Author

«الفن».. وبطولة «الاستدامة»

|
في يدي الآن جهاز "الريموت"، أبحث في مئات المحطات التلفزيونية العربية عن برنامج أو فيلم فني يهتم بقضية من قضايا الاستدامة التي باتت مادة خصبة لكبار الفنانين والمؤلفين العالميين في مدينة السينما العالمية "هوليوود"، بينما لا تشرق شاشتنا الدرامية العربية إلا بعشرات القصص للعنف والجريمة وتعاطي المخدرات! على دراجته يذهب الممثل العالمي إد بيجلي جونيور لحفل جائزة الأوسكار "أرفع جائزة عالمية في السينما"، رغم الأمطار، دون أن يستقل سيارة الليموزين الفاخرة التي خصصت له، لأنه مهتم بقضية الاستدامة البيئية. في المقابل، لا ينتظر الفنان العالمي دي كابريو، سوى أسابيع قبل أن يعلن عن فيلمه الجديد والمتعلق بفضيحة "فولكس واجن" من منطلق اهتمامه بقضايا البيئة وانعكاس ذلك على رؤيته في استثمار فنه ونجوميته لخدمة قضية مهمة في إطار فني. في هذه الأثناء يتحدث فنان سعودي من فئة الصف الأول، عن مشواره الفني الطويل، دون أن تخرج من حديثه بجملة واحدة تعكس فكرا يسمو لاعتبار الفن وسيلة مهمة لتحقيق غاية "مستدامة" في ظل أن دولا كثيرة أعادت التفكير في تشريعاتها البيئية ومواردها الطبيعية نتيجة عمل فني سلط الضوء على قضية ذات أبعاد بيئية أو إنسانية، ما أسهم في صناعة رأى عام حولها وأثمر عن قوانين جديدة في الحد من الاستخدامات الضارة لكوكب الأرض. من يقرأ المشهد العالمي في قضايا الاستدامة يلاحظ استثمار كل مكونات صناعة الرأي العام في صياغة قوالب مختلفة كلها تجيب عن السؤال المهم: حياة الأجيال الحالية والقادمة ورفاهيتها مسؤولية من؟.. والجميل أن دخول الفنون في حراك "الاستدامة" يوجد جوا إبداعيا مؤثرا يتسامى وروح المجتمعات المؤمنة بفكرة وحس "المسؤولية". ومن حولنا كم من الأحداث والقضايا البيئية التي كان يمكن لها أن تكون عملا فنيا مهما، وعلى سبيل المثال: "حادثة انفجار شاحنة غاز في أحد شوارع مدينة الرياض" وهو الحادث الذي أخذ بعدا إعلاميا كبيرا لكنه لم يحظ بأي اهتمام لجعله عملا فنيا أو دراميا أو إبداعيا مؤثرا يمكن له إقناع الجهات الرسمية بإعادة التفكير في سياسات وقوانين استخدام الغاز! كما أن مخلفات حرب الخليج وآثارها البيئية التي حدثت أثناء حرب الخليج لم تستفز مؤلفي الدراما في الخليج لعمل درامي كبير يجسد الأثر البيئي والصحي من تداعيات تلك الحرب.. بل لم نجد من نجوم الشاشة في الخليج من تبنى تلك القضية البيئية مستثمرا نجوميته نحو قضية مهمة لها علاقة بمستقبل الحياة في هذه البقعة من الأرض. شخصيا، إن كانت الأحلام مشروعة، فحلمي البسيط، إن لم أجد في مئات القنوات العربية عملا فنيا راقيا له بعد "مستدام" ألا يستمر الحال وأن يجد أحفادي وأحفادكم من يدافع عن قضاياهم وحياتهم ورفاههم في صورة فنية غاية في المتعة والدهشة والتأثير!
إنشرها