيمزويرث، الذي لا يزيد على كونه رجلا ضخم القامة بالنسبة لبعض المخرجين، يواصل تحويل نفسه كما يطلب منه المخرج. كان مذهلا في دور المتسابق السريع جيمس هانت في فيلم Rush. في هذا الفيلم، الذي يقوم فيه بدور نائب قبطان السفينة، يحصل على دور فليتشر كريستيان (الضابط المتمرد في فيلم ثورة على السفينة باونتي). وتجده يتململ غضبا ويعترض على الظلم وعلى استعداد للتمرد ضد الكابتن بولارد، الذي قام بدوره بنجامين ووكر، في دور ضابط صبياني مولع بالكتب لكنه صارم مع جنوده.
حوادث الاحتكاك على السفينة ربما تكون خيالا أكثر منها حقيقة، لكن ما نشاهده هو فيلم درامي وليس فيلما وثائقيا. بالنظر إلى التاريخ غير الواضح لكارثة السفينة إسيكس - مذكرات أحد الناجين، مع أنها فقدت، إلا أنها ظهرت فقط في 1960 - فإن التخمين هو جزء من إعادة تشكيل القصة.
الحوت نفسه، الذي لم يكن حوتا أبيض بقدر ما كان حيوانا أبلق مزركشا طحلبيا، هو وحش مضمحل. مظهره شبه الشبحي، الذي تم تصويره باستخدام جرافيك الكمبيوتر، مناسب تماما للدور.
هو لم يكن الحوت موبي ديك بشحمه ولحمه، لكنه يمكن أن يكون كذلك. يظهر في الفيلم الروائي ميلفيل نفسه (قام بدوره بين ويشو)، ضمن لقطات مؤطرة، وكأنه كان يمنح بركاته للفيلم، حيث نراه مؤلفا شابا يبحث عن إجابات عن أسئلة حول روايته، ويوجه أسئلته إلى توماس نيكرسون، خادم ربان السفينة وضباطها، الذي أصبح كبير السن الآن (قام بدوره بريندان جليسون في لقطات قريبة تظهره يكاد ينفجر من العاطفة المكبوتة.)
بعد فترة قصيرة من هذه المأساة البحرية سعيا وراء الوقود (الذي كان في ذلك الحين هو الاستخدام الأساسي لزيت الحوت)، يقول شخص ما بعد العثور على نوع جديد من الوقود: "الزيت من الأرض.
هذا شيء غريب." هذه لمحة عبر ستار الزمن. محاولة استطلاع للملحمة الجديدة من حالات العسرة التي انطلقت بفعل حاجة الإنسانية لإشعال لهبها، وتعبئة مصابيحها، وتشغيل مشاريعها.
الإنسان على استعداد لفعل أي شيء من أجل البطولة التي تصبح لاذعة بسبب الخطر. بعد إيفرست، فيلم شيربا (الدليل) الوثائقي المشوق من إخراج جنيفر بيدوم يعرض الجانب الآخر من قصة الغرور حول الصعود إلى جبال الهيمالايا. وماذا عن الأدلاء النيباليين؟ أحدهم منذ فترة طويلة حرم من الثناء والتصفيق مع أنه كان أول من وصل إلى القمة، وهو الدليل تنزينج نورجاي.
كان لا بد أن يعطى هذا المجد إلى رجل أبيض، وهو إدموند هيلاري. وفي إيفرست كان الرجال البيض هم الذين تسلقوا مجد الشهادة بعد الكارثة الثلجية لعام 1996، لكن كارثة أخرى، وهي انهيار ثلجي أدى إلى مصرع 16 دليلا في 2014، وهو موضوع قصة هذا الفيلم.
المخرجة تجعل الناجين هم الذين يروون القصة. بعد ذلك تروي هي قصتها وقصتهم حول الأحداث اللاحقة: إضراب من الأدلاء الذين كانوا يتقاضون أجورا ضعيفة، حيث رفضوا الاستمرار في المخاطرة بكل شيء من أجل مساعدة فتيان الغرب اللعوبين، الذين يحصلون على مبالغ تتألف من 5 إلى 6 أرقام، ويقولون: "أنا ملك الجبل".
قائد الأدلاء، الذي أنجز 21 رحلة إلى القمة، هو النجم الحاضر. وهو يشبه عمر الشريف لكن بغرور ذكوري رواقي. في المقابل، خصوم الأدلاء يصنعون خليطا مذهلا من دبلوماسيتهم.
يأتي وزير نبيالي ويذهب بالطائرة المروحية، ولا يعرض شيئا سوى تثاؤب شوهد خلسة. أحد أساطين الرحلات الأستراليين يدافع عن عملائه - رغم أن أحدهم واتته الجرأة ليصف زعماء الإضراب بأنهم "إرهابيون" - قبل أن يقبل بشطب بقية موسم 2014. شطب هذا العام أيضا. بسبب مسألة بسيطة هي الزلزال.
الحياة قصيرة، والغرور الإنساني طويل العمر. سوف يعود إيفرست والمحاربون الذين يريدون الصعود إليه.
منزل أبي هو فيلم فكاهي من بطولة ويل فيريل. سأعيد ما أقول. هو فيلم فكاهي وهو من بطولة ويل فيريل. السيناريو الذي أعده بريان بيرنز هو استعارة من الحرب الأبدية غير المعلنة بين شخصية زوج الأم وشخصية الأب.
فيريل (زوج الأم) يريد أن يكون قريبا ومحبوبا. مارك والبيرج (الأب الحقيقي) يقوم بزيارة طويلة ولا يستطيع أن يكون مخطئا. الأب الحقيقي وسيم، ومفتول العضلات، وذو شخصية رائعة للغاية، لكن زوج الأم هو، كما تعلم، ويل فيريل. إنه تنفيذي سخيف في إحدى محطات الإذاعة وليس مفتول العضلات.