سوق المسوكف.. إحياء للموروث الشعبي والتراثي
يعد سوق المسوكف الشعبي الواقع في وسط عنيزة، ملاصقاً لبيت البسام التراثي، أنموذجاً مشابهاً لسوق المسوكف القديم بالقرب من موقعه الأصلي، الذي تم إزالته في عام 1394 هـ، حيث يعد من أهم وأشهر الأسواق التجارية النجدية في القرنين الماضيين.
وأنشئ السوق الحالي عام 1428هـ على نفقة إحدى الشركات الوطنية وتحت إشراف مكتب الآثار في عنيزة، وتم تصميمه بشكل يشبه إلى حد كبير السوق القديم، من حيث الممرات والأعمدة والأبواب والنوافذ، التي اتخذت الطابع الشعبي، وغطيت بطبقة من الطين المشبّع بالتبن والأسقف، التي تغطيها قطع متراصة من أخشاب الأثل.
ويضم السوق أكثر من 200 محل متنوع، كما تتنوع بضاعته بين المستلزمات النسائية والعطارة والأدوات الزراعية والمنزلية، ويقصده يوميا كثير من المتسوقين والزائرين.
وينظم في السوق المزادات العلنية على الأواني والتحف والقطع التراثية القديمة وعرض للسيوف القديمة، كما يضم المجالس الشعبية، التي تحتوي على جميع التفاصيل والنقوش المعمارية المستخدمة قديما، وبجوار السوق "ستيشن الدغيثرية" وهي محطة تجمع المسافرين قديما، يتم من خلالها عرض السيارات والباصات المستخدمة قديما لنقل الركاب، كما شيد فوق السوق دور ثان للشؤون الإدارية، إضافة إلى صالة اجتماعات بتصميم روعي فيه الطراز التراثي القديم، حيث تمنح السوق الزائر متعة مشاهدة البناء الشعبي، الذي زينت جوانبه وحواف دكاكينه بالجبس الأبيض.
ومن أهم أهداف السوق، هو إحياء الموروث الشعبي والتراثي والحفاظ عليه، وقد اعتمد السوق مزاراً سياحياً في المنطقة، تقام فيه عديد من الأنشطة التراثية المختلفة، ويقام فيه مهرجان ثقافي باستضافة عدد من الشعراء والروائيين وأصحاب القصص الشعبية في ديوانية سوق المسوكف، كما يقام فيه عدد من العروض والمسابقات الدينية والاجتماعية والأمسيات الشعبية ومسيرة للسيارات القديمة، وعروض لعدد من الألعاب الشعبية القديمة الخاصة بالأولاد والفتيات.
كما يقام فيه "مهرجان المسوكف الشعبي"، الذي يهدف إلى إحياء ذكرى سوق المسوكف التراثي وإلى حفظ التراث الشعبي من المباني القديمة والفنون والأكلات والحرف والملبوسات وغيرها، لتثقيف الجيل الجديد بطبيعة الحياة في الماضي والمحافظة على التراث الشعبي.