هوس عالمي صوب تطبيق "السناب شات"، فالمشاهدات اليومية لمقاطع التطبيق بحسب - صحيفة «فاينانشيال تايمز» - قد تضاعفت ثلاث مرات منذ أيار (مايو) الماضي، حيث بلغت في الوقت الحالي أكثر من ستة مليارات مشاهدة في اليوم الواحد فقط.
في السعودية مثلا.. يبدو أن الجميع لديه هوس بـ "تويتر" بالدرجة الأولى ثم "السناب شات"، والأغلبية من صغار أو كبار، رجال ونساء "مغردين" أو "مسنسبين".. وأصبح المألوف أن يكون "الجوال" في اليد في كل مكان، والعين متجهة له، سواء في المجالس، أو في الدوائر الحكومية، أو حتى عند قيادة المركبة، والأخير هو الأشد خطرا.
عند مراجعتك لأي دائرة حكومية يمكن أن تنادي الموظف مرة مرتين ثلاثا وربما عشرا وهو شارد الذهن مشغول بجهازه، إما متصفحا وإما باثا "مقطعا".. في الأسواق أيضا يجب أن تتوخى الحذر كي لا يرتطم بك أحدهم وهو "مطسس" مشغول بجهازه لا يرى من أمامه.
مع الأجهزة الذكية تلاشت بعض الهوايات القديمة كقراءة الكتب مثلا، ولم يعد يوجد هناك أي وقت للفراغ لدى الكثير، حتى العاطلين عن العمل أصبحت أوقاتهم مشغولة على مدار الساعة، معدل ساعات النوم قلت أيضا، وتراجع معدلها في العالم وليس في السعودية وحدها.
لا يهم أن يفرغ الانسان جزءا كبيرا من وقته في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي أو مشاهدة المقاطع عبر التطبيقات، المشكلة أن هذا الوقت الثمين يذهب جله في مشاهدة تهريج المهرجين وتفاهة التافهين، فمن يتصدر المشهد حاليا، هم "المهرجون"، وتفوقوا على عديد من العلماء والمفكرين.
هؤلاء المهرجون الفارغون أصبحوا منظرين وموجهين، يؤخذ منهم بلا أدنى تحفظ، ويتم التسليم بأقوالهم وآرائهم والاهتداء بهم، وربما السير في المسار ذاته الذي يسيرون عليه، وربما يتطور الأمر إلى أن يصبحوا "قدوة"، وهو الخطر الأكبر، فربما ومع مرور السنوات نجد أنفسنا أمام جيل بأكمله من فئة "المهرجين".
في بعض المجتمعات الغربية فطن الناس لتأثير مثل هؤلاء، وأطلق عديد من الحملات ضدهم في أمريكا وعدد من الدول الغربية تحت شعار "لا تجعلوا من الحمقى مشاهير"، وتطالب الحملات بالتوقف عن متابعتهم أو تداول مقاطعهم.
أعتقد أننا في السعودية نحتاج إلى حملات مماثلة لما يحدث في أمريكا وعدد من الدول الأوروبية، وأن نبدأ في حث "بعض" على عدم متابعة أو نشر مقاطع هؤلاء المهرجين، فنحن من تسبب في شهرتهم ونحن القادرون على "أفولها".
