الاقتصادية - الموقع الرسمي لأخبار الاقتصاد والأسواق | الاقتصادية

الخميس, 18 ديسمبر 2025 | 27 جُمَادَى الثَّانِيَة 1447
Logo
شركة الاتحاد التعاوني للتأمين8.27
(-0.84%) -0.07
مجموعة تداول السعودية القابضة151.8
(-1.56%) -2.40
الشركة التعاونية للتأمين115
(-1.71%) -2.00
شركة الخدمات التجارية العربية120.3
(-0.66%) -0.80
شركة دراية المالية5.41
(2.08%) 0.11
شركة اليمامة للحديد والصلب31.3
(-1.26%) -0.40
البنك العربي الوطني21.18
(-0.24%) -0.05
شركة موبي الصناعية11.2
(0.00%) 0.00
شركة البنى التحتية المستدامة القابضة30.4
(-1.23%) -0.38
شركة إتحاد مصانع الأسلاك19.84
(-0.55%) -0.11
بنك البلاد24.77
(-0.72%) -0.18
شركة أملاك العالمية للتمويل11.33
(0.18%) 0.02
شركة المنجم للأغذية53.85
(0.19%) 0.10
صندوق البلاد للأسهم الصينية11.58
(0.87%) 0.10
الشركة السعودية للصناعات الأساسية52.75
(0.67%) 0.35
شركة سابك للمغذيات الزراعية112.7
(1.62%) 1.80
شركة الحمادي القابضة27.58
(-2.75%) -0.78
شركة الوطنية للتأمين12.98
(-0.61%) -0.08
أرامكو السعودية23.65
(0.21%) 0.05
شركة الأميانت العربية السعودية16.37
(-0.12%) -0.02
البنك الأهلي السعودي37
(1.09%) 0.40
شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات28.16
(-0.78%) -0.22

كل صباح يتم إطلاق السجناء الـ 625 في سجن راي هيل الخاص بمُرتكبي الجرائم الأخلاقية في رجبي، وسط إنجلترا، من حجزهم لحضور الأنشطة النهارية. بحر من الرجال ذوي الشعر الأشيب يخرجون متثاقلين من أجنحتهم. بعضهم يتوكأ على عصا، وبعض يدفع زميلا على كرسي متحرك، وآخر يعرج في ألم واضح.

آخر الخارجين من البوابات الحديدية رجل في السبعينات من العمر، يرتدي ملابس أنيقة عبارة عن سترة صوفية باللونين البيج والأحمر الغامق، وقميص ذي مربعات، وبنطال بلون الرمل، مع فرق الشعر من الجانب بشكل أنيق. يرفع يده لتحيّة المأمور، عندما تم إغلاق الباب خلفه بعنف.

ريتشارد ستيدمان، مدير السجن، قال وهو يشاهد السجناء يمرون، "إن المؤسسة العقابية التي يُديرها أشبه "بمنزل للمُسنين (...) مع جدار كبير جداً حوله".

قبل ثلاثة أعوام، عندما تبين أن مُقدّم برامج تلفزيون الأطفال، جيمي سافيل، كان قد اعتدى جنسياً على مئات الصغار، اهتزت بريطانيا. أثار ذلك مزاعم جديدة حول شخصيات بارزة أخرى في المجتمع - في الكنيسة، والأجهزة الأمنية، وفي قلب البرلمان. موجة من الضحايا الذين تجرأوا فجأة على الادّعاء بتعرضهم لانتهاكات في فترة سابقة، أسهمت في ارتفاع البلاغات عن الجرائم الجنسية بنسبة تزيد على 40 في المائة في العام الماضي وحده.

الآن، الملاحقات القضائية لهذه الجرائم السابقة - وتدفّق كبار السن الناتج عنها إلى سجون المملكة المتحدة – تضيف متاعب جديدة على خدمة السجون التي تُكافح أصلا للعثور على تخفيضات بنسبة لا تقل عن 25 في المائة، في إطار برنامج تقشّف حكومي. في عام 2015، عدد الذين تتجاوز أعمارهم 60 عاما في السجون بلغ أربعة آلاف للمرة الأولى على الإطلاق ـ أكثر من ضعف العدد قبل عشرة أعوام. إنها المجموعة العمرية الأسرع نمواً في الحجز.

وفي الآونة الأخيرة حققت إدارة السجون في قضية سجين يبلغ من العمر 94 عاما تم إخراجه من دار الرعاية ليقضي مدة حكمه في السجن وتوفي بعد سقوطه من السرير في زنزانته. ولتجنّب مثل هذه الحوادث مستقبلا، يجري مسؤولو السجون المُعتادون على كبح جماح الشباب العنيفين أكثر من اعتيادهم على رعاية المُسنين، جولات في دور العجزة، والمستشفيات، ودور الرعاية لاكتساب الخبرة في علاج المرضى والمُحتضرين.

إلى جانب هذه الاعتبارات العملية تأتي المُعضلات الأخلاقية الأوسع بالنسبة إلى المجتمع: ما إذا كان من المناسب فرض الأنظمة العقابية على المرضى الميئوس من شفائهم، وكيفية إعادة تأهيل أولئك الذين لن يتم إطلاق سراحهم أبداً، وما إذا كانت هناك أي جدوى من حبس أولئك الكبار جداً في السن، أو الذين بلغ منهم الخرف حدا يجعلهم لا يعرفون حتى إنهم في السجن.

لا يوجد مكان يلتقط تحدي التركيبة السكانية بشكل مثالي أكثر من سجن راي هيل، الذي تحوّل في العام الماضي من سجن تدريب لحجز المجرمين الأصغر سناً في الغالب إلى سجن مُتخصّص للمُدانين بارتكاب الجرائم الجنسية. تأثير هذا التغيير كان عجيبا، لأن تركيبة النزلاء الشباب المختلطين عرقيا تحوّلت إلى تركيبة تضم عرقا واحدا من المُسنّين البيض، تُهيمن عليها الطبقات المهنية. نحو واحد من كل خمسة سجناء يزيد عمره على 60 عاماً، ونحو 40 في المائة تزيد أعمارهم على 50 عاماً.

وكان على مجموعة G4S التي تُدير السجن، الاستعانة بجهات خارجية في مجال الأمن من أجل تثبيت مصاعد للسماح للنزلاء العاجزين بالوصول إلى مركز التعليم في الطابق الأول وتزويد غُرف الاستحمام برصيف منحدر، ومقابض آمنة، وأرضية غير زلقة. كذلك زادت الشركة عدد عيادات العناية بالأقدام المُتاحة ثلاثة أضعاف. ويُرافق موظفوها السجناء بانتظام إلى مواعيد الكشف عن السرطان وجلسات العلاج الكيماوي في المستشفى المحلي. وعلى الرغم من أن عدد السجناء الذين يستخدمون الكراسي المُتحركة 25 سجينا، لم يتم تجهيز سوى ثماني زنزانات للنزلاء المقعدين. وعدد السجناء الذين يعانون الخرف ارتفع أربعة أضعاف، وحالات مرض السكري وارتفاع ضغط الدم زادت هي الأخرى.

وفي الوقت الذي تترسخ فيه تخفيضات الميزانية والنقص في عدد الموظفين في مجال السجون، عمدت وزارة العدل إلى تضييق الخناق على الزيارات الصحافية للسجون - لكن تم منح إمكانية وصول نادرة لـ "فاينانشيال تايمز" إلى سجن راي هيل. وأثناء جولة بصحبة مرافق، يقول ستيدمان إنه "شعر بالدهشة فعلاً" من عدد السجناء الكبار في السن عندما تغيّر دور السجن. ويلاحظ أن مُرتكبي الجرائم الجنسية أقل عُنفاً من السجناء السابقين الأصغر سناً، لكن لديهم احتياجات نفسية أكثر تعقيداً - وهم ماهرون في التلاعب بكل من الموظفين وبعضهم بعضا. بعض أولئك الذين يعرفون أنهم لن يُغادروا السجن أبداً أقدموا على محاولات انتحار مُتكرّرة، ومستويات الإيذاء الذاتي في السجون مرتفعة للغاية.

