هل يمكن أن تنتج لنا المعامل حبا؟
والسؤال الأهم هل يصنع الحب؟
وعندما يكون مصنوعا هل سيستمر؟
في دراسة غريبة من نوعها قام بها الباحث في علم النفس دكتور "آرثر آرون" مع مجموعة من زملائه لصناعة حب في المختبر بين شخصين شبه غريبين لا يحتاج منهما الوقوع في الحب سوى أن يجلسا قبالة بعضهما ويبدأ بطرح 36 سؤالا شخصيا على بعضهما مثل: السؤال 1: أعطني اسم أي شخص في العالم تريد تناول العشاء معه؟ السؤال 20: ماذا تعني لك الصداقة؟ السؤال 31: قل لشريكك ما الذي يعجبك فيه الآن؟ بشرط أن تكون الإجابات صادقة وشفافة، وبعد ذلك ينظران لبعضهما في صمت من دقيقتين لأربع، بعدها نرى إن كانا سيقعان في الحب أم لا!
لم يكن هدف الدكتور "آرثر" ومجموعته حين وضعوا هذه الأسئلة لأول مرة سنة 1997 إيجاد حب رومانسي، إنما أرادوا تعزيز العلاقات بين طلبة الجامعات، باستعمال ما أسماه آرون "الكشف عن الذات" لتعرف بنفسك وتتعرف على الآخر بشكل سريع!
والمدهش أن الدراسة نجحت وشعر المشاركون بقربهم من بعضهم بعد خوضهم التجربة.
و لاحقا استعمل عديد من الدراسات "بروتوكول آرون" كوسيلة لإيجاد نوع من الثقة والحميمية والانسجام بين الغرباء. حيث استعملوه بين أفراد الشرطة والمجتمع، وكذلك بين الناس ذوي الإيديولوجيات السياسية المختلفة.
تقول "ماندي لين كاترون" وهي كاتبة وباحثة: وجدت هذه الدراسة في طريقي وأنا أحاول أن أخرج من قصة حب فاشلة دامت تسع سنوات كنت حزينة متألمة محطمة القلب لا أدري كيف سأعيش من دونه! فلجأت للدراسات للبحث عن كل ما يتعلق بالحب والرومانسية لكي أخرج مما أنا فيه، وما لفت نظري في هذه الدراسة بالذات تحقيقها أكثر من الهدف الذي وضعت من أجله فبعد ستة أشهر من خوض البعض للتجربة شاع خبر زواجهم وإقامته في المختبر. و بالطبع كان لدي بعض الشكوك حول إمكانية تصنيع الحب الرومانسي، ولكن كنت مفتونة بالتجربة. وعندما أتيحت لي الفرصة أجريتهاعلى نفسي بصحبة شخص أعرفه ولكن ليس حق المعرفة، لم أكن أتوقع الوقوع في الحب. ولكنه حصل!
بعدها بفترة نشرت ماندي قصتها في صحيفة نيويورك تايمز بقسم الحب العصري، ثم انهالت عليها الأسئلة والمقابلات وأكثر سؤال ملح تعرضت له هل ما زالت علاقتها بشريكها مستمرة؟
فالوقوع في الحب سهل ولكن الاستمرار فيه صعب، والناس لديها شغف بمعرفة مدى نجاح هذه التجربة ليس فقط في توليد الحب بل والمحافظة عليه وهذا الأهم!
وليس المعني هنا الحب الرومانسي فقط، بل أي نوع من العلاقات الإنسانية التي تتيح لنا التعايش مع بعضنا البعض بسلام!
فهل سيفلح هذا الاختبار لو طبقناه في مجتمعنا في صنع علاقات صحية وصادقة ومستمرة؟
