إدمان الإنترنت
أقرب تعريف للإدمان أنه عبارة عن حالة نفسية عضوية، تنتج عن تفاعل عقار في جسم الإنسان، ولكن إدمان الإنترنت مصطلح حديث جدا، أحسبه يأتي من التعود على متابعة المواقع، والتواصل الاجتماعي والشغف بقضاء الوقت كله أمام أجهزة الكومبيوتر المتصلة بالإنترنت، من هنا يكون إدمان الإنترنت أقرب إلى ظاهرة سلوكية فردية شخصية، فلا تكاد تدخل مكانا إلا وتجد أناسا يتابعون الإنترنت عبر جوالاتهم، أو يتصفحون ويكتبون وهم في سياراتهم، ناسين من حولهم، تصعب الإحاطة بكل ما كتب في هذا الإدمان؛ لكن مصطلح (إدمان الإنترنت) مصطلح أطلقته لأول مرة الباحثة الأمريكية (كيمبرلي يونغ) وقد نشرت صحيفة "الشرق الأوسط" مقالا إضافيا عن دراسات بهذا الخصوص،
بمجرد ظهور هذا المصطلح كثرت الدراسات حول إدمان الكبار والصغار للإنترنت، وكاد كل منا يرى رأي العين المدمنين للإنترنت ووسائل الاتصال لا ينفكون عن أجهزتهم، وبلغ الإدمان ببعضهم أن وضع جهازين أو ثلاثة أمامه، وهو ما جعل عائلات، وضيوفا، لا يتحدثون مع بعضهم، بل ينشغلون بالحديث أو التصفح عبر الإنترنت.
هذا النوع من الإدمان النفسي ليس كإدمان المخدرات لكنه يتسبب في أضرار بالغة، وحالة كآبة في حال التوقف مثل الحالات الانسحابية التي تصيب مدمن المخدرات من عصبية ونرفزة، أو اكتئاب وملل و"طفش"، ومثل هؤلاء المدمنين، لا ترضيهم المتع الأخرى، وبعضهم مدمن ألعاب لا ينفك عنها، وبعضهم فعلا تعطلت أمور حياته فذهب للأطباء النفسيين وحسب علمي أن الباحثة النفسية (كيمبرلي يونغ) التي مر ذكرها كانت من أوائل من أسسوا عيادات نفسية للخلاص من إدمان الإنترنت وجاء في تقرير لـ "الشرق الأوسط" أن الإنترنت يسبب إدمانا نفسيا يشبه نوعا ما في طبيعته الإدمان الذي يسببه التعاطي الزائد عن الحد للمخدرات والكحوليات. وجدير بالذكر أن «إدمان الإنترنت» لم يصنف بعد ضمن قائمة الأمراض النفسية المعروفة، حيث ما زال الغموض يحيط بهذه الظاهرة، إذ لم يتفق أطباء النفس جميعاً على وجود «إدمان الإنترنت" انتهى.
حتى لو لم يجمع العلماء على أن الإنترنت يسبب إدمانا فالظاهرة مقلقة عندما نرى الكبار والصغار غارقين في التصفح، أو اللعب أو الدردشة ومنصرفين عن أمور حياتهم، والأخطر ما يقوم به السائقون من تصفح وكتابة رسائل أثناء القيادة.
هل سيصنف إدمان الإنترنت أنه إدمان، وما توصيف هذا الإدمان؟ هذا ما زال تحت مفهوم النظرية وليس البرهان.