الوقوف الخاطئ .. وأزمة المرور في الرياض

نحن على أبواب شهر رمضان المبارك.. وخلال ليالي هذا الشهر الكريم تزداد أزمة المرور في مدينة الرياض إلى حد لا يطاق.. ويضاف إلى ما تعودنا عليه كل عام حفريات مترو الرياض التي شملت معظم الشوارع الرئيسة.. وسنعيش مع هذه الحفريات بتعطيلها للحركة المرورية وبتلويثها للهواء مدة ليست بالقصيرة وربما تزيد على خمس سنوات.. ومن هنا فإن حلولا بديلة لتخفيف أزمة المرور رحمة بأعصاب سكان الرياض مطلوبة وبشكل عاجل.. وأول هذه الحلول معالجة الوقوف الخاطئ الذي يعد أهم سبب للأزمة التي نعاني منها ونحن في مدينة سليمة التخطيط واسعة الشوارع، بينما في مدن أخرى مثل بيروت ولندن وباريس بشوارعها الملتوية والضيقة لا نجد تلك الأزمة الخانقة.. بل نلاحظ انسياب حركة المرور مع وجود سيارات متوقفة على الجانبين في أماكن الوقوف المخصصة ومن يتعدى الخط ولو قليلا تربط سيارته ويتم تطبيق الجزاء عليه بشكل حازم وصارم.. بينما في شوارع الرياض يقفون على الأرصفة وفي وسط الطريق (وقوفا مزدوجا) أمام المحال والمطاعم لأن صاحب السيارة (المحترم) لا يريد أن يسير بضع خطوات للموقع الذي يقصده (ومن أمن العقوبة أساء الأدب) فلو استنكرت عليه هذا التصرف لنظر إليك نظرة استنكار وهو يقول، (ما دخلك أنت في هذا الأمر؟!).. ومن هنا فإنني أدعو إدارة مرور الرياض إلى المسارعة لمعالجة موضوع الوقوف الخاطئ بحزم وتطبيق أشد الغرامات، وسنلاحظ فارقا كبيرا في تحسن حركة السير في عاصمة تعد من أهم وأكبر وأجمل العواصم العربية ولا يليق أن تتوقف السيارات في وسط شوارعها وعلى أرصفتها التي لم يعد للمشاة مجالا للسير فيها.
ولعل السبب الثاني والأهم للأزمة المرورية في عاصمة بلادنا الجميلة هو غياب رجال المرور عن الميدان وخاصة وقت مواسم الازدحام ومنها كما أشرت من قبل ليالي شهر رمضان، حيث لا يمكن للآلة أن تتصرف لفك الاختناقات المرورية.. ولا بد من تدخل بشري يزيد مدة الضوء الأخضر أو يحث هواة النوم عند إشارات المرور على التحرك عاجلا كما كان يفعل جميل محمود حينما كان مديرا لمرور الرياض، فكم من مرة يشاهده الجميع وهو يترجل من سيارة المرور ويقف في وسط الشارع يتصرف ويوجه مساعديه بكل ثقة وخلال دقائق معدودة تحل الأزمة وينتقل هو إلى مكان آخر وهكذا طوال ليالي الشهر الكريم.
وأخيرا، قد يقال بأن المرور يراقب حركة السير بالكاميرات وهذا صحيح ومفيد وخصوصا لضبط السرعة ولكن التدخل البشري أحيانا لا بد منه للتصرف السريع وحل المشكلة على الطبيعة والمؤمل أن تقوم إدارة مرور الرياض بدراسة الأزمة المرورية بصفة عامة والوقوف الخاطئ وتدخل رجل المرور ميدانيا بصورة خاصة فهو المفتاح إلى إراحة سكان الرياض في تنقلاتهم التي أصبحوا يرفعون خلالها شعار (إذا لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب).

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي