العلاج بالخرافات
الإنسان رغم ما وهبه الله من قوة وجبروت إلا أنه كائن ضعيف قد تهزمه شكة إبرة أو شيء بسيط جدا مثل "الحازوقة" أو "الفواق" وبالعامية "الشهاق"، وهي عبارة عن خلل بسيط في عمل الحجاب الحاجز يجعلك تشعر بالضيق والاختناق وتصدر أصواتا تتميز بها الحازوقة مع هزة وألم في الصدر يلحظها من حولك؛ ما يسبّب لك الإحراج وتستمر لدقائق عدة ما لم تكن مزمنة!!
فقد أصيب بها مزارع أمريكي واستمرت معه لمدة 68 عاما، مسجلا بذلك رقما قياسيا في موسوعة جينيس لأطول فترة لمرض الفواق المزمن.
وإلى الآن لا يعرف لها سبب واضح، فمنهم من يقول إنها بسبب المأكولات الحارة وبعضهم يرجعها إلى المشروبات الغازية أو العصبية المفرطة والمشاعر الإنسانية الحادة.
ومذ أن تبدأ الحالة معك تجد ألف رأي ورأي لوقفها ولا تستغرب أبدا أن يتهمك أخوك أو زميلك بسرقة جواله أو مفاتيح سيارته، وقد يتمادى بعضهم في الترويع فيخبرك بإصابة قريب في حادث أو وفاة شخص عزيز عليك ظنا منهم أن ترويعك بهذه الطريقة هي وسيلة ناجعة لعلاج حالة الفواق التي تعانيها!!
ولسنا الوحيدين، فكثير من الأساطير والطرق حيكت لمعالجة هذا العارض! منها كتم النفس لمدة 30 إلى 60 ثانية والبعض يطالبك بالمزيد من الدقائق، ولكن لا تتهور فتقف أنفاسك طويلا!! وآخرها طريقة انتشرت في النت ووسائل التواصل الاجتماعي بأن تبلل منطقة السرة وبين أصبعي رجلك الكبير، الذي يليه، الغريب أن بعضهم جربها وادعى صحتها!
في الولايات المتحدة ورغم تقدمهم العلمي والطبي إلا أنهم يمتلكون أساطير في علاج الفواق لا تبتعد كثيرا عن خرافاتنا؛ بل قد تكون أدهى وأمر، فهم يرون أن الوقوف على الرأس ومحاولة شرب الماء في هذه الوضعية سيساعد الحجاب الحاجز على الانقباض بشدة في هذا الوضع المعكوس ومن ثم ينبسط بسهولة، وهناك أيضا خرافة تناول زبدة الفول السوداني، نظرا لصعوبة بلعها، وبالتالي سيجبر الحجاب الحاجز على العودة لوضعه الطبيعي.
أما في الهند فلا تخلو علاجاتهم من الغرابة والطرافة في الوقت نفسه، فلكي تذهب عنك الحالة ما عليك إلا أن تخرج لسانك وتمسكه بأصابعك وتضغط عليه، ويستغرب أحد الأطباء من نجاح هذا الطريقة في كل الحالات التي شاهدها على الرغم من عدم وجود أي تفسير علمي لها.
أما في إيطاليا فيكون علاج الحازوقة بطريقتين عجيبتين، فإما أن يقوم شخص بدغدغتك لكي يدخلك في نوبة من الضحك تنسيك الفواق أو يصدمك بسكب كوب من الماء البارد فوق رأسك والأخيرة أظهرت نجاحا مبهرا في طرد الفواق.
ويرى الأطباء في هذه الخرافات المنتشرة حول العالم، سواء في الدول الفقيرة أو المتطورة شيئا من الصحة لا يستطيعون تكذيبه تماما ولا تأييده وتبقى التجربة خير برهان.