Author

الحوثيون نتاج كليات الدعوة الصفوية

|
حُقَّ لنا أن نتساءل عن التمدد الصفوي غير المسبوق الذي عاشته اليمن في السنوات الأخيرة، وجعل مدينة صعدة الزيدية تتحول إلى المذهب الصفوي الإقصائي، وأعد شبابها طيلة الفترة الماضية إعدادا عقائديا إقصائيا ليحملوا لواء نشر المذهب الصفوي والدعوة إليه ومناصبة العداء لأهل السنة، وجعل اليمن منعطفا لتصدير مشروع الثورة الخمينية الإيرانية إلى البلدان المحيطة بها، والتضحية بالغالي والنفيس في سبيل إنفاذ المخطط الفارسي الرامي إلى الاستحواذ على العالم الإسلامي وبسط الهيمنة والسلطة عليه. وإذا بحثنا عن الأسباب الظاهرة الجلية التي بسببها حصل هذا التحول الفكري والعقائدي المتسارع، الذي أنتج لنا "الحوثية" كمذهب وطريقة تستقي فكرها العقائدي من عقائد الفرس الصفويين، الذين أنتجوا في لبنان "حزب الله"، وفي اليمن جماعة "أنصار الله"، وفي البحرين والقائمة تطول... نجد أن التخطيط الاستراتيجي والتغلغل المؤثر الهادئ الذي تنتهجه حكومة إيران الصفوية كان وراء هذا المنتج الفارسي بنكهة عربية يمنية، كان أحد أهم أسبابه إفساح المجال لاستقطاب أبناء صعدة للدراسة في الكليات وحوزات الدعوة الصفوية في إيران. وقد جاء في تقرير نشر على موقع مركز الجزيرة للدراسات، تضمن أن إيران قدمت الكثير من الأموال لتمويل المراكز التدريبية والمخيمات الصيفية في اليمن، وتجهيزها لجذب الشباب لأنشطتها الثقافية المشبعة بالفكر الخميني، وحققت تلك المراكز النجاح المطلوب، فزادت أعداد المقبلين عليها، فافتتحت مراكز أخرى في مختلف المحافظات اليمنية. ففي صعدة، وصل عدد المراكز إلى 24 مركزا، وفي عمران ستة مراكز، والمحويت خمسة مراكز، وحجة 12 مركزا، والأمانة خمسة مراكز، وذمار سبعة مراكز، وإب مركز واحد، وتعز مركز واحد، وصنعاء أربعة مراكز، إضافة إلى أن إيران منذ ذلك الوقت وحتى الآن تمنح أتباع الحوثي سنويا عددا من المقاعد الدراسية في الجامعات الإيرانية المختلفة بما فيها الحوزات الدينية؛ حيث تم إيفاد مئات الطلاب التابعين لجماعة الحوثي للدراسة في إيران ليعودوا مشبعين بالفكر الإثني عشري. ويؤكد موقع "شفاف" الإيراني أن "قيادات حركة أنصار الله الحوثيين قد تعلموا وتدربوا في إيران، وأن أغلب قيادات الحوثيين البارزين الآن كانوا من المقيمين في مدينتي قم وطهران، وأنهم خلال فترة وجودهم تعلموا ودرسوا في الجامعات الإيرانية"، مضيفا أن "كل الذين درسوا وتخرجوا في الجامعات ومراكز التعليم في إيران يحملون أفكار الخميني مؤسس الثورة الإسلامية الإيرانية"، على حد وصف التقرير! وبالتالي فإن الحمل ثقيل على البلاد العربية والإسلامية وبلاد الحرمين الشريفين على وجه الخصوص لمواجهة هذا التمدد السرطاني للفكر الصفوي الإقصائي، الذي يخصص الميزانيات الضخمة، ويشرع أبواب الجامعات لاستقطاب أبناء المسلمين من كل الدول العربية والإسلامية ودول الأقليات على وجه الخصوص لتهيئتهم كدعاة وحَمَلَة للفكر الصفوي الفارسي العدائي للسنة وأهلها، ولبسط النفوذ الفارسي الإيراني على أوسع نطاق من بقاع الأرض, فقد حان الوقت للعمل على استنقاذ أبناء المسلمين في كل أقطار العالم العربي والإسلامي وبلاد الأقليات من هذا الفكر الإقصائي العدائي، وذلك بالتوسع في افتتاح كليات الدعوة الإسلامية، وإفساح المجال للطلاب من كل أقطار العالم للدراسة فيها، وتلقي العلم الشرعي الأصيل من معينها، وتمكين الدارسين من الانخراط بعدها في كل المجالات والتخصصات النظرية والتطبيقية ليعودوا إلى بلادهم دعاة وقادة نافعين، ينشرون تعاليم الإسلام وقيمه الربانية بعيدا عن التحزب والإقصاء، فإن العمل على هذا المشروع الاستراتيجي سيحقق أهدافا عظيمة لأمة الإسلام في العاجل والآجل.
إنشرها