الاقتصادية - الموقع الرسمي لأخبار الاقتصاد والأسواق | الاقتصادية

الجمعة, 17 أكتوبر 2025 | 24 رَبِيع الثَّانِي 1447
Logo
شركة الاتحاد التعاوني للتأمين11.05
(0.00%) 0.00
مجموعة تداول السعودية القابضة208
(-0.19%) -0.40
الشركة التعاونية للتأمين135.5
(-1.53%) -2.10
شركة الخدمات التجارية العربية103.9
(-2.53%) -2.70
شركة دراية المالية5.68
(0.18%) 0.01
شركة اليمامة للحديد والصلب38.38
(0.05%) 0.02
البنك العربي الوطني25.32
(-0.63%) -0.16
شركة موبي الصناعية13.5
(1.96%) 0.26
شركة البنى التحتية المستدامة القابضة36.8
(2.00%) 0.72
شركة إتحاد مصانع الأسلاك25.32
(-0.63%) -0.16
بنك البلاد29.16
(0.34%) 0.10
شركة أملاك العالمية للتمويل12.99
(-1.29%) -0.17
شركة المنجم للأغذية60.6
(-0.98%) -0.60
صندوق البلاد للأسهم الصينية12.38
(0.49%) 0.06
الشركة السعودية للصناعات الأساسية61.75
(1.23%) 0.75
شركة سابك للمغذيات الزراعية123.5
(1.81%) 2.20
شركة الحمادي القابضة34.98
(1.57%) 0.54
شركة الوطنية للتأمين15.68
(-0.63%) -0.10
أرامكو السعودية25.3
(1.32%) 0.33
شركة الأميانت العربية السعودية21.35
(-0.65%) -0.14
البنك الأهلي السعودي38.62
(-0.82%) -0.32
شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات34.84
(-0.46%) -0.16

يعيش في بلدنا نحو مليون مسيحي، يستحقون في رأيي إشارة إلى معرفتنا بهم واحترامنا لقناعاتهم. مناسبة الكلام هو اقتراب عيد الميلاد ورأس السنة. وهما أبرز مناسبتين لمسيحيي العالم، مثلهما مثل عيدي الفطر والأضحى عند المسلمين. أتمنى أن تستثمر حكومتنا وصحافتنا هذه المناسبة للتعبير الصريح عن احترامها لمسيحيي العالم، ولاسيما هؤلاء الذين يعيشون بيننا، نتعامل معهم ونتعاون وإياهم في عمران بلدنا وجعل حياتنا أكثر راحة ومستقبلنا أكثر ازدهارا.

في أعوام ماضية تحدثنا كثيرا عن حوار الحضارات والأديان، وأقامت حكومتنا مركزا دوليا بهذا الاسم. وهو جهد يجمل صورة السعوديين في العالم، كما يجمل صورة المسلمين والعرب. أعلم أن أكثر الدعاة والناشطين يفخرون بحسن معاملة المسلمين لغيرهم في الأزمان الماضية، وهم يذكرون خصوصا أن المسيحيين واليهود وغيرهم من أتباع الديانات عاشوا بسلام وكرامة في المجتمعات المسلمة. ويعتبرون هذا الصنيع دليلا على أخلاقيات المسلم وفضائل الإسلام الذي يعلي من شأن الإنسان، أيا كان معتقده.

أعلم أيضا أن كثيرا من السعوديين المعاصرين سيرفضون هذه الدعوة، لأنهم يظنونها تطبيعا للعلاقة مع الكافر أو غير ذلك من الأسباب. هذا الرفض متناقض مع الفخر الذي أشرنا إليه. ولو سأل كل منا نفسه: أيهما أصلح لديننا ووطننا: سعادة غير المسلم بالتعامل معنا والعيش بيننا أم تعاسته؟ هل سنكون أقرب إلى أخلاقيات الإسلام إذا أظهرنا الاحترام للمسيحي أم سنكون أبعد عن قيم الدين الحنيف؟

هذا يقودنا إلى السؤال التالي: هل سيكون المسيحي الذي يعيش معنا سعيدا ونحن نتجاهل مجرد الإشارة إلى أسعد أيامه. أم سيكون سعيدا إذا أظهرنا احترامنا له ومعرفتنا به وتقديرنا لمشاعره؟

تخيل أن لديك جارا مسيحيا دعاك لحفل زواجه. هل ستبارك له أم تعرض عنه؟ هل ثمة فرق بين أن تظهر الاحترام لفرد أو تظهر الاحترام لمجموع الأفراد؟ جرت عادة حكومتنا على توجيه برقيات التهنئة للدول الأخرى في أعيادها الوطنية. وجرت عادة كثير من الدول المسلمة على تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد ورأس السنة. كما أن بابا الفاتيكان وزعماء الدول الأوروبية اعتادوا تهنئة المسلمين في أعيادهم، فلم لا نقوم بمبادرة مماثلة؟

في هذه الأوقات أشعر أن مبادرة كهذه ستكون مفيدة على المستوى الوطني أيضا، لأنها تعزز قيمة الحوار والإقرار بالتنوع الطبيعي في الثقافات والمعتقدات واحترامها. وهو أمر ينعكس إيجابيا على ثقافتنا العامة، التي ما زالت تتوجس من المختلف والمخالف.

لا أريد الاستطراد في عرض الأمثلة. غايتي هي دعوة حكومتنا وصحافتنا ولاسيما كتاب الرأي لانتهاز فرصة أعياد الميلاد ورأس السنة, لإظهار الاحترام للمسيحيين، ولاسيما من يقاسمنا العيش في بلدنا. دعونا نمارس فعليا ما ندعو إليه، أي الإقرار بوجود المختلف واحترام خياراته، بغض النظر عن رأينا فيها.

للإشتراك في النشرة
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من الاقتصادية