حزب الله جديد في اليمن

مع وجود حزب الله الموالي لطهران في لبنان وهيمنته الكاملة على معظم أرجاء لبنان بما فيها مطار بيروت،
يظهر حزب آخر موال لطهران ولكن في اليمن وهم الحوثيون الذين سيطروا على اليمن بكامله وأجبروا الحكومة على تنفيذ مطالبهم بما فيها تغيير الحكومة الحالية وتعيين مستشارين حوثيين لرئيس الجمهورية.
وبذلك أطبقت إيران بكماشتها على لبنان والعراق شمالا واليمن جنوبا وأنصارها من الطائفة الشيعية المتعصبة في الخليج.
أما سقوط صنعاء وما تبعها، فأنا شخصيا أحمل المسؤولية على الدول العربية والخليجية خصوصا، فما حصل ليس شأنا داخليا بحتا إنما هو امتداد للنفوذ الشيعي المهيمنة عليه إيران في المنطقة العربية وها هو المد الشيعي يواصل مسيرته كما رسمت إيران والملالي المتعصبة. وكان من المفروض أن تتدخل الدول العربية حرصا على مصالحها وحدودها من هذا المد ومنع الحوثيين بأي شكل من الاستيلاء على السلطة في اليمن كما هو الحال في لبنان.
فاليمن عضو في جامعة الدول العربية ولكن لسان الحال يقول إن الجامعة عاجزة تماما، فأعضاؤها إما إنهم ينزفون أو لا يستطيعون المشي إلا بعكاز والعرب يرددون (لقد أسمعت لو ناديت حيا - ولكن لا حياة لمن تنادي).
وسقوط اليمن في أيدي الحوثيين الموالين لإيران سببه المباشر هو الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي أبعد بإرادة الشعب اليمني ولكن لديه الرغبة للانتقام فهو الحليف للحوثيين الذي ساعدهم على الانتشار والسيطرة ومدهم بالأموال التي استولى عليها أثناء حكمه للبلاد طوال 22 عاما. وها هو بعد سنتين من عزله ينجح في تخريب البلاد، حيث تحالفت معه الجماعة الحوثية (تنظيم أنصار الله) الذي ينتهج نفس طريق (حزب الله اللبناني) وتنظيم (داعش في العراق). ولكنّ الحوثيين كانت أطماعهم هي الاستيلاء على الجزء الشمالي من اليمن طبعا بدعم كامل من الحليف القوي إيران، فأصبحت إيران بذلك تسيطر على القوى في كل من العراق ولبنان والآن اليمن.
رغم أن المبعوث الأممي جمال بنعمر سعى لحل الخلاف الدائر بين الحكومة اليمنية والحوثيين وحصل على تنازلات كثيرة من الحكومة لإرضاء الحوثيين ولكن نظريته باءت بالفشل، حيث لم تكن رغبة الحوثيين التنازل عن بعض المطالب إنما السيطرة الكاملة على البلاد بالقوة، كل هذا تم على مشهد ومسمع من الدول سواء كانت العربية أو الدول العظمى التي سمحت بتقسيم اليمن وربما اندلاع الحرب الأهلية عما قريب. واستيلاء الحوثيين على اليمن يعادل القبول باستيلاء "داعش" على العراق (مدينة الموصل). أما من الحوثيون؟ فهم جماعة دينية متطرفة تريد الهيمنة الكاملة على اليمن وفرض سيطرتها وعقيدتها في البلاد ومتابعة المتبقي من اليمنيين إما بالفرار أو القتل وبالتأكيد هذه الرغبة هي هدف رئيس من أهداف إيران الممول الأول للحوثيين.
وأخيرا وبعد أن تم للحوثيين ما بدا لهم واحتفال إيران بهذا النصر، ماذا سيكون موقف الدول العربية عامة والخليجية خاصة؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي