العبيداء .. من «المبرد» إلى المعدات المتخصصة في صنع السبح

العبيداء .. من «المبرد» إلى المعدات المتخصصة في صنع السبح
العبيداء .. من «المبرد» إلى المعدات المتخصصة في صنع السبح
العبيداء .. من «المبرد» إلى المعدات المتخصصة في صنع السبح

قادت وسائل التواصل الاجتماعي إبراهيم عبد الكريم العبيداء، أحد أبرز المهتمين بصناعة السبح في المملكة، إلى كسب التحدي مع نفسه وتحقيق رغبته وهوايته المفضلة في صناعة السبح الثمينة بأنواعها التي بدأها بـ "المبرد اليدوي"، واستمر في صناعتها وبيعها لأكثر من عشر سنوات متتالية لإشباع هوايته التي عشقها منذ الصغر، دخل خلالها التسويق عبر منافذ البيع في وسائل التواصل الاجتماعي، التي جذبت له كثيرا من محبي اقتناء السبح الثمينة، ما دفعه إلى تطوير هوايته من استخدام "المبرد" في صناعة السبح إلى استخدام المعدات والآلات المتخصصة في ذلك، التي استطاع شراء جزء منها واختراع جزء آخر، حتى دشن ورشته الصغيرة المخصصة لصناعة السبح، وسط محله المتواضع في سوق برزان التجاري وسط مدينة حائل.
#2#
المحل يحوي أكثر من 350 سبحة ما بين المتوسطة والثمينة التي تصل أسعار عدد منها إلى 17 ألف ريال للسبحة الواحدة المتوسطة، كما يحوي عددا من السبح الثمينة والتاريخية، حيث تعد سبحة من نوع كهرمان ألماني بصناعة عثمانية يعود تاريخ صناعتها لأكثر من 100 سنة الأغلى، حيث يتجاوز سعرها 17 ألف ريال، وأخرى من نوع مستكة من صناعة عراقية يعود تاريخها لأكثر من 60 عاما من خراطة النجف في العراق وصل سعرها لأكثر من 16 ألف ريال.
وبين العبيداء لـ "الاقتصادية" أن السبحة الثمينة أغلى من سعر الذهب، فسعر الجرام يبدأ من 100 دولار، وقال "إن الكهرمان الألماني أفضل أنواعها وأنواعه متعددة مثل الشجري والمنمش والمضغوط وغيرها، وهي أحجار تستخرج من دول بحر البلطيق "ألمانيا وبولندا ولانيفا وروسيا" وهو عبارة عن صمغ الشجر يتحجر وتتجاوز أعماره بين 10-20 مليون سنة وتترسب كطبقات أكثرها أشجار من فصيلة الصنوبر وذلك بعد العصر الجليدي الأول، وبعد ذلك جاء العصر الجليدي الثاني وأصبح حجر الكهرمان هشا وتحول اسمه إلى "كوبان"، ويقوم بتصنيعه الأفارقة، حيث يطحنونه مع العسل ويكون الحجر خفيفا وهو أقل جودة من الكهرمان في العصر الجليدي الأول.
#3#
وأضاف العبيداء أنه "يستخدم في محله عددا من الخامات الثمينة لصناعة السبح، فهناك خامات ثمينة مصنعه مثل "الباك لايت والمستكة وفاتوران وقلاليث"، وهي مصنعة من بروتين الحليب، وتتفاوت أعمار هذه الخامات من 60 سنة فما فوق، ويراوح سعر الجرام من هذه الخامات من 7 - 30 ريالا للجرام الواحد، ويكون سعر المسبحة الواحدة (33) 1200 ريال فما فوق"، وقال "إنه يستخدم كذلك خامات طبيعية مثل الكهرمان وثمر المكوك والأحجار الكريمة والعاج والمرجان واللؤلؤ واليسر، وكذلك عظام وقرون الحيوانات مثل الغزلان والجاموس، وبعض الأخشاب النادرة مثل خشب العود وخشب لون الفراولة والثعبان والصندل والخشب الناري وخشب الزيتون وجوز الهند والأبانوس والخشب الوردي".. مشيرا إلى أن هناك أنواعا خلاف ما ذكر من الصعب الحصول عليها من مصدرها، وأبان أن أسعارها تتفاوت من 600 - 17 ألف ريال حسب نوع الخامة، وأغلاها الكهرمان والأحجار الكريمة، إلا أن الأخير تصعب صناعته بسبب عدم توافر المعدات الخاصة به، ويصل سعر السبحة من هذا النوع إلى 70 ألف ريال.

وقال العبيداء "أقوم باستيراد الخامات من ألمانيا وتركيا والتشيك ومن أوروبا بشكل عام.. والسبح المصنعة الجاهزة أستوردها من مصر وتركيا والعراق والكويت وإيران والصين وأفغانستان والهند".. مشيرا إلى أن هناك غشا كبيرا في السبح، "فالذي لا يعرف أنواعها وجودتها من السهل تعرضه للغش خاصة الصب الجديد"، وأكد أنه المحل السعودي الثالث في المملكة لتصنيع السبح الذي يستقبل فيه من يبحث عن النخبة من السبح.

وعن مدة صناعة السبحة، قال العبيداء "حسب النوع والجودة، فهناك ما يجهز خلال ثلاث ساعات وهناك خلال يومي عمل متواصل". وأضاف أن "ورشته الصغيرة تحتوي على منشار قص خامات ومعدة التخريم العلوي والتخريم الجانبي والتخريم المزدوج والصنفرة". وتابع "إنني على تواصل مستمر مع جمال الجهني رئيس طائفة تجار السبح في المملكة، وآخذ رأيه عن بعض السبح وأشكالها، فيوجهني وأعمل بتوجيهه". ووجه العبيداء نداءه لأبناء دور الأيتام، مبديا استعداده لتعليمهم وتدريبهم على هذه الصنعة، مطالبا الجهات المختصة بدعوته للمشاركة في إقامة معرض وورش عمل لتعليم من يرغب في هذه المهنة، ودعمه للتوسع في نشاطه.

الأكثر قراءة