العادات الغريبة للعظماء
إذا كنت تسعى لتحسين أدائك وإخراج ذلك العملاق من داخلك فقد تجد بين هؤلاء العظماء الذين خلد التاريخ أعمالهم ضالتك!
يجلس على مكتبه ويعد 60 حبة من القهوة يصنع منها فنجال قهوته اليومية ووجبة إفطاره ثم يعمل لساعات بعدها يخرج في نزهات طويلة يتوقف خلالها للحظات يدون فيها ما يخطر في باله من العلامات الموسيقية التي ستكون جزءا من معزوفاته الخالدة؛ ذلك هو "لوفيك فان بيتهوفن" الذي يقوم بأعماله وهو يتنزه أو يجوب غرفته ذهابا وإيابا وبسرعة بينما يصب كميات كبيرة من الماء على يديه وهو يدندن بألحانه وعيناه معلقتان بالفضاء!
أما الروائي الفرنسي "مارسيل بروست" صاحب الرواية الضخمة "البحث عن الزمن المفقود" التي تتكون من 3000 صفحة فقد عاش داخل حدود غرفته أثناء كتابته لها مستلقيا على سريره على مجموعة من الوسائد الوثيرة، فبعد أن يستيقظ من نومه في الثالثة ظهرا، يشرب القهوة ويتناول "الكرواسون"، وغالبا ما تكون وجبته الوحيدة طول اليوم، وبعدها يدخن غليونه، ثم يعود إلى سريره للكتابة، ورغم ذلك كان يقول باستمرار إن كتابة روايته كانت عملا شاقا ومرهقا!
ويذهب بنا الفنان السيريالي "سيلفادور دالي" بعيدا متجاوزا حدود العقل في تجربة فريدة من نوعها ساعدته على إنتاج تلك اللوحات العظيمة التي اشتهر بها تعرف باسم "جنون الشك الحرج"، يعمل من خلالها على إيصال نفسه إلى حالة من الجنون والشك والعظمة بإطالة التفكير بشكل متعمد بأفكار غريبة وغير منطقية، وعندها يبدأ برسم الصور التي يراها في عقله!
وكي يزيد من حالة الهذيان والهلوسة لديه كان يمسك بمفتاح معدني فوق وعاء من القصدير أثناء وقت قيلولته، وعندما يبدأ في النوم يسقط المفتاح من يده ويستيقظ، وهذا ما أعطاه فرصة لتسجيل الصور الغريبة التي ينتجها عقله جراء هذا الإجهاد!
أما "ديموسثينيس" رجل الدولة والسياسي الإغريقي فيعلمك أن لا شيء مستحيل مع الإصرار والمثابرة، اشتهر بقدرته على إلقاء الخطب المثيرة والحماسية دون جهد يذكر، وجاءت مهارته في الخطابة من خلال اتباعه نظاما صارما وغير عادي، فقد كان يقضي الساعات الطوال في دراسة فن الخطابة والقانون في مكتب تحت الأرض صنع خصيصا له، وأحضر ممثلا ليتعلم منه كيفية السيطرة على حركات جسمه.
وللتغلب على لثغته وقصر أنفاسه، كان يتحدث وهو يضع الحصى في فمه، ويلقي خطاباته بصوت مرتفع وهو يركض صاعدا إحدى الهضاب، لكن أغرب شيء كانت طريقته في مواجهة المماطلة والتسويف، فقد حلق ديموسثينيس نصف شعر رأسه، بهدف أن تبدو هيئته مضحكة، وبهذا يضطر للبقاء في منزله والتركيز على دراساته!