الأخضر .. ينمو

بعد نهاية مباراة منتخبنا أمام فلسطين، تلقى فريقنا الوطني هجوما معتادا من أغلبية جماهيره استهدفت مستويات بعض لاعبيه، وأبدت تذمرها من نتيجة المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي.
أغلب الانتقادات كانت مدفوعة بعاطفة جياشة وقودها الحب، أو محاولة تقريع الذات أو حتى رغبة في إثبات وجهات نظر طرحت قبل المباراة. وأعتقد أن كل هذه الانتقادات كانت مبالغة للغاية لم تأخذ في حساباتها ظروف المباراة، ومعطيات الذهاب والإياب في التصفيات المزدوجة.
بعد المباراة وقبلها، يتصدر فريقنا الوطني مجموعته بفارق مريح عن الثاني، وإذا ما أضفنا نقاط مواجهتي تيمور وماليزيا فسيكون الأخضر قد ضمن بلوغ نهائيات الإمارات 2019، أولا أو ثانيا، وستكون البطاقة المؤهلة للدور الثاني في تصفيات مونديال روسيا 2018 في متناول اليد مقابل التعادل مع الإمارات في أبو ظبي، أو حتى التأهل كأفضل الثواني في المجموعات عند الخسارة، إذا حدث ذلك، هل حصلنا على ما نريد من التصفيات؟ الإجابة: نعم. إذا لماذا الغضب؟
اتفهم أطروحات بعض المشجعين السعوديين حين يقولون: نتعادل مع فلسطين ونحن الذين كنا نقارع الآسيويين الكبار؟ وذلك كلام مقبول لو أن هذه المباراة لعبت في فترة الثمانينيات أو التسعينيات، عندما كان لدينا فريق يتسيد آسيا، أما الآن فنحن نتوافر على فريق يتلمس طريق العودة إلى مجده السابق، وعلينا تفهم هذه الظروف وإصدار أحكامنا وفقا لمعطياتها، فريقنا الوطني الحالي نواة جيدة لمنتخب سعودي قادر على استعادة مجده، شريطة أن نتعامل معه بهدوء ونرفع سقف الطموحات تدريجيا، ولا نبالغ حتى لا ينهد سريعا ونعود إلى نقطة البداية.
فريقنا الحالي، يضم في صفوفه مواهب حقيقية، ولديه رصيد جيد من المواهب خارج قائمته يمكن أن تُكوّن دعما في مباريات الدور الثاني التي تبدأ مبارياتها بعد ثمانية أشهر، فترة كافية جدا، لترتيب الصفوف، وإعداد الفريق الأخضر كما يجب وكما تفرض التصفيات القوية المنتظرة.
..أعتقد أن التخطيط المرحلي، هو المناسب للأخضر حاليا، من جانب إدارته ومسيريه، ومن جهة أنصاره وانفعالاتهم العاطفية، علينا أن نتخلى عن التسرع في العودة، وأن نبني أخضرنا بهدوء، مسلحين بالثقة والعمل الجاد، وحتى يحدث هذا فمن الحكمة أن يكثف مجلس اتحاد القدم من اجتماعاته في الفترة المقبلة، ويخصص وقتا كافيا لمراجعة مسيرة الأخضر الحالية، وتحديد خطواته المقبلة، وأهمها أجندة الموسم المحلي المقبل التي يفترض أن تراعي التصفيات المونديالية القوية وتوفر أجواء مناخية جيدة للاعبين، تعلن عملا لا قولا أن الأخضر أولا في كل شيء.. ومن بعده الكل.. تفاصيل.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي