وتبقى نجران

أكبر المغامرات التي أقحمت الميليشيا الحوثية وجيش مؤيدي المخلوع أنفسهم فيها هي مغامرة الاعتداء "الغبي" على مدينة نجران السعودية. أقول "غبي" لأنه تسبب في خسائر كبيرة للمعتدي، وأثار عاصفة من الغضب والرفض الشديدين لدى سكان المنطقة، بل العالم الإسلامي برمته. قال المسلمون كلمتهم في كل مكان، وعبروا عن رفضهم أن تكون هناك أي ممارسات مؤداها الإضرار بأراضي المملكة، ومواطنيها. مصدر هذا الحب والالتزام هو موقع المملكة الإسلامي، الذي يبدو أن هؤلاء الجهلة لم يستوعبوا أهميته بعد أن أصبحوا عبيداً لقم ومشهد وغيرهما من المسميات التي لم يكن لها شرف أن تطأها قدما محمد بن عبدالله ــ صلى الله عليه وسلم.
هذا الاعتداء لن يضر بقية اليمنيين كما اعتقد منفذوه، بل إنه نشط من العمل الاستخباري ودفع بالقوات السعودية نحو ضرب كل المواقع التي انطلقت منها القذائف، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك حيث ضربت كل من كان على اتصال بهذه العناصر البائسة.
لعل من يشاهد تلك المقاطع التي يعبر فيها المخدوعون عن تبعيتهم لرجل له أهداف سياسية يغلفها بالغلاف الديني، يعرف كيف يمكن أن يذهب هؤلاء إلى الموت في سبيل أن يرضى عنهم من ظنوا جهلا منهم أن مفاتيح الجنة والنار في يده. يبقى هو مثل "شبيهه اللبناني" في الأقبية وتحت المنازل لئلا يقع ضحية العاصفة.
شاهدنا ردة الفعل الشعبية والرسمية من قبل مواطني منطقة نجران وإخوانهم من مواطني المملكة، كما شاهدنا الأعمال التطهيرية التي قامت بها القطاعات العسكرية للتخلص من عمليات التسلل الفردية التي أدت إلى تجمع الميليشيات ودعمهم بالسلاح والذخيرة من قبل من وراءهم من المعتدين.
أكدت العمليات العسكرية أن المملكة تعلم بالتأكيد أين يختفي مخططو العمليات العسكرية، وكيف يتواصلون مع الخلايا التي تمثلهم، وهذا وضع مناطق تبعد أكثر من 50 كيلو مترا تحت وابل النيران التي حققت إنجازات كبيرة في سبيل منع تكرار ما حدث بالأمس.
تبقى نجران أبية ومحمية من الله ــ سبحانه وتعالى ــ ثم قوات المملكة العربية السعودية، ويبقى أهلها رمزاً للوفاء والشجاعة والإباء في وجه العمليات العدوانية التي ــ كما قلت ــ أضرت بمن قاموا بها أكثر مما نفعتهم. لعل هذا الدرس يثمر ويعيد هؤلاء إلى رشدهم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي