رئيس «بوينج» في السعودية: قطاع الطيران مجال جاذب للاستثمار في المملكة
رئيس «بوينج» في السعودية: قطاع الطيران مجال جاذب للاستثمار في المملكة
قال أحمد جزار رئيس شركة بوينج في السعودية، إن الشركة تعمل بشكل متواصل مع عملائها عن طريق شراكات ومبادرات اقتصادية لاستكشاف أطر التعاون المختلفة في المملكة، مثل الخطوط السعودية، مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا وعديد من الجهات الأخرى، لافتا إلى أن «بوينج» نشطة في مجال المشاركة الصناعية ما يساعد على دعم الاقتصاد والكوادر المحلية .. إلى تفاصيل الحوار:
ما الذي تقوم به "بوينج" في إطار نقل المعرفة والتقنيات المتقدمة إلى المملكة؟
يتوجب علي في البداية توضيح أن شركة بوينج تتعامل مع المملكة العربية السعودية كشريك مهم واستراتيجي، حيث تعود علاقة الشركة بالمملكة لنحو 69 عاما حينما التقى الرئيس الأمريكي روزفيلت بالملك عبد العزيز – طيب الله ثراه – في عام 1945 وأهدى للملك طائرة من طراز "DC-3 داكوتا" التي شكلت نواة لأسطول طائرات الخطوط الجوية العربية السعودية. وعلى مدى العقود الماضية توطدت العلاقة أكثر وبشكل دائم لاستمرار "بوينج" في تعزيز شراكتها مع المملكة العربية السعودية في مجال الطيران المدني والدفاع والشراكات الصناعية.
أما بالنسبة لما نقدمه في إطار نقل المعرفة والتقنيات المتقدمة، فتعد شركة بوينج من أول الداعمين والمشاركين في برامج التوازن الاقتصادي في المملكة، حيث شاركت في تأسيس معظم شركات التوازن الاقتصادي، ومن أمثلة ذلك شركة السلام للطائرات التي تعد مركزا متكاملا لتعديل وصيانة وإصلاح الطائرات التجارية والعسكرية.
وفي الوقت الراهن، تعمل الشركة بشكل متواصل مع عملائها عن طريق شراكات ومبادرات اقتصادية لاستكشاف أطر التعاون المختلفة في المملكة، مثل الخطوط الجوية العربية السعودية، مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا والعديد من الجهات الأخرى في المملكة.
إضافة إلى ذلك، يعد الدعم الذي تقدمه "بوينج" للمجتمع جزءا يسيرا من التزامها طويل الأمد نحو المملكة الذي يتعدى الشراكات التجارية ليشمل قطاعات التعليم العالي والمبادرات المجتمعية.
في عام 2010، حصلت شركة بوينج على ثلاثة تراخيص استثمارية من شأنها مساعدتها على توسيع نطاق أعمالها في المملكة، كيف انعكس ذلك في رأيكم على قطاع الطيران في المملكة؟
صحيح، حصلنا على تراخيص استثمارية من الهيئة العامة للاستثمار في ديسمبر 2010 وذلك لتوسيع وتطوير نطاق أعمالنا في المملكة. لا شك أن المملكة أرض خصبة للاستثمارات بجميع أنواعها وقد شجعت المملكة مثل هذه المبادرات التي ترتكزعلى الاستثمار طويل المدى والناجح. وقطاع الطيران هو أحد مجالات الاستثمار الجذابة في المملكة لمساحتها الشاسعة وتعداد سكانها الكبير، إضافة إلى موقعها الجغرافي وتنوعها الجيولوجي. كما أنه لدى الدولة خطط طموحة لتطوير قطاع الطيران والمطارات في المملكة رأينا عددا منها على أرض الواقع في الآونة الأخيرة.
يتوقع المراقبين أن تعزز المشاريع الجديدة لشركة بوينج وجود الشركة في السعودية، ما تلك المشاريع الجديدة؟
إضافة إلى أعمال "بوينج" التقليدية في مجال الطيران التجاري والدفاع والتقنية المتقدمة والأبحاث فإن "بوينج" نشطة في مجال المشاركة الصناعية مما يساعد في دعم الاقتصاد والكوادر المحلية. ومن الأمثلة على ذلك، الشراكة الاستراتيجية مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية. إضافة لكونها عضوا في برنامج جامعة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية للتعاون الصناعي، الذي يهدف إلى تسهيل التعاون الصناعي على المستويين المحلي والدولي. وفي إطار هذا البرنامج، تقوم "بوينج" بعقد شراكات مع أكاديميين وطلاب جامعات لدعم مبادرات البحوث والتطوير، كما أننا ملتزمون بعلاقاتنا مع الجهات الأخرى في المملكة وبدعم خططها طويلة المدى لتطوير الأبحاث العلمية والقدرات التقنية في المملكة. كما سيتم الكشف عن الشراكات الأخرى في المملكة في التوقيت المناسب.
ما توقعاتكم لسوق الطيران العالمي والإقليمي والطلب على الطائرات عموما؟
نتوقع أن تصل القيمة السوقية للطائرات الجديدة حول العالم إلى 5.2 تريليون دولار أمريكي خلال السنوات العشرين المقبلة، مع زيادة كبيرة في عدد عمليات التسليم المتوقعة. وتشير توقعات آخر تحليل قمنا به في سوق الطيران التجاري إلى أن سوق طائرات الركاب والشحن ستشهد إضافة 36770 طائرة جديدة ما بين عامي 2014 و2033. وتواصل منطقة الشرق الأوسط تحقيق معدلات نمو قوية في الطلب على الطائرات، حيث نتوقع طلبا على 2950 طائرة من منطقة الشرق الأوسط.
