في عام 2008 قرر الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة مايكروسوفت، بيل جيتس، الاستقالة من منصبه الإداري وتفرغ لأعماله الخيرية. وودع موظفيه قائلا: "لقد قدمت كل ما لدي. أود أن أتيح الفرصة لمن يستطيع أن يضيف أفكارا تليق بشركتكم". وليس بعيدا عنه اعترف إيفان وليامز مؤسس "تويتر" المشارك، بأنه استقال من رئاسته للشركة لأنه "لا يصلح للإدارة".
مع الأسف كثير منا لا يتقن فن الوداع. يظل المسؤول والمدير والموظف حتى اللاعب قابعا في الدائرة نفسها حتى يرفع الجميع أمامه عبارة "ارحل" بصيغ مختلفة. فبعد أن كان يوما ما منقذا ومصدرا للأمل بات وجوده باهتا ومخيبا. اختيار توقيت الوداع محوري ومهم. نسينا إنجازات الكثيرين لأنهم لم يحسنوا لحظة اختيار المغادرة غير مدركين أن العبرة بالخواتيم. وهنا بعض المؤشرات التي تدعوني وتدعوك لتوديع أماكننا متى ما لمسناها وأحسسنا بها:
- إذا فقدت المتعة في عملك وأصبح عبئا عليك ففكر في الوداع.
- حينما يصبح التفكير والحديث في عملك ممرضا، بعد أن كنت تتحين الفرص لتتحدث عنه، فارحل عنه.
- عندما تتبدد الابتسامات في حضورك وتتحول إلى تجهم وعبوس؛ فهذا يعني أن وجودك لم يعد ملهما ومحفزا لمن حولك.
- إذا قلت الفرص والعروض أمامك وأنت في هذا المكان فهذا دلالة أن ما تقوم به ميكانيكي ولا يثير اهتمام الآخرين. ابحث عن شيء آخر تعمله.
- عندما يكثر غيابك فهذا دليل على أنك تتصيد الأعذار. من يحب عمله يتحامل على نفسه وينسى آلامه وظروفه.
- إذا صار عدد خصومك في العمل أكثر من حلفائك؛ فأنت في بيئة لا تشتهيك، ولا تجذبك. غادرها.
- إذا كان وجودك وحضورك سواء، فأنت لا نكهة لك في هذا المكان. ومن لا نكهة له لا قيمة ولا أثر له.
- إذا اعتقدت أن الجميع يتحالف ضدك ويتآمر عليك؛ فارحل لأنك تتهرب من السبب الحقيقي وتلقي باللوم على غيرك وتنسى نفسك.
- عندما يصبح النهوض من فراشك إلى العمل شائكا، فأنت لست في المكان المناسب. من يحب عمله يستيقظ أحيانا قبل الساعة المنبهة.
- إذا صنعت مجدا في مجالك فلا تعتقد أنك ستتجاوزه، ودع الناس معه. تتركهم وهم يطالبونك بالاستمرار أعظم من أن تغادر وهم يطالبونك بالرحيل.
