المالكي .. خاط كسوة البيت لـ 40 عاما .. ومضى إلى رب الكعبة
رحل رجب العصماني المالكي الخياط الأشهر لكسوة الكعبة، أمس، عن عمر ناهز 70 عاما قضى أكثر من نصفها خياطا لكسوة الكعبة المشرفة. وفارق العصماني الحياة، بعد شهرين قضاهما في مستشفيات العاصمة السعودية حيث لفظ أنفاسه الأخيرة في مستشفى الحبيب الطبي بعد أن ألم به المرض منذ موسم الحج الماضي.
#2#
وعلى مدى العقود الأربعة الماضية، كان العصماني المالكي هو المسؤول الأول فنيا عن كسوة الكعبة المشرفة، إحدى أبرز مظاهر التبجيل لبيت الله الحرام، وهو الأمر الذي يعطي وفاة الخياط الأقدم لكسوة الكعبة أهمية بالغة في نفوس المسلمين. ويرتبط تاريخ المسلمين منذ العصور الأولى للإسلام بكسوة الكعبة المشرفة، وأخذت هذه الصناعة في التطور دون أن تخدش الأساسيات الثابتة في فن هذه الصناعة القائمة على تزيين واحدة من أقدس البقع الإسلامية.
وطوال التاريخ الإسلامي برع في صناعة الكسوة أهم المصممين والفنانين في العالم الإسلامي حيث تسابقوا للفوز بهذا الشرف العظيم في أن تزين لوحاتهم المنقوشة بآيات القرآن الكريم، القماش الظاهر من كسوة الكعبة.
وبوفاة الشيخ رجب بن مهوس العصماني المالكي تفقد الكسوة أحد أبرز خياطيها في القرن الماضي، غير إن الكثير من المبدعين أمثال العصماني في انتظار دورهم لخدمة بيت الله الحرام ونيل هذا الشرف العظيم.
وكسوة الكعبة هي من الحرير الأسود المنقوش عليه آيات من القرآن يكسى بها البيت المعمور الذي يطوف به ملايين الحجاج والمعتمرين كل عام، إذ يتم تغييرها مرة في السنة وذلك خلال موسم الحج صبيحة يوم عرفة في التاسع من ذي الحجة الشهر الأخير في العام الهجري.
وتصنع الكسوة من الحرير الطبيعي الخاص الذي يتم صبغه باللون الأسود، ويبلغ ارتفاع الثوب 14 مترا، ويوجد فى الثلث الأعلى منه الحزام الذي يبلغ عرضه 95 سنتمترا وبطول 47 مترا، والمكون من 16 قطعة محاطة بشكل مربع من الزخارف الإسلامية. كما توجد تحت الحزام آيات قرآنية مكتوب كل منها داخل إطار منفصل، ويوجد في الفواصل التي بينها شكل قنديل مكتوب عليه يا حي يا قيوم يا رحمن يا رحيم الحمد الله رب العالمين. والحزام مطرز بتطريز بارز مغطى بسلك فضي مطلي بالذهب ويحيط بالكعبة المشرفة بكاملها.
وتشتمل الكسوة على ستارة باب الكعبة ويطلق عليها البرقع وهى معمولة من الحرير بارتفاع ستة أمتار ونصف وبعرض ثلاثة أمتار ونصف المتر، مكتوب عليها آيات قرآنية ومزخرفة بزخارف إسلامية مطرزة تطريزا بارزا مغطى بأسلاك الفضة المطلية بالذهب. وتتكون الكسوة من خمس قطع تغطي كل قطعة وجها من أوجه الكعبة المشرفة، والقطعة الخامسة هي الستارة التي توضع على باب الكعبة ويتم توصيل هذه القطع مع بعضها البعض.