أذكر أنه كان بقرب جامعتي في الولايات المتحدة مدرسة ابتدائية. كنت أستغرب كم الحماية والاهتمام اللذين أشاهدهما كل يوم من قبل مسؤولة تنظيم الحركة التي كانت متطوعة - على ما أعتقد. أقول ذلك لأنني كنت أشاهد كل يوم سيدة مختلفة تقوم بإيقاف المرور في الشارع عند قدوم الحافلة التي تحمل الطلبة, وترافق الطلبة كمجموعة في الخروج والدخول إلى المدرسة.
كانت السرعة في الموقع محددة بـ 15 ميلا في الساعة, وهناك مطبان صناعيان قبل المدرسة وبعدها, ويمنع استخدام المنبه بتاتا سواء كان وقت دراسة أم لم يكن. كانت مسؤولة تنظيم المرور تقوم بالدور نفسه عندما يأتي الآباء والأمهات بأبنائهم وبناتهم إلى المدرسة, أي أن العناية لكل طفل وطفلة مضمونة.
قارنت كل ذلك بكم الاستغراب الذي سيطر خلال الأسبوع الماضي على كل وسائل الإعلام عندما اكتشف الناس أن أحد حراس المدارس يقوم بعملية استقبال وإيصال الطالبات بمجهود شخصي ومبادرة ذاتية ليست محددة في وصف الوظيفة التي عين عليها, مع أن ذلك أمر يجب أن يكون ضمن تنظيم التعامل مع الطلبة - في المراحل المبكرة خصوصا.
تفاعل ممتاز ومفرح وتشجيع لا بد أن يكون له أثر في المجتمع والمخلصين أمثال هذا الحارس الأمين, لكنه يدل بوضوح على أن هناك فراغا حقيقيا يلاحظه الجميع, ومسؤولية لا بد من ممارستها من قبل من ينتمون إلى القطاع وبشكل رسمي لا تطوعا كما شاهدنا.
تفاعل الوزير والشركات والأفراد لم يبحث في حل قانوني لمشكلة الكثير من الأطفال الآخرين الذين يناورون ويدورون صباح كل يوم ليصلوا إلى بوابة المدرسة أو إلى سيارات أولياء أمورهم أو منازلهم - إن كانت قريبة من المدرسة. من هنا أشكر الوزير وجميع من تفاعلوا مع الرجل, لكنني أدعو إلى تفعيل عمل مؤسسي لحل مشكلة هؤلاء الأطفال وأسرهم.
المشاهد في الوقت الحاضر أن الازدحام أمام بوابات المدارس لا يزال مسيطرا رغم مشاريع النقل التي تبنتها الوزارة, وهذا يستدعي أن يتم تكليف من يقوم بتنظيم السير أمام المدارس. إن خروج الأطفال وتعرضهم لهذا الازدحام وأصوات المنبهات المتعالية, خطر بحد ذاته. كيف حل العالم هذه المشكلة؟ وكيف نحلها نحن؟ أجيب من وجهة نظري في الجزء التالي ...
