الاقتصادية - الموقع الرسمي لأخبار الاقتصاد والأسواق | الاقتصادية

الأحد, 14 ديسمبر 2025 | 23 جُمَادَى الثَّانِيَة 1447
Logo
شركة الاتحاد التعاوني للتأمين8.5
(-0.58%) -0.05
مجموعة تداول السعودية القابضة153.7
(-3.88%) -6.20
الشركة التعاونية للتأمين121.9
(-0.89%) -1.10
شركة الخدمات التجارية العربية126.8
(-0.39%) -0.50
شركة دراية المالية5.35
(0.19%) 0.01
شركة اليمامة للحديد والصلب32.2
(-4.73%) -1.60
البنك العربي الوطني21.8
(-3.54%) -0.80
شركة موبي الصناعية11.3
(3.67%) 0.40
شركة البنى التحتية المستدامة القابضة30.82
(-5.75%) -1.88
شركة إتحاد مصانع الأسلاك20.91
(-3.46%) -0.75
بنك البلاد25
(-3.47%) -0.90
شركة أملاك العالمية للتمويل11.29
(-0.27%) -0.03
شركة المنجم للأغذية53.15
(-1.21%) -0.65
صندوق البلاد للأسهم الصينية11.86
(1.37%) 0.16
الشركة السعودية للصناعات الأساسية54
(-1.19%) -0.65
شركة سابك للمغذيات الزراعية115
(-0.95%) -1.10
شركة الحمادي القابضة28.46
(-1.11%) -0.32
شركة الوطنية للتأمين13.3
(1.92%) 0.25
أرامكو السعودية23.89
(-0.04%) -0.01
شركة الأميانت العربية السعودية16.65
(-2.80%) -0.48
البنك الأهلي السعودي37.58
(-1.78%) -0.68
شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات29.34
(-1.41%) -0.42

"الحياة تحفر ذاتها في وجوهنا ونحن نكبر، ليظهر فينا العنف، والانغماس أو الطيبة". عبارة تفوّه بها الفنان التشكيلي الهولندي رامبرانت هرمنسزون فان رين، لتدل على انغماره في الكشف عن المشاعر الكامنة بداخل الآخرين، عبر تقنية البورتريهات، التي لم يتوقف فيها في وصف تفاصيل الآخرين، وإنما تفاصيل ذاته هو الآخر ببراعة مميزة. من يعرف أعمال رمبرانت الشهيرة يتوق لمحاولة الكشف عن تفاصيل حياته.

تنبع في داخلنا رغبة في اكتشاف الحياة الخاصة للفنانين وكل من أثارتنا أعمالهم، ويحرك ذلك في أعماقنا تأثراً وشجوناً. إذ تأتي فرصة أن تسترق النظر لمنزل فنان تشكيلي شهير كرامبرانت، في أمستردام. منزل تم تشييده في القرن السابع عشر استحال في عام 1911، إلى متحف فريد من نوعه يرتاده الهاوون والمهتمون بالفن، ليجسد حياة وفن أحد أبرز فناني العصر الذهبي في هولندا، وبالأخص أهم ممثلي "فن الباروك" المستند على تقنية الضوء في اللوحات.

#2#

في مبنى بديع يحمل تفاصيل أوروبية بطراز عصري أخّاذ، يظهر متحف رامبرانت بطوب أحمر ونوافذ خضراء. قد تزعج بعض التفاصيل الزوار الباحثين عن العريق في حياته، إذ تم إعادة بناء منزله الذي اقتناه في عام 1639، وهو في قمة شهرته وبذخه حيث عاش حياة مترفة حتى عام 1656 حين أشهر إفلاسه واضطر إلى بيع منزله ومقتنياته. هو ذلك المنزل الصغير الحافل بسلالم حلزونية، حتى الكراسي والأسرّة صغيرة مختبئة داخل خزانات بديعة. المنزل مقسم إلى عدة حجرات تضم أكبرها المطبخ، حيث لا تزال بقايا بعض الأواني المكسورة التي تنتمي إليه. إذ لا يحوي المتحف جميع المقتنيات والأثاث الفعلي لرامبرانت، وإنما بعضها، أما الآخر فمطابق للأصل ينقل التصور الفعلي لحياته وكيفية عيشه في ذلك المنزل. الاهتمام بحياة رامبرانت حدا بالهولنديين بإزاحة المباني التي تسببت بإخفاء الفناء الداخلي لمنزله، ليتمكن الزوار من الحصول على تصور كامل لفناء منزله.

