الاثنين, 6 أكتوبر 2025 | 13 رَبِيع الثَّانِي 1447
Logo
شركة الاتحاد التعاوني للتأمين11.38
(0.09%) 0.01
مجموعة تداول السعودية القابضة212.6
(2.02%) 4.20
ذهب3952.55
(1.70%) 66.01
الشركة التعاونية للتأمين138
(3.45%) 4.60
شركة الخدمات التجارية العربية109.5
(2.05%) 2.20
شركة دراية المالية5.69
(0.35%) 0.02
شركة اليمامة للحديد والصلب38.7
(2.76%) 1.04
البنك العربي الوطني25.2
(-2.40%) -0.62
شركة موبي الصناعية13
(4.08%) 0.51
شركة البنى التحتية المستدامة القابضة35.52
(-0.50%) -0.18
شركة إتحاد مصانع الأسلاك25.5
(-1.09%) -0.28
بنك البلاد29.24
(0.69%) 0.20
شركة أملاك العالمية للتمويل12.8
(0.08%) 0.01
شركة المنجم للأغذية61.75
(0.16%) 0.10
صندوق البلاد للأسهم الصينية12.99
(-0.23%) -0.03
الشركة السعودية للصناعات الأساسية62.3
(1.05%) 0.65
شركة سابك للمغذيات الزراعية119.8
(2.74%) 3.20
شركة الحمادي القابضة34.7
(-0.29%) -0.10
شركة الوطنية للتأمين16.27
(0.49%) 0.08
أرامكو السعودية24.85
(0.24%) 0.06
شركة الأميانت العربية السعودية21.93
(-0.68%) -0.15
البنك الأهلي السعودي39.1
(1.19%) 0.46
شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات35.08
(0.63%) 0.22
كاترينا .. «الإسلام العظيم»

.. قد يكون أغرب لقاء في حياتي حتى الآن. والقصة بدأت عندما جاءتني هذه الرسالة على صفحتي في الـ"فيسبوك": «.. نحن مجموعة من الشابات والشبان المسيحيين في مصر، ونود أن نلتقي بك في نقاش علمي حول أنثربولوجيا الأديان التي كتبت عنها. ويسعدنا أن نأخذك برحلة نيلية، وزيارة للكنائس القديمة، وبعض الأديرة في الوجه القبلي. ناصرة مروان جرجس». ومن القاهرة، اتصلت بعد أن أنهيت لقاءات عدة كانت في منتهى الجمال، بالشاب «صادق صليبا» المنسق. لِمَ أقولُ أعْجَب؟ سنرى.. دخلت ردهة قاعة الاجتماع في بيت قديم يفوح من كل طوبة منه عبق التاريخ.. في دخولي كان الشبابُ مصطفين من الباب للمدخل الرئيس، ويقابلهم صف البنات في انتظام لافت، ودخلت بينهم كما بروتوكول الاستقبالات الرسمية، وصافحتُ الشباب، ثم أخذني الشاب المرافق ليعرفني على البنات.. على أن البنات كنّ جميعا يضعن أياديهن في وضعية الاحترام والتهذيب الراقي خلف ظهورهن، وكانت إشارة واضحة بعدم السلام المباشر بالأيدي، ثم إنهن كن في لباس في جلال الوقار حقا، وتشع وجوههن من وراء ملفع أزرق كالحجاب.

لاحظتُ أن الجميع يضع شعارا أحمر براقا يحمل عناق الهلال والصليب تعبيرا عن أمر جلي.. وسألوني أن أتقدم ليضعوا علي وشاحا وشعارا يعلق في بدلتي، وارتجفت حيرة وإحراجا متخوفا من أن يكون الصليب أو شيئا من الأيقونات المسيحية، ولكن الوشاح جلب على وسادة حريرية بيضاء، وكان أخضر لفّ كل أعلى جسمي وخُط عليه: لا إله إلا الله. ثم لما دخلنا القاعة افتُتح الحفلُ، وتعجبت أن أرى شابا بزيّ أزهري، صعد منصة المنبر وتلا آيات من القرآن الكريم بصوت يذيب القلوب، بل يذيب ذاك الحجرَ الصلِدَ العتيق.

بعدها قامت رئيسة الحفل «كاترينا» وتكلمت عن الإسلام «العظيم» والوصف من عندها، وكيف أنه أعطى درسا إنسانيا حضاريا في التعامل مع الأديان الأخرى، وروت قصة الفاروق عمر الشهيرة في المسجد الأقصى، ثم بدأ النقاشُ مع المجموعات الحاضرة، ومعي مسألة أنثربولوجيا الأديان علميا بدون التعرض للأحداث الأخيرة ومنها تفجير الكنيسة، ولكني سألت، فوقف شابٌ نحيف جدا، ومتورد الوجه وقال: لا يمكن أن يصدق مسيحي صادق في مصر أن هذا عمل مسلم صادق.. صفقتُ فصفقت القاعة.. وفي الخروج سألتُ كاترينا: لمَ كانت البناتُ يضعن أياديهن وراء ظهورهن تحاشيا لمد اليد للسلام؟ ردّتْ: أولا احتراما للإسلام العظيم- وترى أنه بلسانها صفة العظمة مقترنة وجوبا بالإسلام- ثم سكتت.. فقلت لها مستفهما، وثانيا؟ فردت بحياء ورقي: "مش برضه كده أحسن؟!" .

للإشتراك في النشرة
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من الاقتصادية