Author

نكد النساء

|
أبدأ مقالي هذا بالاعتذار لكل الزوجات بسبب اعتقادي الخاطئ أن "نكديتهن" ومحاولة تضييق الخناق على الأزواج والتحقيقات المستمرة التي تقابل القادم إن هو تأخر خمس دقائق، أو أتى في وقت غير متوقع، هي عمل مقصود وفن تحاول كل زوجة أن تتقنه وتتجاوز جاراتها فيه. كنت أعتقد أن جلسات الشاي ولقاءات "الحش" اليومية تحتوي على فقرة كيف تنكدين على زوجك، أو كيف تسيطرين على حياته، أو أفضل السبل لمراقبة "الخبل". لكن أحد علماء الاجتماع غير مفاهيمي حين أكد أن توقعاتي وتخيلاتي لا صحة لها. لو كان الباحث سيدة لاستمر تفكيري السلبي، ولأخذت أبحث في أسباب محاولتها ترسيخ مفاهيم البراءة للمرأة، لكنه رجل، وأحسبه يعاني ما يعانيه 90 في المائة من الأزواج اليوم. طبعاً غير ممكن أن نقارن رجل اليوم "الغلبان" برجل الأمس "الذيب" الذي كان يعيش حياته بالطول والعرض، ولا يترك حفلاً ولا سهرة إلا ويأخذ منها أوفر الحظ والنصيب. تلك أيام ولت، وأصبحت السهرات والحفلات للنساء حتى المطاعم تضع الرجال تحت الدرج. لهذا قررت أن أكتب لزملائي في النكد لأؤكد لهم أن العيب ليس بسبب ضعف الشخصية أو انعدام الفتوة، وإنما هو الرحمة المفرطة التي نتميز بها معشر الرجال نحو هذا المخلوق الضعيف. كيف عرفت السبب؟ تسألونني وإليكم ما قرره العالم الاجتماعي الجليل. يقول أخونا المستشار الاجتماعي والتربوي الذي ينتمي للمملكة إن من أسباب نكد الحريم هو الوراثة، قد تعجبون من هذا الكلام عندما تتذكرون كيف كانت أمهاتكم تعامل آباءكم، لكنه يفسر قوله بأن العوامل الاجتماعية التي تتمثل في التربية الصارمة وصعوبة الحياة والظروف "أتصور أنه يقصد المالية"، هي ما جعل هذا العنصر يختفي، ثم يبرز للمقدمة بعد أن تغيرت الظروف التي غيبته. هو يقصد أن أمهاتنا كن نكديات ولكنهن أخفين نكديتهن بسبب صرامة التربية، وأننا بحنيِّتنا المفرطة خلصنا النساء من القسوة، بعدها انتشرت مفاهيم حقوق المرأة وظهرت جمعيات الدفاع عنها وكأنها دولة محتلة. هذا يعني أنه لا بد أن نعود "للقشارة" والتعامل العنيف مع المرأة ليستعيد المجتمع توازنه، ويستعيد الرجل حقه الأصيل في "البزوطة"، فما رأيكم؟
إنشرها