وفيما يخص قطاع الشحن الجوي فإن الشركة تتوقع أن يشهد أسطول طائرات الشحن العالمي زيادة قدرها 4.7 في المائة خلال العشرين سنة المقبلة ليصل عدد طائرات الشحن من 1690 طائرة في عام 2013 إلى 2730 طائرة في عام 2033. وسوف تشمل الطائرات الإضافية الجديدة للأسطول 840 طائرة شحن جديدة كليا (تبلغ قيمتها السوقية 240 مليار دولار أمريكي)، و1330 طائرة يتم تحويلها من نماذج طائرات ركاب.
شاركت شركة بوينج في مهرجان الجنادرية لمدة ثلاثة أعوام متتالية ما يعد حدثا وطنيا مهما، ما هو تعليقكم على مشاركة "بوينج" في ذلك الحدث؟
يعد مهرجان الجنادرية، الذي يقام تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الحدث الأبرز ضمن الأجندة الثقافية والتراثية في المملكة العربية السعودية، حيث يوفر للمجتمع فرصة مميزة للاطلاع على تراث المملكة العريق والاحتفال به.
ونحن في "بوينج" نفخر بمشاركتنا في مثل هذه المحافل الوطنية التي تشهد التقاء القيادة بالمواطنين وتعزز من الدور الثقافي والحضاري لبلادنا التي تشهد قفزات نوعية مميزة في جميع المجالات الاقتصادية والتنموية والثقافية وغيرها.
وقد قامت الشركة خلال مشاركاتها بعرض مجموعة واسعة من المنتجات والخدمات الدفاعية والتجارية التي تقدمها. وذلك عبر جناح أقيم على مساحة مميزة تصل إلى 600 متر مربع تم تجهيزه وفق ما يتناسب مع هذه المناسبة.
على جانب الأنشطة الاجتماعية، ما مبادرات شركة بوينج في المجال الخيري؟
أولت شركة بوينج كل العناية والاهتمام لمشاركة المجتمع نشاطاته وفعالياته إدراكا منها لأهمية المسؤولية الاجتماعية ودورها التنموي في المجتمع، وإيمانها بأن المسؤولية الاجتماعية جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية.
حيث أطلقت "بوينج" سلسلة من المبادرات وبرامج التطوير والتثقيف المستمر من خلال توفير وتنفيذ برامج متعددة تهدف إلى المشاركة في كل ما من شأنه ازدهار المملكة.
وتعد شركة بوينج عضوا فاعلا في المجتمع السعودي، حيث تدعم عددا من المنظمات الخيرية في المملكة. ومن بين المبادرات التي تحظى بدعم "بوينج"، برنامج تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة في مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، الذي يجري بحوثا في مجال تحسين الكفاءة اللغوية بين ذوي الاحتياجات الخاصة الناطقين بالعربية، وبرنامج الكشف المبكر عن التوحد في المجتمع السعودي الذي يثقف مقدمي الرعاية على كيفية تحديد أعراض الحالة لدى الأطفال.
كما تتعاون "بوينج" بشكل وثيق مع مركز أمل لذوي الاحتياجات الخاصة، وجمعية الإحسان الطبية الخيرية، والمؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية، وجمعية رعاية المرأة، ومركز أمل للرعاية النهارية، وجمعية النهضة النسائية الخيرية وجمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لدعم مرضى الفشل الكلوي (كلانا) وجمعية سند الخيرية لدعم الأطفال المرضى المصابين بالسرطان.
إن نشاطات الشركة في المجتمع عالميا هي إحدى القيم الأساسية التي تتمسك بها شركة بوينج بقوة، حيث تعد المجتمع جزءا لا يتجزأ من أولويات الشركة الأساسية ولا يقل أهمية عن خبرتنا في مجال الطيران والدفاع والتقنية الحديثة.
ما الشراكات القائمة لشركة بوينج في المجالات الأكاديمية؟
تدعم "بوينج" بشكل نشط البرامج الاقتصادية السعودية وقطاع التعليم السعودي، وتسعى إلى دعم أهداف المملكة القاضية بتطوير القدرات التقنية واستحداث فرص عمل جديدة وتشجيع السعودة وتطوير تقنيات تسهم في استحداث أسواق جديدة والاستثمار فيها ودعم المجتمعات المحلية من خلال الاستثمار في مجالات الرياضيات والعلوم، للمساعدة في تهيئة الطلاب لمواجهة التحديات المستقبلية والسماح لهم بتحقيق أحلامهم.
ومن الأمثلة على ذلك، تعد شركة بوينج واحدة من المؤسسين لجامعة الفيصل التي تعد أول جامعة غير ربحية في المملكة، حيث تساعد جامعة الفيصل الطلاب في الحصول على المعرفة اللازمة لتولي القيادة في مجال تطبيق وإدارة التقنية. وتتولى هذه الجامعة ذات الإدارة الذاتية والمعترف بها دوليا، تعليم وإجراء البحوث في المجالات المختلفة مثل الهندسة والعلوم وإدارة الأعمال والطب.
وطرحت "بوينج" مبادرة أخرى باسم برنامج زمالة "بوينج" للمملكة العربية السعودية، حيث استضافت من خلاله للمرة الأولى عددا من طلاب جامعة الفيصل. واشتمل على عدد من الزيارات إلى مرافق "بوينج" في شيكاغو وسياتل وسانت لويس والعاصمة واشنطن. والتقى الطلاب خلال الزيارات مع كبار المسؤولين التنفيذيين والمهندسين وخبراء التقنية والمهنيين في "بوينج". كما انضموا إلى شبكة من الطلاب والمهنيين في هذا القطاع، وحضروا محاضرات وورش عمل في مركز "بوينج" لإعداد القادة في مدينة سانت لويس.