عدن .. بداية التحرير من قوى الشر
الجميع كان يعلم، بمن فيهم الحوثيون الخونة والمخلوع علي عبدالله صالح وعصاباته، أن تحرير اليمن من دنس هؤلاء، ومن الاحتلال المباشر وغير المباشر لقوى الشر التي تدعم من خان اليمن، ليس سوى مسألة وقت. فـ"عاصفة الحزم" لم تطلق إلا من أجل اليمن وشعبه، ومن أجل الشرعية المتمثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي. ولأنها مع الحق والعدل، وضد الظلم والاحتلال والخيانة، ستنتصر. والمملكة التي تقود حرب إعادة الشرعية ضمن التحالف العربي، لا تقبل بالحلول الوسط، أو أنصاف الحلول، خصوصا عندما يكون الأمر مرتبطا بمصير شعب شقيق عانى ويعاني أطرافا اعتمدت الخيانة استراتيجية، وصادف أنها تنتمي بحكم المولد إلى اليمن. والسعودية أطلقت المهمة وقادتها، لتنهيها؛ لا لأن تقف في المنتصف.
وتحرير مدينة عدن ليس نهاية التحرير؛ بل لنقل إنه بداية تحرير اليمن وتنظيفه من أولئك الذين ينفذون مخطط الخراب الكلي، والتدمير الشامل لهذا البلد. إنها إجمالاً عملية ليست سهلة، ولم يتوقع أحد أن تكون سريعة، لكن في النهاية تبقى مضمونة النتائج؛ ليس فقط لليمن بل لبلدان المنطقة كلها. لقد كان طبيعيا أن ينتقل وزيرا الداخلية والنقل إلى عدن بعد تحريرها، وسنرى انتقالات مشابهة، عندما تستكمل كل أدوات التحرير في هذه المدينة، وتصبح آمنة لعودة من تهجر منها، وإيواء نازحين يمنيين أجبروا على ترك مدنهم ومناطقهم بفعل العدوان الحوثي المتحالف مع المخلوع صالح، والمدعوم علانية وجهراً من إيران؛ البلد الذي أثبت في اليمن وفي عدد من البلدان العربية الأخرى، أن الخراب هو الوقود اللازم لنظام الملالي ليشعروا بالانتصار! ولينفذوا أجندات الهلاك.
المهمة في عدن بعد التحرير ليست سهلة، لأن الحكومة الشرعية تعمل على مدار الساعة لإعادة تشغيل ما تبقى من البنى التحتية في هذه المدينة؛ بل البدء بعمليات إنشائية فورية في هذا القطاع الحيوي، خصوصا أن المدينة لن تستقبل سكانها النازحين فحسب؛ بل تستقبل أشقاءهم اليمنيين من مناطق أخرى؛ مازالت تعيش تحت آلة عصابات الحوثيين والمخلوع صالح وإيران وتوابعها من عصابات حزب الله وما شابه ذلك. والمملكة وأشقاؤها العرب الذين يشنون حربا من أجل الحق والعدل ورفع الظلم، لن يوفروا شيئا من أجل تسهيل عملية إعادة أهلية عمل مدينة عدن، من حيث الخدمات والإغاثة والإعاشة. إنها في النهاية المدينة التي تمثل المركز لوجستيا ومعنويا، للانتقال إلى خطوات التحرير الأخرى. ولن تكون بعيدة كما يبدو، لأن العصابات المشار إليها، بدأت منذ اليوم الأول لـ "عاصفة الحزم" تفقد المواقع، في حين أنها لا تتمتع بأي تعاطف شعبي حقيقي، لسبب واحد فقط، هو أنها لا تريد إلا شرا لليمن كله.
الأمر قد يأخذ بعض الوقت؛ لأن القوات اليمنية الشرعية تحتاج إلى مساحة زمنية لتمشيط المدينة، والقبض على مَن تبقى فيها من أفراد العصابات، رغم أن عددا من هؤلاء أعلنوا استسلامهم، وكذلك الأمر من جانب أفراد ما يسمى الحرس الجمهوري؛ التابع للمخلوع صالح. فتأمين المدينة أولا هو الخطوة الأهم حالياً، أما بقية الأشياء، فستأتي بصورة تناسب الموقف والحالة العامة على الأرض. عدن المحررة من الاحتلال، هي نقطة انطلاق أخرى في كل الاتجاهات باليمن، حتى الوصول إلى العاصمة صنعاء، والانقضاض على مَن تبقى من أولئك الخونة الذين ظنوا لأول وهلة فقط أنهم في المواجهة مع التحالف العربي سيحققون شيئا! إن أوهام الخائن، لا تقف أمام حقائق الوطني الشريف، الذي يريد لبلده أن يمضي قدما، وألا يكون مزرعة لمن يسعى إلى بيع وطنه.