ويتابع "من حيث حالات العنف، إنهم لا يعتدون على بعضهم بعضا كثيراً، بالتالي فإنك تقضي وقتا أقل في التعامل مع الاعتداء وما يعقب ذلك (...) ما يعني أن الموظفين لا يحصلون على إجازات مرضية كثيرة نتيجة لذلك. لكن التحدّيات التي تأتي مع هؤلاء السجناء (الجُدد) تتفوّق على ذلك تقريباً (...) ففي حين إن الموظفين قد لا يحصلون على إجازات مرضية، إلا أننا نجد أشخاصا يأتون إلينا ويقولون: كان علي قضاء كثير من الوقت فقط في قراءة تفاصيل غير سارة للغاية عن حالات مُعينة وأنا فعلاً بحاجة إلى استراحة من ذلك".

إدارة حالات السجناء الأكثر صعوبة تقع على عاتق وحدة العزل، التي تحجز بشكل مؤقت أولئك العنيفين، أو الذين أصبحوا يُشكّلون خطراً على أنفسهم، أو الذين يُظهرون سلوكيات ذات طابع جنسي مُفرط. بيت بيتس، رئيس الفريق المختص، يعترف بمشكلات التعامل مع السجناء التخريبيين العاجزين للغاية بحيث لا يستطيعون القيام من كرسي بدون مساعدة.

ويقول "تجد أمامك رجلا كبير السن ضئيل الحجم وضعيف البنية، لكن لا يُمكنك تجاهل حقيقة أنه قد يكون فعل شيئا خاطئا للغاية".

وبحسب ستيدمان، سيكون من السذاجة اعتبار الضعف الجسدي دليلا على أن مُرتكبي الجرائم الكبار في السن لا يسببون الأذى. "بعض السجناء هنا يستخدم مظهره الجسدي أداة لمساعدته على الاعتداء. هذا جزء من نهجه من حيث كسب ثقة الناس. بحسب تفكير الآخرين؛ حسناً في الواقع (...) إنه في الثمانينات من العمر، ويجلس على كرسي مُتحرك، بالتالي سأترك أطفالي معه ربما باعتباره أحد الجيران العطوفين، أو شيئا من هذا القبيل (...) لكن قطعاً، (بإمكانه) تشكيل خطر جسدي حقيقي".

هذا التناقض بين عمر السجناء وتهديدهم المجتمع يُمثّل واحدة من أكبر المشكلات المُحيّرة بالنسبة إلى نظام العقوبات. باعتبارهم سجناء من الفئة B - بمعنى أنهم لا يتطلّبون الحد الأقصى من الأمن، لكنهم لا يزالون مصدر خطر - يجب أن يكون نزلاء سجن راي هيل مُكبّلين بالقيود أثناء النقل، حتى لو كانوا مرضى أو في طريقهم إلى المستشفى. وناشد السجن دور العجزة المحلية للمساعدة على رعاية نهاية الحياة بالنسبة إلى بعض السجناء، وعدد قليل منها وافق، على الرغم من أن هذا يُمكن أن يكون خطوة غير مأمونة العواقب.

النتائج المُترتبة على استيعاب السجناء الكبار في السن تتجاوز قطاع العدل إلى قطاع الخدمات العامة، مثل خدمة الصحة الوطنية: أحد نزلاء سجن راي هيل يحتل مكانا دائما في المستشفى لعدم وجود زنزانة في السجن كبيرة بما فيه الكفاية لاستيعاب سريره ذي المواصفات الخاصة. وفي الوقت الذي يُكافح فيه كثير من المتقاعدين في بريطانيا لدفع تكاليف التمريض المنزلي، وفي وقت تخفض فيه الحكومة ميزانيتها للرعاية الاجتماعية، من المُذهل أن القطاع العام يأخذ على عاتقه مسؤوليات رعاية أكبر بكثير من خلال سجن مزيد من كبار السن.

على الرغم من التأثير الحتمي للسجناء كبار السن في الإنفاق المُقيّد أصلا على السجون، تقول وزارة العدل "إنها لا تملك أي تقديرات لتكلفة هذا على الصعيد الوطني"، موضّحةً أن مسؤولية اتخاذ "تعديلات معقولة" تقع على عاتق المؤسسات الفردية البالغة 136 مؤسسة.

