المشراق

عباس بن أسد الله .. عراقي من النجف يعشق الشعر النجدي

عباس بن أسد الله .. عراقي من النجف يعشق الشعر النجدي

عباس بن أسد الله .. عراقي من النجف يعشق الشعر النجدي

عباس بن أسد الله .. عراقي من النجف يعشق الشعر النجدي

عباس بن أسد الله .. عراقي من النجف يعشق الشعر النجدي

في العدد الصادر في الرابع من جمادى الآخرة لعام 1340هـ / الأول من شباط (فبراير) 1922، نشرت مجلة "المقتطف" الشهيرة التي كانت تصدر في مصر مقالة بعنوان "الشعر النجدي" للشاعر العراقي عباس بن أسد الله بن مولى علي الخليلي، المولود في النجف عام 1314هـ / 1896، والمتوفى في طهران عام 1392هـ /1972 ، وكان مقيما حينها في طهران بعد أن هرب إليها مشيا على الأقدام عقب صدور حكم بالإعدام عليه لمشاركته في ثورة النجف، وقتل حاكم النجف البريطاني الفيلد مارشال عام 1337هـ / 1918. وقد علا شأنه في إيران فحصل على جنسيتها وعين سفيرا لها في إثيوبيا، وكان محببا للإمبراطور هيلاسلاسي، حتى إنه ـــ أي الأخير ــــ أعطاه ملابسه ليصور بها، على ما ذكر الدكتور عبد الإله الصائغ، الذي يذكر أيضا أن إيران حاربته بعد ذلك، فأرسل في طلبه الملك فيصل الأول، وأفرد له غرفة خاصة في قصره الأبيض. قال عنه خير الدين الزركلي في الأعلام: "شاعر عراقي، أديب بالعربية والفارسية، من أهل النجف. كان من أركان الثورة على الاحتلال البريطاني عام 1918 وحكم عليه بالإعدام ففر إلى طهران، وأصدر بها جريدة "إقدام" بالفارسية، نحو 40 سنة. واشتد في نقد الحكومة الإيرانية، فنفته، ثم استرضته، وبعثته سفيرا للإمبراطور في إثيوبيا وترجم إلى الفارسية تاريخ ابن الأثير". وأورد بعض مؤلفاته وترجماته، وذكر أنه شقيق الأديب جعفر الخليلي. #2# مقالة الشعر النجدي: والمقالة جيدة مقارنة بما كتب في تلك الفترة عن الشعر النبطي من غير أهل الجزيرة العربية. ويصف الخليلي نفسه بأنه "المولع بحب البدو وكرم أخلاقهم ورقة شعرهم الفطري"، كما يصف حاله منذ شرد إلى طهران فيقول: "ما زلت أفحص عن بدوي أسامره أو عربي أحاضره، ينشد لي الشعر النجدي، وأسمعه مثله، فيلتذ كلانا به، فما وجدت سوى المقتطف"، وذكر المقتطف لأنها نشرت في عدد سابق قصيدتين من الشعر النبطي، أو النجدي كما يسميه، والقصيدتان اللتان أشار إليهما نشرتا في عدد نيسان (أبريل) 1921 من المقتطف، ضمن مقالة بعنوان "لغة أهل نجد"، لكاتب رمز لنفسه (م. هـ. البغدادي)، والقصيدة الأولى لابن لعبون، وهي معروفة ومطلعها: يا منازل مي في هاك الحزوم قبلة الفيحا وشرق عن سنام أما الثانية فقصيدة الشاعر محمد بن منيع (1117هـ)، والمعروف في كتب الشعر النبطي براعي البير، وقصيدته في مدح الشيخ سعدون بن محمد بن غرير آل حميد، حاكم الأحساء (1135هـ). وهي القصيدة الوحيدة المعروفة لهذا الشاعر، ومطلعها كما في المصادر: مراقي العلا صعب تعيب سنودها مكاد على عزم الدناوي صعودها سرحة المحواز: #3# ويورد عباس الخليلي في مقالته بعض القصائد النبطية التي حفظها عن الرواة