مرتضى بن علي بن علوان واحد من أعيان دمشق، كان على جانب من المعرفة وله نظم شعري ركيك، ولد في منتصف القرن الحادي عشر الهجري، وحج مرتين الأولى عام 1088 هـ، والثانية عام 1120هـ، وهي التي دون فيها رحلته التي نتحدث عنها.
وتكمن أهمية هذه الرحلة كما يقول محققها الدكتور سعيد آل عمر في أن مؤلفه بدأ مشاهداته عن رحلته خطوة خطوة وأولا فأول، وذلك منذ أن غادر دمشق في (26 شوال 1120هـ، الموافق 8 من يناير 1709) حتى وصوله إلى مكة المكرمة بهدف الحج مرورا بالمدينة المنورة، وقد نقل لنا صاحب هذه الرحلة صورة نابضة بالحياة عن الأوضاع العامة في البقاع المقدسة وغيرها من المناطق الأخرى التي زارها بعد فراغه من أداء فريضة الحج، حيث غادر في زيارة إلى المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم، ومنها اتجه شرقا إلى منطقة نجد والأحساء والكويت والعراق، مسجلا لنا مشاهداته للحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعمرانية في هذه الأماكن، من مدن ومواقع وبلدان بكل دقة ووضوح، ولم يضن المؤلف علينا بوفرة المعلومات التي تترجم مشاهداته أينما اتجه وأينما قدم، منذ بداية رحلته حتى إيابه إلى نقطة الانطلاق في العاصمة الأموية دمشق، التي وصل إليها عائدا في (19 رجب 1121هـ، الموافق 21 سبتمبر 1709) لتستغرق رحلته تسعة أشهر تقريبا. وقد ظلت هذه الرحلة مخطوطة حتى قام بتحقيقها الدكتور سعيد بن عمر آل عمر وظهرت الطبعة الثانية منها عام 1425هـ، أما الطبعة الأولى فصدرت عام 1418هـ. ويذكر بعض الباحثين أن أول ذكر للكويت بهذا الاسم جاء في هذه الرحلة، ويعتبر نص مرتضى بن علوان عن الكويت من النصوص المهمة. ويورد ابن علوان مجموعة من المعلومات الطريفة والمهمة من بينها أنه رأى في بلاد الشام "شجرة كبيرة والناس حولها يلعبون ويضحكون وبعض الشباب حولها يطوفون، فسألنا عنها فقيل لنا اسمها – أي الشجرة – أم عياش، وإذا مر الناس عليها يضحكون على بعض المغفلين ويقولون له لا يصح حجك يا لاش ما لم تطوف حول أم عياش". وهذه من المظاهر الشركية التي كانت منتشرة في أنحاء كثيرة من العالم الإسلامي قبل قيام الدولة السعودية الأولى.