لكن هذا لا يُمكن أن يستمر لفترة طويلة. ينبغي لمجموعة G4S نشر ستة مسؤولين لمراقبة الأسرّة في كل 24 ساعة يقضيها سجين واحد في المستشفى، ما يؤدّي إلى زيادة ملحوظة في إنفاق الشركة على الموظفين.

#2#

جيري بيثريك، المدير الإداري لمجموعة G4S لخدمات الاحتجاز والحراسة، يصرّ على أنه لا يوجد بديل عن توفير أفضل مستوى مُمكن من الرعاية. ويقول "كيف نعتني بالناس في هذه المرحلة من حياتهم هو دليل حقيقي على مدى احترامنا الناس، ومدى اهتمامنا بهم، وهذا أمر ضروري جداً. نحن نأخذ كثيرا من هؤلاء السجناء (...) هؤلاء أشخاص حُرموا من الحرية، وغالباً حتى في أماكن مثل سجن راي هيل، سيجدون أنفسهم مع قليل جداً في نهاية المطاف".

مع ذلك، يُجادل آخرون بضرورة تحدّي بعض الافتراضات التقليدية لأن مُلكية السجن تتكيّف مع هؤلاء النزلاء كبار السن الجُدد. نيك هاردويك، كبير مُفتشي السجون، يتذكر محادثة في الآونة الأخيرة عن أحد السجناء يُعاني الخرف "لم يكُن مدركا تماما المكان الذي كان فيه".

ويقول "أنا لا أعرف ما جدوى وجوده في السجن. إذا لم يكُن يعرف فعلاً أنه هناك، فإنك تُفكّر، حسناً، هذا يدل على أننا في الواقع لا نفهم طبيعة الموضوع".

وبموجب تشريعات جديدة دخلت حيّز التنفيذ هذا العام، السلطات المحلية تملك مسؤوليات الرعاية الاجتماعية للسجناء قبل إطلاق سراحهم من السجن. وبما أن المجالس المحلية تعترك مع هذا التغيير، فإن هاردويك يشعر بالقلق إزاء التصوّر العام بأن السجناء ذوي احتياجات الرعاية على المدى الطويل "يتنافسون" مع الآخرين في المجتمع.

ويقول "أنا لست مُقتنعاً على الإطلاق بهذه الأمور حول (كون السجون) مخيّمات صيفية، لكن المجموعة الوحيدة التي يُمكن تصوّر أن حياتها في السجن قد تكون أفضل من الحياة في الخارج هي إذا كنت من مُرتكبي الجرائم الجنسية كبير في السن وتعاني صحة ضعيفة، وقد تبرأت منك عائلتك وأصدقاؤك. عندها ربما فعلاً كونك تحت رعاية شخص بالغ لطيف في سجن حيث يتم الاعتناء بك وتحصل على وجباتك بانتظام، ومركز الرعاية الصحية ليس بعيداً جداً ويُمكنك الوصول إليه، في الواقع هذه قد لا تكون صفقة سيئة للغاية".

ويقول كبير المُفتّشين "إن هناك حاجة إلى وجود تحليل أكثر صرامة عن سبب حبس بضعة مجرمين في المقام الأول". ويتساءل "أنا أعتقد أننا بحاجة إلى التفكير على نطاق أوسع حول السبب الذي يدفعنا بالضبط إلى إرسال هؤلاء الناس إلى السجن، وهل هناك طُرق أخرى يُمكن من خلالها التعامل مع خطرهم أو تسجيل عدم موافقتنا على ما فعلوه"؟ ويشير إلى أن بإمكان مُرتكبي الجرائم التعويض بناءً على العواقب المالية لجرائمهم، أو أن يتم حجزهم داخل منازلهم.

ويتابع "السجن هو المكان المناسب لبعض الرجال لأنني أعتقد أن هذه ربما هي الطريقة الوحيدة التي يُمكن من خلالها تمييز الخطورة الكاملة لما فعلوه، ومن الضروري الحفاظ على أمن وسلامة الناس. لكنني أعتقد أن هناك كثيرا من الرجال (...) الذين يرتكبون جرائم أقل خطورة منذ بعض الوقت ولا تعرف فعلاً ما يحدث لهم وتقول، حسناً، ماذا يفعلون هنا"؟

