أعادت محاولة الاعتداء التي قامت بها قوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح والميليشيات الحوثية على الحدود السعودية، بإطلاق صاروخ "سكود" باتجاه منطقة خميس مشيط، الأذهان إلى حرب الخليج قبل أكثر من 25 عاما، حيث استخدمت حينها منظومة الدفاع الجوي الصاروخي "باتريوت" من قبل أمريكا والقوات السعودية للتصدي لأي خطر تجاه الأراضي السعودية، وهي المنظومة ذاتها التي استخدمتها قوات الدفاع الجوي السعودية صباح الجمعة في تصديها للصاروخ "سكود".

وتأتي المملكة من بين 11 دولة حول العالم تمتلك منظومة دفاع جوي صاروخي من نوع أرض جو "باتريوت" التي تستعمل من قبل أمريكا وعدد من حلفائها، كما يستعمل "باتريوت" أنظمة متقدمة للصواريخ الجوية الاعتراضية وأنظمة رادار ذات كفاءة عالية، وتم بيعها لكل من السعودية وعشر دول أخرى.

من جهته قال لـ"الاقتصادية" اللواء سعود الزهراني، قائد القوات المسلحة في منطقة الخرج سابقا، إن السعودية تمتلك منظومة من الأسلحة المضادة المتطورة وعلى رأسها نظام "باتريوت"، وهو النظام الذي استخدمته أمريكا في حرب الخليج لتحرير الكويت، وتم بعدها عقد صفقات بين السعودية وأمريكا لامتلاك هذه النظام الدفاعي، وكان له الأثر القوي في حماية الأراضي السعودية من الصواريخ التي كانت تطلق من العراق باتجاه العديد من المدن السعودية.

ونتيجة لإطلاق الصاروخ فقد تم اكتشافه بالتعاون مع الأقمار الصناعية الأمريكية، في التشغيل الآلي لصواريخ "باتريوت"، ما يعني أن هذه حالة استعداد للإطلاق، وصدرت الأوامر لوحدات الدفاع الجوي للاستعداد لملاقاة أي صاروخ من الجانب اليمني، واستطاع صاروخان انطلاقا من نظام باتريوت استقبال الصاروخ الذي تم إطلاقه من الجانب اليمني، حيث استهدف الأول مقدمة الصاروخ والآخر في مؤخرته، ونجح الصاروخان في إسقاطه قبل أن يحقق هدفه، أو أن يلحق أي ضرر بالجانب السعودي.

وأشار المطيري إلى أن ما حدث دليل على مهارة منسوبي قوات الدفاع الجوي في استخدام منظومة "باتريوت" والتصدي للصاروخ في أول اختبار لهم، التي سبق أن تدربوا عليها كثيرا، ولكن الآن في تجربة حقيقية استطاعوا استهداف الصاروخ واقتناصه قبل أن يسقط على هدفه ويوقع كارثة لا سمح الله.

وشدد المطيري، أن منظومة باتريوت من الأنظمة المعقدة الحاسوبية التي تشتغل على الأنظمة الحرارية بالنسبة لاصطياد الهدف، الأمر الذي يوجب وجود خبراء لاستخدامها، وقد سبق أن تم ابتعاث العديد من الضباط إلى أمريكا للتدرب على مثل هذه البطاريات بعد أن أدخلت إلى السعودية في نهاية حرب الخليج، موضحا أن منظومة الدفاع الجوي في السعودية منظومة كبيرة ولا تقتصر على نظام باتريوت فقط، حيث إن قوات الدفاع الجوي لديها نظام الهوك والشاهين والكروتال والاستنجر والرد آي سابقا، الا أن نظام باتريوت نظام دفاعي قوي ضد الصواريخ بعيدة المدى والطائرات. وكشف اللواء المطيري، أن منظومة الدفاع الجوي الصاروخي "باتريوت"، منتشرة على كافة الحدود السعودية، حيث تنتشر بطاريات باتريوت في المنطقة الشمالية والشمالية الغربية والشرقية والجنوبية، وأي منطقة قد يكون هناك أي تهديد من خلالها.

وحول استخدام قوات الرئيس المخلوع والميليشيات الحوثية لصاروخ "سكود" ، أوضح المطيري، أنه ليس من السهل استخدام هذا السلاح، إلا أنه قد يكون هناك مختصون من دول خارجية. من جهته قال الفريق عبدالعزيز الحسين، نائب رئيس هيئة الأركان العامة سابقا، إن ما حدث من إطلاق صاروخ "سكود" أرض أرض والتعامل المباشر معه من قبل قوات الدفاع الجوي يدل على استعدادهم للتعامل مع أي طارئ في أي وقت كان، وجاهزية على خط النار في أي ووقت لأي متغيرات وظروف، إضافة إلى تمتعهم بإمكانيات عالية من الكفاءة والقدرة العسكرية.

وأشار الحسين إلى أن قوات الدفاع الجوي والقوات المسلحة السعودية تمتلك أنظمة عسكرية تعتبر من أحدث وأرقى أنواع الأسلحة المتقدمة في العالم، مع الكفاءة للأفراد على التعامل مع هذه الأنظمة المتقدمة عالميا، مبينا أن التعامل مع مثل هذه الظروف والتعامل مع صاروخ أرض أرض التي تطلق من أرض العدو ستكون القوات السعودية جاهزة لها بالمرصاد في كافة الحالات، وسوف يتم دحرها وتدمير المواقع التي تنطلق منها.