عاش الفنان التشكيلي رامبرانت في هذا المنزل أهم حقبات حياته، إذ ولد فيه ابنه تايتس، وتوفيت فيه زوجته ساسكيا التي عاش معها قصة عشق سخّر لها لوحات عديدة تنضح بأحاسيسه حيالها، والمراحل الحياتية التي مرت بها، وشمل ذلك وهنها وألمها قبل مماتها. تنقلت به الحياة من مرحلة الترف والحياة المدللة إلى الفقر المدقع حيث اضطر في البداية إلى الاسترزاق عبر فتح ورش عمل لتعليم الفن التشكيلي، ليتتلمذ على يديه عدد كبير من الفنانين بأعمال لا تزال خالدة ومترامية في أرجاء متاحف هولندا وخارجها. متحف منزله يحوي قاعات الرسم التي تظهر ورش عمله، وحجرة خاصة حوت أغلى مقتنياته، بدءاً بلوحات ومنحوتات فريدة وانتهاء بأصداف وشعب مرجانية استخدم بعضها للوحاته، وأخرى ليعرضها للبيع في مزادات، اضطر إلى الإكثار منها حتى انتهى به المطاف إلى بيع منزله في نهاية حياته. بؤس حياته في آخرها يظهر ذلك الإمعان بإساءة فهم الفنانين والعباقرة العظماء حتى وفاتهم. وعدم قدرة الآخرين تقدير الأعمال الفنية والأدبية بالقدر المستحق.

#3#

البديع في قاعات رسم رامبرانت التي تم الحفاظ على روحها أنها حوت لمساته، التي تلحظها عبر تلك الألوان التي يتم مزجها بطرق تقليدية قديمة مترامية على طاولة عتيقة، فيما تتربع لوحات لم يتم الفروغ منها في منتصف قاعات الرسم في محاولة لإعطاء الزائر ذلك الإحساس بمحاولات رامبرانت التي أنتجت من خلالها أعمالاً عظيمة، وفرش للرسم ترغمك على الرغبة في الإمساك بها ورسم أعمال إبداعية خاصة بحرفية غريبة وكأنك تقمصت فجأة حرفية وفن رامبرانت.

قام الفنان التشكيلي الهولندي بتنفيذ عديد من لوحاته الشهيرة في هذا المنزل، تلك اللوحات تفاوتت ما بين البورتريهات التي يبحث فيها عن تلك التفاصيل الصغيرة التي تعتمر نفوس الآخرين، من قلق وخوف وحب وشجن، وأعمال أخرى ذات ارتباط روحي وعديد من القصص المقتبسة من الإنجيل، ما يستدل بمدى تأثره بمعتقداته الدينية. إضافة إلى اهتمامه بفن الباروك والتضاد بين الضوء والظل، ورسومات أخيرة لذاته نفذها عبر تأمله لانعكاس منظره من خلال المرآة، وتبرز تلك اللوحات التقلبات النفسية والعاطفية والمزاجية له واختلافاتها، وتأثير تسليط الضوء على وجهه. إضافة إلى لوحات عديدة لزوجته ساسكيا في إيحاء قوي لعشقه لها. استقى العديد من لوحاته من مشاهد في الحياة اليومية، من خلال الشوارع والأزقة، والاستناد إلى الطبيعة قبل أي شيء آخر. فكما يقول رامبرانت: "اللوحة تعد حفيدة للطبيعة".

للإشتراك في النشرة
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من الاقتصادية