بعد تزايد تنظيم دورات للمقبلين على الزواج وتأهيلهم، ما زال كثير من الإخصائيين الاجتماعيين يرى أن الأساليب المستخدمة في مثل تلك الدورات "تقليدية" وأنها تفتقد التشويق، والإثارة التي تجذب الشباب والفتيات لها، وهو الأمر الذي اعتبروه السبب الرئيس في إعراض الكثير عنها.
وقالت أمل عياد الجهني الإخصائية الاجتماعية في جامعة طيبة، إنه يجب البحث عن حلول عصرية مواكبة لزيادة إقبال الشباب والشابات على حضور هذه البرامج، حيث إن الإقبال دون المستوى المأمول، وقد يرجع ذلك ــ كما ذكرت ــ إلى طبيعة البرامج أو انشغال الشباب بالدراسة والعمل، واعتقادهم عدم أهميتها، وحاجتهم لها، بالرغم من بعض المميزات التي يحصل عليها الشخص عند التزامه بحضورها (تخفيضات كبرى على الأثاث، أدوات كهربائية، وغيرها)، إضافة إلى اكتسابهم الأدوات والأساليب التي تعلمهم فن احتواء المشكلات الزوجية.
وأشارت الجهني إلى أن الإلزام بحضور البرامج كشرط أساس في عقد النكاح لا يعد حلاً، لأن الحضور يجب أن يكون عن رغبة أكيدة في الحصول على الفائدة. قد يعاني بعض الأشخاص مشاكلات متأصلة في شخصيته أو أفكاره لا يمكن لدورة مدتها عدة ساعات أن تعمل على حل تلك المشكلات، مثل (الغيرة الشديدة، العصبية، والشك..إلخ)، مشيرة إلى أنه في هذه الحالة قد تلفت هذه البرامج النظر إلى خطورة تلك المشكلات، وضرورة البحث عن حل لها.
وعن أهمية دورات المقبلين على الزواج بينت الجهني أنها تعزز الوعي والرغبة في تطوير الذات لدى الشباب والشابات، وترفع مستوى الثقافة الزوجية عند الطرفين، مبينة أن نجاح الزواج واستمراره مسؤولية منوطة بالزوجين نفسيهما، وأنه يجب "أن يعملا على اكتساب المهارات التي تؤهلهما لعيش حياة زوجية مثمرة، وألا يعتمدا على ذويهما في حل مشكلاتهما الزوجية".
ونصحت الجهني بأهمية عدم اللجوء إلى الأصدقاء أو الأشخاص غير المختصين في حل المشكلات الكبيرة التي تواجههما في حياتهما الزوجية، مشيرة إلى أن تلك البرامج تُبصِّر الشخص بما له وما عليه في إطار شرعي واجتماعي على أيدي مختصة ذات خبرة.
من جانبها، تقول عايشة عبدالحميد عبدالعزيز ــ متزوجة وأم لخمسة أطفال ــ إن مثل هذه الدورات والبرامج التثقيفية لم تكن موجودة ومعروفة في زمانها ولكنها من المؤيدين بشدة أن تكون هناك دورات إلزامية للمقبلين على الزواج، خصوصا مع غياب الوعي الصحيح نحو الحياة الزوجية واعتقاد معظم الفتيات أن الزواج للسفر والترفيه فقط، مما أدى إلى الإهمال والتقصير في أداء الواجبات من الطرفين، وبالتالي ينتهي الأمر بالطلاق، ولذلك من المستحسن أن تقام مثل هذه الدورات.
أما إبراهيم الحربي (أحد الملتحقين بدورات المقبلين على الزواج) فيرى أن دورات تأهيل المقبلين على الزواج لن تقدم جديداً، بالنظر إلى أن لديهم مصادر تثقيفية إلكترونية وإعلامية متعددة توافق مستواهم الثقافي والفكري وتكسر روتين الدورات التي تعقد لساعات متواصلة في موقع محدد، مضيفاً أن بعض الشباب يحضر تلك الدورات للاستفادة من الدعم المالي الذي تقدمه بعض الجمعيات الخيرية للمقبلين على الزواج باشتراط حضور مثل تلك الدورات.

