الاقتصادية - الموقع الرسمي لأخبار الاقتصاد والأسواق | الاقتصادية

الأحد, 7 ديسمبر 2025 | 16 جُمَادَى الثَّانِيَة 1447
Logo
شركة الاتحاد التعاوني للتأمين8.66
(-1.59%) -0.14
مجموعة تداول السعودية القابضة161.8
(-2.35%) -3.90
الشركة التعاونية للتأمين120.5
(1.01%) 1.20
شركة الخدمات التجارية العربية116.3
(-1.02%) -1.20
شركة دراية المالية5.48
(1.29%) 0.07
شركة اليمامة للحديد والصلب33.32
(2.15%) 0.70
البنك العربي الوطني22.44
(1.81%) 0.40
شركة موبي الصناعية11.2
(0.72%) 0.08
شركة البنى التحتية المستدامة القابضة31.3
(-3.69%) -1.20
شركة إتحاد مصانع الأسلاك21.44
(-0.92%) -0.20
بنك البلاد25.56
(-1.31%) -0.34
شركة أملاك العالمية للتمويل11.54
(0.70%) 0.08
شركة المنجم للأغذية54.15
(-2.17%) -1.20
صندوق البلاد للأسهم الصينية12.1
(0.83%) 0.10
الشركة السعودية للصناعات الأساسية55.2
(0.45%) 0.25
شركة سابك للمغذيات الزراعية115.7
(-0.26%) -0.30
شركة الحمادي القابضة28.54
(-0.83%) -0.24
شركة الوطنية للتأمين13.05
(0.08%) 0.01
أرامكو السعودية24.42
(-0.41%) -0.10
شركة الأميانت العربية السعودية17.31
(1.82%) 0.31
البنك الأهلي السعودي37.28
(0.16%) 0.06
شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات30.28
(-0.46%) -0.14

لم يأت وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بجديد، بتحذيره الأخير حول آثار التغير المناخي وتصاعد ما يعرف بـ"الاحتباس الحراري". هذه أزمة قديمة ومتجددة في الوقت نفسه، وهي كذلك ليس لأن العالم لا يعرف الحقائق، بل لأن كثيرا من بلدانه لا تعمل بما يكفي للحد من حالة الاحتباس الحراري، بل إن بعضها لا يلتزم بتعهداته حيال هذه المسألة. ولا عجب أن الولايات المتحدة نفسها (بلد كيري)، تتسيد قائمة البلدان غير الملتزمة. صحيح أن موقفها تحسن بعض الشيء في هذا المجال، لكنه لا يزال دون مستوى حصتها المرتفعة في "تصنيع" الاحتباس الحراري. وهذا الأمر، أيضا ليس جديدا، وخاضت الحكومات الغربية (ولا سيما الأوروبية منها) معارك مع واشنطن على مدى العقود الماضية، لترفع من حجم حراكها للحفاظ على البيئة من خلال الحد من التغير المناخي.

قدم وزير الخارجية صورة قاتمة حقا لهذه المسألة؛ لأن أضرارها لا تنسحب على البيئة بحد ذاتها فقط، بل تطول الأمن الغذائي وبالتالي الناس، وهي أيضا تسهم بصورة مباشرة في رفع معدلات الهجرة سواء في اتجاه أوروبا أو أي منطقة أخرى في العالم يمكن أن توفر الحد الأدنى المطلوب للعيش. القضية معقدة ومتداخلة. فهي تخص شخصا يسكن منطقة نائية مجهولة، وترتبط أيضا بآخر يعيش في قلب لندن أو نيويورك أو باريس. ومسؤولية الثاني تبقى أكبر من مسؤولية الأول. ونتذكر قولا للرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران خلال انعقاد "قمة الأرض" الأولى في البرازيل، يختصر بالفعل الواقع المعاش. ماذا قال؟ "لا يمكن محاسبة امرأة تقطع شجرة في قرية نائية في إفريقيا لتطهو لأسرتها، إذا لم نوفر لها الوقود".

إنه كلام مختصر وواضح ليس قابلا للتجميل. وعلى الملوث الأكبر مسؤولية أكبر في حل هذه المشكلة البيئية، وعليه أيضا أن يكون متعاونا؛ لأنها قضية تخص الكرة الأرضية، لا تتعلق ببلد ولا بمنطقة. صحيح أن البلدان الثرية تسهم ماليا في علاج المشكلة المتعاظمة، لكن الصحيح أيضا أن مساهماتها دون مستوى الأذى المتنامي. في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل سينعقد في باريس مؤتمر الأمم المتحدة الـ 21 للمناخ، وسيركز على وجه الخصوص لإيجاد حلول عملية للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري. وهناك مساع لجمع 100 مليار دولار في الحرب على الاحتباس المشار إليه، لأن ما يخصص حاليا لا يزيد على 62 مليار دولار. لكن الأهم من الأموال، الوصول إلى اتفاقات حقيقية توقع عليها كل البلدان المعنية، وتلتزم بها على المدى البعيد.

اللوم لا يقع على الولايات المتحدة بمفردها، هناك بلدان مثل الصين والهند من أكثر الملوثين للبيئة، لم تحقق تقدما كافيا في مساعيها. وهذا يعني أنه يجب على الدول الأكثر إنتاجا للانبعاثات الكربونية المسببة للاحتباس الحراري أن تكون جادة وكريمة في تمويلها للمشاريع والخطط الرامية للحد من هذا الاحتباس المدمر. فالمناطق التي لم تعد صالحة للعيش في هذا العالم تتزايد، الأمر الذي يؤدي إما إلى النزوح وإما الهجرة. وهذه الأخيرة في حد ذاتها تشكل معضلة لبلدان المقصد، كما أنها تسبب فوضى عارمة على صعيد طرفيها. وعلى هذا الأساس، لا يوجد مخرج إلا بالتعاون والالتزام، والتقليل من الحمائية المحلية المدمرة للبيئة.

لقد وضعت أهداف كثيرة لتحقيقها على صعيد البيئة في العقود القليلة الماضية، وكلها تقريبا لم تتحقق بما يكفي. إنها مرحلة الخطر البيئي العالمي، وهي مرحلة لن ينجو منها أحد، إذا ما ظلت وتيرة التعاطي وتبعاتها على ما هي عليه الآن.

للإشتراك في النشرة
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من الاقتصادية