وافق الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز المشرف على جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي "كلانا"، على طلبات مرضى الفشل الكلوي بتوفير خدمة الغسيل الكلوي للمصابين من السعوديين أثناء وجودهم خارج المملكة، وقال الأمير عبد العزيز بن سلمان، عقب نهاية كلمتة لمرضى الفشل الكلوي، على هامش افتتاح فعاليات اليوم العالمي للكلى 2015م أمس: "تفاهمت مع وزير الصحة وسنعمل في الجمعية والوزارة لإيجاد أسلوب عمل مستدام لتوفير خدمة الغسيل الكلوي للمصابين السعوديين في خارج المملكة.
وبين الأمير عبد العزيز بن سلمان، أن برنامج الغسيل الكلوي في الجمعية هو أكبر برنامج خيري، وتراوح تكلفته السنوي بين 60 و 70 مليون ريال، مضيفاً أن الجمعية والوزارة تدرسان توفير بعض فرص الغسيل الكلوي في المناطق النائية بسعر مخفض مع شركات خاصة، لمواكبة الزيادة السنوية في إصابات مرضى الفشل الكلوي في المملكة، مشيراً إلى أنه حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية سوف تتجاوز تكاليف العلاج بالفشل الكلوي والزراعة في العالم أكثر من ترليون دولار أمريكي خلال العقد القادم.
وأوضح الأمير عبد العزيز بن سلمان أن الإصابة بمرض الفشل الكلوي في المملكة في تزايد سنوي مستمر يصل في بعض السنوات إلى نحو 9 في المائة، ووصل عدد المرضى في المملكة حسب الإحصائية السنوية للمركز السعودي لزراعة الأعضاء إلى أكثر من 17ألف مريض، منهم 15600 يعالجون بالغسيل الدموي و 1500 مريض يعالجون بالغسيل البريتوني. وطالب الأمير بالعمل على التخطيط اللازم لمواجهة هذه الأعداد المتزايدة، وتوفير مراكز الغسيل الكلوي ذات المستوى اللائق لتقديم الخدمات لهم، وإعداد وتأهيل الكوادر الوطنية من طواقم الأطباء والتمريض والفنيين لخدمة هؤلاء المرضى، والتوسع في بناء وتجهيز مراكز الغسيل الكلوي في جميع مناطق المملكة.
وحول التبرع بالكلى من قبل المتوفين دماغياً، قال الأمير عبد العزيز إنه لا يتم إجبار ذوي المتوفين دماغياً بالتبرع بالكلى، وهي قضية اختيار أسري وقضية صحية، مشيراً إلى أنه يجري التثبت من وفاة المتوفى دماغياً ثم يدخل المختص الاجتماعي لتعزيز رغبة الأسرة بالتبرع بأعضاء المتوفى دماغياً ويبقى أصل القرار في يد أسرة المتوفى، مشدداً على أنه لا يجوز دفع مبلغ مالي أو مكافأة نظير ذلك لأنه يصطدم بأنظمة دولية تمنع مفهوم البيع والشراء بالأعضاء وهي معززة في أنظمة المملكة، كما تمنعها المنظومة الأخلاقية في الشريعة الإسلامية والقوانين الدولية.
ولفت الأمير عبد العزيز إلى إنفاق كثير من الدول الأموال على علاج الأمراض المزمنة، كما توجه الدول المتقدمة معظم إنفاقها على القطاع الصحي إلى الأبحاث والدراسات الطبية من جهة، وإلى توعية مجتمعاتها بضرورة الوقاية من الأمراض من جهة أخرى، فالإنفاق على توعية المواطنين بأخطار الأمراض المزمنة، وكيفية الوقاية منها، أو التخفيف من آثارها، هو ما يجب أن نسعى جميعاً إلى تحقيقه.
وقال: من هذا المنطلق، دأبت جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي "كِلانا" وبالتعاون مع وزارة الصحة، على إقامة هذا اليوم العالمي للكلى، الذي يقام سنوياً في شهر مارس من كل عام، والذي يهدف إلى رفع مستوى الوعي حول "وظائف الكلى" والتنبيه على أن أمراضاً مثل داء السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب تعـد من عوامل الخطر الرئيسية لمرضى الكلى المزمن، وتشجيع الفحص المنتظم لجميع المرضى الذين يعانون من هذه الأمراض، بهدف الاكتشاف المبكر لمرضى الكلى المزمن.
وأضاف :" كلنا جميعا معرضين للإصابة بأمراض الكلى، إلا أن المصابين بالأمراض المزمنة معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بالفشل الكلوي، حيث تزداد خطورة حدوث مرض الفشل الكلوي لديهم بمعدل ثلاث مرات مقارنة بغيرهم من الأصحاء، لذلك يجب عليهم التقيد بالفحص المنتظم للحد من مخاطر الإصابة بأمراض الكلى وما يتبعها من مشاكل صحية واجتماعية ونفسية. من جانبه قال أحمد الخطيب وزير الصحة في كلمته "إن أمراض الكلى أصبحت تمثل ظاهرة عالمية مثيرة للقلق، حيث أشارت الإحصاءات العالمية إلى أن معدل الإصابة بأمراض الكلى المزمنة يتجاوز 600 مليون نسمة أي ما يقارب 14.2 في المائة من عدد السكان، أما محليا فهناك ما يقارب 15 ألف مصاب بمرض الفشل الكلوي يخضع أكثر من ثلثيهم للغسيل الكلوي ببرامج الوزارة. ولفت إلى أن الوزارة تبذل جهوداً ملموسة لمواجهة هذا المرض من خلال محورين مهمين هما الجانب الوقائي عبر التوعية وتعزيز الصحة، والجانب العلاجي من خلال التوسع في إنشاء وحدات ومراكز الكلى وشراء الخدمة من القطاع الخاص بالاستعانة بالشركات العالمية الرائدة في هذا المجال، إلا أن لدينا قناعة بأنه لا غنى عن المشاركة المجتمعية الفاعلة من خلال المؤسسات الخيرية وعلى رأسها جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي التي تعد إحدى المؤسسات التي نزهو بها، ونفخر بأدائها وعطائها الخيري، حيث عبرت عن تحول مشرق في العمل المجتمعي وأحدثت تغييرا إيجابيا في حياة مرضى الفشل الكلوي وجسدت في الوقت نفسه قيمة المواطنة الحقيقية.
يذكر أن افتتاح فعاليات اليوم العالمي للكلى 2015م، أقامه مركز الملك سلمان لأمراض الكلي وجمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي "كلانا"، بحضور الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز، وأحمد الخطيب وزير الصحة.