ومع أن هذه قد تكون وجهة نظر عقلانية، إلا أنها لا بد أن تكون مُثيرة للجدل. فقد أعلنت النيابة العامة هذا العام أن لورد حزب العمال البالغ من العمر 87 عاماً، اللورد جانر، الذي يُعاني الخرف، كان غير مؤهل للمثول للمحاكمة على الرغم من اتّهامه بارتكاب جرائم جنسية بحق 22 طفلا تعود إلى الستينيات. أثار القرار موجة من الغضب العام وتم إسقاطه بعد مراجعة مستقلّة. ومن المُقرر أن يواجه اللورد جانر الآن "محاكمة الحقائق"، على الرغم من أنه كان مرتبكاً جداً في المحكمة أثناء ظهوره أخيرا بحيث بالكاد كان قادراً على تأكيد اسمه. وعائلته تنفي بشدّة هذه الاتهامات.

وتمت الإشادة بإلغاء قرار النيابة العامة الأولي باعتباره انتصارا لحقوق الضحايا، لكن يشُك بعض النقّاد ما إذا كان النظام الحالي يخدم بكل ما في وسعه حتى أولئك الذين تمت الإساءة إليهم. فرانسيس كروك، الرئيسة التنفيذية لاتحاد هوارد للإصلاح الجنائي، تعتقد أن أساليب العدالة التصالحية، مثل عملية الحقيقة والمُصالحة في جنوب إفريقيا يُمكن أن تكون أنموذجا مُفيدا لمساعدة الضحايا على الشفاء بشكل أفضل.

تقول "الشيء الوحيد الذي نقدّمه هو العقاب للشخص الذي ارتكب الإساءة. لكن هذا في الواقع لا يُركّز على الضحايا (...) هذا في الغالب ليس ما يُريده الضحايا. الناس الذين تعرّضوا للإساءة وهم أطفال (...) بحاجة إلى الدعم ويحتاجون إلى العون. يُريدون الاعتراف بأن هناك شيئا سيئا قد حدث، لكن تركيز موارد كبيرة لمُعاقبة الجاني (...) يبدو لي أنه إنفاق مبالغ طائلة من المال في المكان الخطأ".

في سجن راي هيل، ستيدمان حريص على إبقاء النزلاء المُسنّين متفائلين ومشغولين. الزهور المعروضة في جميع أنحاء باحات السجن، التي يعتني بها السجناء، يتم إدخالها في مسابقة كأس ويندلزهام ـ المسابقة السنوية للجمعية الملكية للبستنة لأفضل حديقة تمت المحافظة عليها في السجون. وصالة الألعاب الرياضية، التي كان يُهيمن عليها سابقاً الشباب من رافعي الأثقال، تُقيم الآن لعبة الأطباق كل يوم سبت. وهناك ناد للمشي يلتئم أفراده مرتين في الأسبوع للتنزّه على مهل حول محيط السجن.

وفي الوقت الذي يدخل فيه مزيد من السجناء الكبار في السن إلى السجن، تمت إعادة تكييف ورشة عمل التدريب السابقة لتُصبح مركز رعاية يتيح للسجناء الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً الاختيار بين المشاريع الفنية، مثل تشكيل أعواد الثقاب، وتزيين علب المجوهرات، وصناعة تماثيل الجبص. وتوجد قائمة انتظار طويلة.

يُراقب مسؤولو السجن من أركان الغرفة، لكن باستثناء ذلك ليس هناك أي شيء يُميّز هذا المشهد عن أي مشهد في أي دار للرعاية في جميع أنحاء البلاد. أحد السجناء، في الستينات من العمر، يجلس بهدوء على طاولة، لكتابة قصة قصيرة عن عطلة قضاها منذ زمن بعيد في تونس. إنه مُهذّب ولبق، وهو كما أوضح يتلقّى أيضاً دورة في البستنة، وحصة في تكنولوجيا المعلومات، وهو نشط في مجلس السجناء.

يقول بتألّق، بدون ذكر احتمال إطلاق سراحه على الإطلاق "أنا منهمك فيما أفعله، ونادراً جداً ما أكون في الجناح. بإمكاني أن أجلس هنا طوال النهار وطوال الليل. بالنسبة إلي ليس هناك تماماً ما يكفي من الساعات في اليوم".

للإشتراك في النشرة
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من الاقتصادية