رسائلي إليكْ..

من جيب الأيام وذاكرتي
اخترت لك بعض الرسائل التي كنت أكتبها لك قبل أن أكتبها لي.
أعود إليها كثيرًا كي أتمسك بالذات العليا أكثر.
إلهي الذي لم يتركني مرة واحدة، مع أنني تركته مرارًا فأعود لأجد رحمته بانتظاري..
هذه الأحرف لم تُكتب في يوم واحد بل كُتبت في لحظات عميقة، أملي أن تصل بشفافيتها إليكْ.
إنها رسائل.. ليستْ لأحدٍ سواك.
الرسالة الأولى:
- فرق طويل وعميق بين أن تصلي رغبة وحبا واتصالا يعيدك إلى جذور الراحة في علاقة ربانية تتوج بقرب يضمن لك سلامة الروح واتزان النفس وسواء الذات.
وبين أن تصلي لمجرد الانتهاء من هذا الواجب الذي يكون ثقيلا واضافيا ولا وقت له، وتنهيه بعدة ثواني لأن الدقائق كثيرة عليه!
فكر مليا، وتأمل في صلاتك التي هي أعمق اتصال لك بينك وبين ربك.
تأمل هل أنت تستمتع بها؟ تحبها؟ تفتقدها؟وتتلهف للقيام بها؟
هذا سرك وحدك، واتصالك وحدك، وإلتحامك وذوبان أوجاعك، وهمومك بين يديه دون الحاجة لأخذ موعد أو الاستئذان إن كان الوقت مناسبا أم لا!
إنها اتصالك الوحيد الذي لا تخجل من أن تقوم به في أية وقت، فهي ملكك، فكيف إذا كان الذي تتصل به مجيب على الدوام، سعيد بإتصالك!
أحبك ربي، وأحب كونك منحتنا صلاة نتصل بها بك دون الحاجة لبشر أو وسيط.
الرسالة الثانية:
- أول الخطى إلى الاطمئنان والسلام هي الاكتفاء الذاتي والإغتناء بالذات الداخلية. والطريق إلى ذلك هو الحرية في حب الله..
حين تحب الله بحرية وبصدق وبدون قيود وتستشعر قربه وعمق وعظمة الاتصال به وكونه الوحيد القادر على أن يتكفل بمنحك الجمال والحب والراحة والسلام والأمان واليقين الذي لا يمكن لبشر أن يمنحه إياك..
حين تدرك معنى أن البشر هم فقط إضافة رائعة حين تكون اختيارات العلاقات لديك واعية، وليسوا مكملين لأنك إن كنت ترى الأطراف الاخرى أنها مكملة فستشعر بالنقص مدى الحياة..
أنت حر بالله بذاتك الغنية بداخلك الذي يمنحك السلام المستمد من الذات الإلهية..
الرسالة الأخيرة:
- الله يختار لنا الظروف التي تناسبنا وتتسع لصندوق القلب الذي قد يضيق بها ويعتقد أنها النهاية.
الله يختار لأوجاعنا بتوقيت يتناسب مع حكمته وقد يكون مُفزعا بالنسبة لتوقيتنا..
ولو تسألنا لوجدنا أنه لا وقت مناسب نراه مفتوحا لحدوث ما لا نرغب حدوثه ونهربُ منه وهو واقع لا مفر..
موت حبيب، فقد صديق، مرض شخص نراه الحياة، وأوجاع أخرى قد لا أحصيها ولا أعلم عنها وصناديق قلوبنا أدرى بها..
إن الذي سمح وقدّر حدوثها هو الأرحم بأن يكون من يمسح على أرواحنا ويواسيها ويسندها ويمنحها القوة من بعد ضعف.
إن الله يتكفل بإغلاق الدوائر التي نظنها لن تُغلق.
إن الله هو من يربط على القلب بشدة ورفق، هو من ينزل السلام والصبر والسلوان والأمان ويخلف لنا الخير بكرم منه..
يا الله.. لك الحمد والامتنان على كل ظرف آلمنا فجبرتنا من بعده..

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي