تاريخ ألف ليلة وليلة وعلاقته بالألف خرافة

تاريخ ألف ليلة وليلة وعلاقته بالألف خرافة
تاريخ ألف ليلة وليلة وعلاقته بالألف خرافة

يعد كتاب ألف ليلة وليلة من أشهر الكتب العربية، ومن أكثرها تأثيرا في التاريخ، وترجم إلى عديد من اللغات، عرف باللغة الإنجليزية باسم الليالي العربية.
قصصه متنوعة، تتناول أخبار الملوك وأبنائهم والوزراء، والإنس والجن والحيوان، واللصوص والمحتالين والقتلة، والفقهاء، والشعراء، والأطباء والتجار والصناعيين، والعجائز والشبان، والسفهاء والعقلاء. ونلاحظ وجود قصص خيالية، وقصص مرعبة وقصص الحب والغرام وأخرى مليئة بالألغاز الشيقة. يقول ابن إسحاق: ابتدأ أبو عبدالله محمد بن عبدوس الجهشياري صاحب كتاب الوزراء، بتأليف كتاب اختار فيه ألف سمر من أسمار العرب والعجم والروم وغيرهم، كل جزء فيه قائم بذاته، لا يعلق بغيره، وأحضر المسامرين فأخذ عنهم أحسن ما يعرفون ويحسنون، واختار من الكتب المصنفة في الأسمار والخرافات ما يحلو لنفسه، وكان فاضلا، فاجتمع له من ذلك 480 ليلة.. ثم عاجلته المنية قبل استيفاء ما في نفسه من تتمه ألف سمر. وربما يكون هذا الكتاب هو أصل ألف ليلة وليلة، فمن المعروف أن الكتاب يحتوي على مزيج من الحكايات الشعبية: هندية وفارسية وعربية، وبغدادية ومصرية.

بينما يقول الباحث حمزة الأعرجي في كتابه تاريخ ألف ليلة وليلة: إن الدارسين يتفقون على أن حكايات ألف ليلة وليلة كتبت في العصر العباسي، وانطلقت من بغداد نحو بلاد الشام لتكتمل رحلتها في مصر وأضيفت إليها الكثير من الحكايات المستوحاة من حوادث التاريخ التي مرت على الأقطار العربية بعد انهيار الدولة العباسية.
#2#
ويرى بعض دارسي ألف ليلة وليلة، أنه يمكن تقسيم أصول الكتاب إلى مجموعات من الحكايات على الوجه التالي:
المجموعة الأولى: أصل الكتاب، تشمل أقاصيص هندية وفارسية تسمى هزار أفسانة، ويستدل على ذلك بما أورده المسعودي وابن النديم، فقد جاء في "مروج الذهب" للمسعودي حين عرض لأخبار شداد بن عاد ومدينة إرم ذات العماد: إن هذه أخبار موضوعة، في خرافات مصنوعة، نظمها من تقرب من الملوك بروايتها، وأن سبيلها سبيل الكتب المنقولة إلينا والمترجمة من الفارسية والهندية والرومية، مثل كتاب هزار أفسانة، وتفسير ذلك بالفارسية ألف خرافة، والناس يسمون هذا الكتاب ألف ليلة. ويأتي بعده ابن النديم فيذكر في "الفهرست" في المقالة الثامنة من الفن الأول من أخبار المسامرين والمخرفين "أي الذين يروون الحكايات الخرافية" وأسماء الكتب المصنفة في ذلك ما نصه عن محمد بن إسحاق: أول من صنف الخرافات وجعل لها كتبا وأودعها الخزائن وجعل بعض ذلك على ألسنة الحيوان الفرس الأوَل، ونقلته العرب إلى اللغة العربية، وتناوله الفصحاء والبلغاء فهذبوه ونمقوه وصنفوا في معناه ما يشبهه، فأول كتاب عمل في هذا المعنى كتاب هزار أفسان، ومعناه ألف خرافة، وكان السبب في ذلك أن ملكا من ملوكهم كان إذا تزوج امرأة وبات معها ليلة، قتلها من الغد، فتزوج بجارية من أولاد الملوك ممن لها عقل ودراية يقال لها شهرزاد، فلما حصلت معه "تزوجته" ابتدأت تخرفه "تروي له حكايات مشوقة"، وتصل الحديث عند انقضاء الليل بما يحمل الملك على استبقائها، ويسألها في الليلة الثانية عن تمام الحديث، إلى أن أتى عليها ألف ليلة، ورزقت منه ولدا فأظهرته، وأوقفته على حيلتها عليه فاستعقلها ومال إليها واستبقاها، ثم يقول ابن النديم: والصحيح أن أول من سمر بالليل الأسكندر، وكان له قوم يضحكونه ويخرفونه واستعمل لذلك بعده الملوك هزار أفسان.. وهو بالحقيقة كتاب غث بارد الحديث. المجموعة البغدادية: وتحوي حكايات شعبية عربية قديمة، وحكايات عربية ألفها المسلمون في العصر العباسي، ويذكر ابن النديم أن الجهشياري صاحب كتاب الوزراء: ابتدأ بتأليف كتاب اختار فيه ألف سمر من أسمار العرب والعجم والروم وغيرهم، ويضيف ابن النديم: وكان قبل ذلك ممن يعمل الأسمار والخرافات على ألسنة الناس والطير والبهائم جماعة منهم عبدالله بن المقفع وسهل بن هارون وعلي بن داود كما يذكر ابن النديم كتبا كثيرة، مؤلفة أو مترجمة من كتب الأسمار، عرفها العرب في أيام خلفاء بني العباس، ويذكر أن الأسمار والخرافات كان مرغوبا فيها مشتهاة، فصنف الوراقون فيها وكذبوا، وقد تجمعت هذه الحكايات في القرنين الرابع والخامس للهجرة، وأضيف إليها حوادث تاريخية وبعض سير الشعراء الذين عاشوا أيام الدولة العباسية كأبي نواس وأبي دلامة.

المجموعة المصرية: يرى بعض الباحثين أن ألف ليلة وليلة عرفت طريقها إلى مصر منتصف القرن الخامس الهجري، وأنها ظلت تزاد على مر الزمن، فتكونت المجموعة المصرية، وهي أكبر أقسام ألف ليلة وليلة، وتألفت هذه القصص ما بين القرنين الخامس والعاشر الهجريين من القصص العربية والتقاليد الإسلامية والأساطير الشرقية. مجموعة القصص التي أضيفت كاملة إلى كتاب ألف ليلة وليلة: وهذه القصص ترد في نسخ من دون الأخرى، وكانت إضافتها ليبلغ عدد الليالي الألف، كما يدل على ذلك عنوان الكتاب، وأشهر هذه القصص قصة السندباد.

###أقدم الطبعات والترجمات

أول طبعة عربية لكتاب ألف ليلة وليلة في مجلدين لكنها ناقصة عن مخطوطة حصل عليها باتريك رسل في حلب. وتعتبر طبعة بولاق المصرية الصادرة عام 1835 في أربعة مجلدات أكمل طبعة للمخطوط المصري القديم، وطبع الكتاب في الهند، وتولى الشيخ الشيرواني العناية به. أول ترجمة فرنسية للمستشرق أنطوان جالان في عام 1704، وأول ترجمة إنجليزية في عام 1706، وأول ترجمة بولندية في عام 1768.

الأكثر قراءة