أكد الرئيس التنفيذي لشركة العثمان القابضة عبد المحسن بن محمد العثمان، أن توجه شركة العثمان للاستثمار في القطاع الصحي يعد نجاحا إضافيا للشركة، لكون القطاع الصحي أصبح أحد الأوجه الساطعة في مسيرة التنمية والبناء لمملكتنا الحبيبة، الذي يشهد تطورا سريعا بفضل الله ثم بفضل الجهود الحثيثة للدولة في هذا القطاع الحيوي والمهم، ولم يبخل ولاة الأمر - يحفظهم الله - بالرعاية والاهتمام بهذا القطاع كغيره من الخدمات الحيوية والضرورية.
وفي ظل الحراك المتطور الشامل الذي تشهده وزارة الصحة انطلاقا من مسؤوليتها في وضع السياسات الصحية وتنفيذها لتغطية جميع المواطنين بالخدمات الصحية بكل عناصرها (الوقائية والعلاجية والتأهيلية) حيث نفذت وتنفذ عديدا من المستشفيات والبرامج الهادفة لخدمة المرضى ضمن مشروع الرعاية الصحية المتكاملة.
إلا أنه مع تنامي الطلب الكبير على الخدمات الصحية نتيجة النمو السكاني المتزايد بمعدلات عالية للمملكة بشكل عام وفي المنطقة الشرقية بشكل خاص، وتصاعد نسبة المسنين، وزيادة تكاليف بناء وتشغيل المستشفيات بسبب التطور التكنولوجي الطبي المتسارع في مجال الأجهزة والمعدات والتقنيات الطبية المتقدمة والباهظة التكاليف، والاكتشاف المتواصل لعديد من الأدوية مرتفعة الكلفة، وكذلك ارتفاع تكاليف الكفاءات البشرية المؤهلة تأهيلا عاليا وصعوبة استقطابها، كل ذلك أصبح يشكل كما من التحديات التي تستوجب مشاركة القطاع الخاص مع الدولة في إقامة الصروح الطبية المتطورة التي تتناسب مع ارتفاع مستوى وعي المتلقي للخدمة الصحية وثقافته وارتفاع سقف توقعاته وتكاليف العلاج.
القطاع الخاص بما يملكه من ملاءة مالية استطاع في السنوات الأخيرة أن يقيم منشآت طبية متطورة لاقت الاقبال المتسارع من شريحة كبيرة من المواطنين والمقيمين ومنسوبي الشركات الكبيرة والمتوسطة ما ضاعف الطلب على الخدمات الصحية المتميزة.
وتطرق الرئيس التنفيذي لشركة العثمان القابضة في الحوار إلى الخطط المستقبلية لتنفيذ مشروع المركز الطبي، وتكلفة المشروع، والتخصصات الطبية التي سيتميز بها، والقيمة المضافة للقطاع الطبي في المنطقة الشرقية، والشريحة المستهدفة، وبرامج المسؤولية الاجتماعية للمركز الطبي تجاه المجتمع المحيط، فإلى نص الحوار:
#4#
أعلنتم خلال الفترة الماضية إنشاء مركز طبي بالمنطقة الشرقية، نود معرفة أبرز التفاصيل عن هذا المشروع؟
في إطار رؤية مجلس إدارة شركة العثمان القابضة لإقامة صرح طبي متميز لرفع معيار الخدمات الصحية في المنطقة الشرقية والمملكة بشكل عام ويكون نموذجا في تطبيق أحدث طرق العلاج الطبي من خلال التقنيات الطبية المتقدمة واستقدام الكفاءات العالية في جميع التخصصات.
يأتي ذلك تلبية لسد النقص في عدد الأسرّة في المستشفيات في المنطقة الشرقية وفق ما أظهرته دراسة جدوى المشروع التي أعدت بواسطة إحدى الشركات العالمية ذات الخبرة في المجال نفسه، وتم اختيار موقع متميز بمساحة 50 ألف متر مربع في ملتقى المدن الرئيسة الثلاث (الخبر – الظهران – الدمام)، وتم اختيار المكتب الهندسي الاستشاري المصمم للمشروع ليكون على أحدث طراز معماري يتناسب مع طبيعة المشروع والمنطقة، وستستغرق مدة التنفيذ سنتين بمشيئة الله، ومن المتوقع أن يدخل الخدمة في آخر2017.
كم تتوقعون حجم الاستثمار في هذا المشروع ورأس المال المدفوع؟ وهل هناك شركاء آخرون مع شركة العثمان القابضة؟
تبلغ التكلفة الإجمالية للمشروع 420 مليون ريال سعودي، وبالفعل يوجد شركاء آخرون مع شركة العثمان، منهم:شركة علي العبدالله التميمي، وفينشر كابيتال بنك.
#2#
وحقيقة من أهم العوامل المشجعة للتوجه في هذا الاستثمار القرار الملكي الكريم الذي صدر قبل سنوات قليلة برفع الحد الأعلى في برنامج “تمويل المستشفيات الخاصة” في وزارة المالية من 50 مليون ريال إلى 200 مليون ريال. نحن نشيد بهذا القرار الواعي والمشجع من المقام السامي للقطاع الخاص الذي يساعد على إقامة صروح طبية متميزة كما هو مبين في تكلفة مشروعنا.
ماذا عن عدد أسرّة المركز الطبي ومدى مساهمة المركز في سد الطلب في المنطقة الشرقية؟
يبلغ عدد أسرّة المركز الطبي التابع لشركتنا 262 سريرا مع طاقة توسعية إلى 400 سرير، وهو ما يمثل إضافة إلى عدد الأسرّة المتاحة في المستشفيات الأهلية في النطاق الجغرافي للمنطقة الشرقية المتمثل في نحو تسعة آلاف سرير، وفي ضوء معدل النمو السكاني للمملكة بشكل عام والمنطقة الشرقية بشكل خاص حيث يصل عدد السكان السعوديين في محافظات المنطقة الشرقية إلى أكثر من ثلاثة ملايين نسمة، إضافة إلى ما يقارب مليون نسمة من غير السعوديين المقيمين في محافظات المنطقة الشرقية، علاوة على أن المنطقة الشرقية منطقة جذب سياحي يزورها خلال العام أكثر من مليون سائح يقدمون من المناطق الأخرى، ما يشير إلى أنه لا يزال هناك نقص في عدد الأسرّة، ومن المتوقع زيادة الحاجة إلى ما يقارب أربعة آلاف سرير وأكثر بحلول عام 2016 نسبة إلى تزايد عدد السكان؛ إذا ما أخذ في الحسبان عدد أسرّة المستشفيات الحكومية ومستشفيات الهيئة الملكية في الجبيل.
وما تؤكده الدراسات أنه لا تزال هناك حاجة إلى مراكز طبية جديدة لكون التعداد السكاني في تزايد مستمر ويصحب ذلك الحاجة إلى دعم مالي ضخم ليقوم القطاع الخاص بتوفير الشق الأكبر منه من خلال استثمارات غير مسبوقة في إقامة المستشفيات والمراكز الطبية لمواجهة الطلب الهائل المتوقع لتلك الخدمات.
#3#
ما الأسباب الوجيهة من وجهة نظركم - كرجل أعمال - للاستثمار في القطاع الصحي؟
استكمالا لما سبق أن أوردناه، بلا شك هناك عديد من الأسباب الوجيهة للاستثمار في هذا القطاع منها:
-1 النموالمزدهر لحجم السوق وازدياد الطلب على سرر المستشفيات بشكل عام والمستشفيات الأهلية ذات الجودة العالية بشكل خاص لتنامي الثروة الخاصة لدى الأشخاص ورجال الأعمال.
-2 مدى الانتشار الزائد على نحو استثنائي لفئات بعض الأمراض المزمنة في المملكة بشكل عام مثل أمراض السكري والضغط وأمراض القلب وغيرها.
-3 التغيرات في بنية الخدمات الصحية وإقامة مجلس الضمان الصحي الذي ينظم التأمين الإجباري على منسوبي جميع الشركات والمؤسسات، إضافة إلى أنه سيشمل كل السعوديين.
-4 صدور الأمر السامي بالموافقة على نظام الهيئة السعودية للتخصصات الصحية منذ عام 1431هـ ساعد على وضع الضوابط والمعايير الصحيحة لممارسة المهن الصحية وتطويرها وذلك يساهم في رفع الجودة والحصول على شهادات التصنيف الدولية وتشجع المهارات وإثراء الفكر العلمي والتطبيق العملي السليم.
-5 يضاف الى ذلك أنه أصبح من القطاعات المربحة ويحقق عائدا جيدا على الاستثمار.
ما توجهكم من خلال المشروع في توظيف الكوادر الوطنية؟ وهل سيكون هناك استقطابات للأسماء المعروفة في المجال الطبي والإداري؟
كما لا يخفي عليكم أن هناك ندرة في الكوادر الطبية الوطنية سواء على مستوى الأطباء من ذوي الأسماء المشهورة أو قطاع الصيدلة أو التمريض بسبب استقطاب معظم الخريجين من قبل المستشفيات الحكومية والعسكرية، وهو ما يدفعنا للتفكير مستقبلا في الاستثمار في كليات العلوم الصحية والتمريض والصيدلة إذا لزم الأمر لتوفير الكوادر الوطنية لمنشآتنا.
هناك عديد من الفرص الوظيفية التي ستتاح للكوادر الوطنية في جميع الأقسام والإدارات ومن نستطيع أن نكسبه من كبار الأطباء الاستشاريين الوطنيين سيكون مكسبا لمركزنا الطبي، وهو هدف نسعى إليه.
ما أبرز التخصصات التي سيتم إدراجها في المركز الطبي؟ وهل سيكون هناك تركيز على تخصصات دقيقة معينة؟
تقوم فكرة إنشاء المركز الطبي على أساس التميز في توفير خدمة المرضى وتوفير العناية القصوى لهم في جميع التخصصات بشكل عام وبأعلى درجة من الدقة والجودة.
كما نسعى منذ البداية في إقامة مركز طبي متكامل في التخصصات، وهناك أيضا تركيز على بعض التخصصات التي نعتقد أن السوق في حاجة إليها مثل: (الولادة، النساء، الأطفال، الجلدية والأسنان).
كما نسعى أيضا لإقامة منظومة متكاملة للخدمات في المركز الطبي تهدف لتقوية نظام التواصل والخدمات الإسعافية من وإلى المركز وخدمات الإسعاف المنزلي المرتبط ببرنامج الطب المنزلي، تطوير برنامج المعلومات الصحية والصحة الإلكترونية وربطه مع الجهات الحكومية ذات العلاقة، تنمية القوى البشرية من خلال التدريب المستمر، تعزيز وتأمين الأدوية والمستلزمات الطبية، برنامج علاقات المرضى، تطوير المختبر وبنك الدم وتأمين الاحتياجات اللازمة، تهيئة مرافق المركز بشكل عام لتطبيق أنظمة الجودة وشروط الاعتماد.
ما الشريحة المستهدفة التي تسعون لخدمتها من خلال هذا المشروع؟
المركز الطبي أقيم على أساس مهني تخصصي طبي يعالج فيه كل مرتاديه دون استثناء وفقا للتخصصات الطبية المتوافرة وخدمات الإقامة التي ستكون مقسمة على نحو يخدم جميع الطبقات.
ستكون هناك أقسام تنويم تتضمن أجنحة ملكية وأجنحة خاصة ستتوافر بخدمات فندقية على أعلى مستوى حسب الطلب، كما ستكون هناك غرف خاصة، وغرف مشتركة لتلبية حاجات المتعاملين مع المركز وإمكاناتهم وقدراتهم المالية.
هل هناك رؤية محددة للمركز؟ وعلى ماذا تقوم؟
مما لا شك فيه أن أي مشروع تقوم عليه شركتنا نعلن بوضوح أداء رسالتنا وبلورة رؤيتنا وتجسيد قيمنا. وفي هذا المشروع تتمثل رسالتنا ورؤيتنا وقيمنا في:
رسالتنا: يقدم المركز الطبي الرعاية الصحية في بيئة تركز على صحة المريض وتطبيق أحدث طرق العلاج مستخدمين التقنيات المتطورة والكفاءات البشرية من ذوي المهارات العالية، واحترام المريض ومنحه قيما عالية في إطار شريعتنا ومبادئنا.
رؤيتنا: الالتزام بالمعايير الصحية العالمية ليصبح المركز منارة للتفوق المهني من خلال الأداء المتميز في علاج المرضى وقياس النتائج ورضا المريض والوفاء باحتياجاته، واحترام خصوصيات المرضى، والتوفير المستمر لأحدث التقنيات، والعمل على أساس مالي قوي وفي بيئة عمل تتمتع بالموضوعية والدقة والمصداقية والاستقلالية.
قيمنا: الأخلاق والأمانة والاستقامة، واحترام تقاليد المجتمع، وتوفير الراحة للمرضى وعائلاتهم والزوار في بيئة مدعومة بالسلامة والمهنية والالتزام والثقة والاحترام، والحفاظ على الجودة والتعلم والتطوير المستمر.
ما استراتيجية مسؤوليتكم الاجتماعية في هذا المشروع؟
منذ بداية فكرة تأسيس المشروع، ونحن نضع نصب أعيننا مسؤوليتنا الاجتماعية وخدماتنا تجاه المجتمع والاستجابة لاحتياجاته لأنه جزء مهم من أعمال المركز الطبي، لكون طبيعة أعمالنا في مجالات وأنشطة ذات طابع إنساني واجتماعي هدفنا من ذلك تقديم أنماط من العمل التوعوي والخيري باعتباره عملا محوريا في مجالات التنمية والتقدم ولكونه يتكامل مع جهودنا المستمرة للنهوض بالعنصر البشري سواء للمرضى أو للعامة.
وسنعمل على أن يكون لدينا برنامج موجه خصيصا للمجتمع يقوم عليه مركز المعلومات وأبحاث المرضى بالمركز عند بدء التشغيل.
كما أن مفهومنا للمسؤولية الاجتماعية ينطلق من رؤيتنا ومهمتنا التي نقدم من خلالها خدمة طبية وإنسانية تهدف إلى تحسين حياة المجتمع من خلال دعم جميع الأنشطة الثقافية والعلاجية مثل مكافحة التدخين، وتجنب أمراض الدم الوراثية والسمنة وأمراض السكري، وبرامج الحماية من سرطان الثدي، وبرامج رعاية الطفولة، وفي جميع المجالات ذات الأهمية في حياة أفراد المجتمع وعائلاتهم. وستكون لنا استراتيجية بهدف توسيع قاعدة المستفيدين من برامجنا. كما أننا سنقوم بمسؤوليتنا الكاملة تجاه مجتمعنا بكل مستوياته وشرائحه، تعبيرا عن انتمائنا الحقيقي لهذا المجتمع، ودعم عديد من الدورات والمؤتمرات التي تساهم في تحسين صحة المجتمع وفهمه لقضايا الصحة العامة، ولنثري من خلال ذلك مجالات خدمة المجتمع العام، وخدمة مجتمع الشركة الداخلي.