أو دونها في أوراقه، ويقوم بشرحها شرحا جيدا. ومن ضمنها قصيدة نبطية هجينية جميلة، وجاءت روايته للقصيدة على هذا النحو: فاطري ما بيعها بألفين دلي وأتزبن كورها إن ظليت خايف لو أقبلت لكانها ربد مدلي رافع الجنحان بالريش الخفايف والرديف من المحاصر ما يملي قاعد كنو على زل القطايف زل عيدين وأنا ما شفت خلي دونه الصمان وخشوم النوايف سرحة المحواز ما عينتي اللي نهدها مثل الفناجين النظايف سرحة المحواز ذا يوم يولي واتوجد فيه وأكثرت الحسايف واوجودي وجد من طبقوا خلي عقب برد ظهور مومات السفايف شفت ظبي بالفلا واحسبه خلي راح من عندي يدور له ولايف وتحتاج روايته إلى تعديلات قليلة لتستقيم، فكلمة: طبقوا خلي، صوابها: طبق وخلي. ولم ينسب الخليلي القصيدة لشاعر معين، وهي قصيدة مشهورة، وقد نشرت مع بعض الفروقات وزيادة ونقص في الأبيات، نشرت في بعض المراجع المتأخرة منسوبة إلى الشاعر عمر بن عبد الرحمن بن تويم (1355هـ تقريبا)، وهناك من ينسب القصيدة لغيره، وليس لدي تحقيق في نسبتها. #4# وأيا كان قائلها، فهي قصيدة جميلة، وقد ذاعت في وقتها، وحملها الركبان على ظهور الإبل يهيجنون بها، حتى وصلت العراق فتلقفها الخليلي. والرواية المنشورة في المراجع المتأخرة للقصيدة تقول: يا ذلولي مع رقاق الحزم شلي وانحري بي دار منبوز الردايف انحري بي دار من هرجه يسلي ويبري الوجعان من عقب النكايف يا سعد يا اخوي ما عينتو اللي نهدها وصف الفناجيل النظايف زل عيدين وأنا ما شفت خلي دونه الصمان وخشوم النوايف كور سمحه بالمخافه مزبن لي وأتزبن كورها لى صرت خايف الرديف من المحاصر ما يملي جالس كنه على زل القطايف ناشرات من الحسا وقت المصلي والعصير معشيات بالحضايف طلحة المحواز ما عينتي اللي صاحبي حسن النبا زين الوصايف ويورد الخليلي في مقالته مقطوعات شعرية أخرى، منها خمسة أبيات من قصيدة للأمير عبيد بن رشيد، وينسبها خطأ لابن حسين، أول أبياتها: جونا يبون ديارنا والبساتين ويبغون منزلهم قفار وحايل وهي قصيدة طويلة ومعروفة. كما يورد مقطوعة أخرى غير منسوبة تقول أبياتها: راكب مثل الحمايم يوم شلع صوب ديرة صاحبي لا بد تجونه وان لفيتوا صاحبي زين المدلع كن صف الريش في حجر عيونه بو قرون فوق متنو يوم فرع شبه حبل السانيه ما هو بدونه وكلمة: حجر عيونه، لعل صوابها: محجر عيونه، ومن الواضح أن كلمة متنو تعني: متنه، ويبدو أن الذي رواها له من أهل القصيم أو حائل أو شمال السعودية. وآخر الأشعار التي يوردها عباس الخليلي في مقالته مقطوعة من أربعة أبيات، ولم ينسبها لشاعر معين: يا ونتي ونة خلوق على الدار على عشيري يوم قلبي فطن له قلبي كما حب الشواذر على النار عقب النقر قام يتفاوح بدله على صواب البيض ما يرهم جبار ومجروحهن ما يمرح الليل كله جبت الطبيب وحط مرهم ولا صار وصواب مجروح القلب ما يدله وشرح الخليلي كلمة خلوق بأنها الناقة، والمقصود خلوج، ويبدو أنه لم يسمعها جيدا من الراوي.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من المشراق