الاثنين, 6 أكتوبر 2025 | 13 رَبِيع الثَّانِي 1447
Logo
شركة الاتحاد التعاوني للتأمين11.38
(0.09%) 0.01
مجموعة تداول السعودية القابضة212.6
(2.02%) 4.20
ذهب3958.37
(1.85%) 71.83
الشركة التعاونية للتأمين138
(3.45%) 4.60
شركة الخدمات التجارية العربية109.5
(2.05%) 2.20
شركة دراية المالية5.69
(0.35%) 0.02
شركة اليمامة للحديد والصلب38.7
(2.76%) 1.04
البنك العربي الوطني25.2
(-2.40%) -0.62
شركة موبي الصناعية13
(4.08%) 0.51
شركة البنى التحتية المستدامة القابضة35.52
(-0.50%) -0.18
شركة إتحاد مصانع الأسلاك25.5
(-1.09%) -0.28
بنك البلاد29.24
(0.69%) 0.20
شركة أملاك العالمية للتمويل12.8
(0.08%) 0.01
شركة المنجم للأغذية61.75
(0.16%) 0.10
صندوق البلاد للأسهم الصينية12.99
(-0.23%) -0.03
الشركة السعودية للصناعات الأساسية62.3
(1.05%) 0.65
شركة سابك للمغذيات الزراعية119.8
(2.74%) 3.20
شركة الحمادي القابضة34.7
(-0.29%) -0.10
شركة الوطنية للتأمين16.27
(0.49%) 0.08
أرامكو السعودية24.85
(0.24%) 0.06
شركة الأميانت العربية السعودية21.93
(-0.68%) -0.15
البنك الأهلي السعودي39.1
(1.19%) 0.46
شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات35.08
(0.63%) 0.22
عاش ومات يوم ولادته

يُحكى أن رجلا كان مولعا بالسفر، مغرما باللهو، وحدث أن زار ذات يوم إحدى المدن.. وقد ضمن برنامجه زيارة لمقبرة المدينة.. وبينما هو يسير بين القبور متأملا، وقد رق قلبه وسكنت روحه، وإذ به يجد لوحة على أحد القبور وقد كُتب عليها: فلان بن فلان، ولد عام 1934م، ومات سنة 1989م، ومات وعمره شهران!.

تملكته الدهشةُ ونال منه العجبُ.. فتوجه نحو حفار القبور، وسأله عن هذه المفارقة! رد عليه حفارُ القبور: نحن في مدينتنا نقيس عمر الإنسان بقدر إنجازاته وعطائه، وليس بحسب عمره الزمني، فرد عليه صاحبنا، وكان ذا دعابة وطرافة: إذا وافاني الأجلُ في مدينتكم.. فاكتبوا على قبري: مات هذا الفتى عند ولادته! أطل في عمرك ولا ترض بحياة قصيرة.

إن هذه القصة تحكي واقع الكثير منا الذين أصبحت حياتهم مليئة بكل شيء - ما عدا المنجزات - سواء على المستوى الشخصي أو المستوى المجتمعي، وكثيراً ما نجد من يتحسر على ما فاته من فرص لحظة ضياع العمر، فسن الشباب لا تعوض والفراغ لا يعوض والصحة لا تعوض، وفي الحديث الشريف: (نعمتان مغبون فيهما كثيرٌ من الناس الصحة، والفراغ) فانظر إلى التعبير النبوي... مغبون من الغبن: وهو قمة الحسرة. وما أكثر المغبونين في زماننا، فلا إنجاز دنيوي ولا عمل آخروي، بل ضياع وتفريط في ترهات الأعمال.

إن النجاح يتطلب منا الإرادة والإصرار والحفاظ على الوقت بما ينفع العقل ويزيد في المعرفة، فالعقل يجوع بل يموت متى توقف المرء عن التعلم، وأعظم غذاء له القراءة بشتى أنواعها، والحرص على المعرفة، وتطوير الذات حتى يكتب للإنسان عمر ثان.

إن قوة الإرادة تحقق العجائب، فمن كافح ليكون ترتيبه الأول، يحزن إذا كان الثاني، ومن كان همه دخول الدور الثاني، يفرح إذا لم يرسب إلا في نصف المقررات والمواد، وصدق الشاعر عندما قال:

وإذا كانت النفــوس كبــارا

تعبت في مرادها الأجسام

من يهن يسهل الهوان عليه

مــا لجــرح بميــت إيلام

ومن المؤسف أن كثيرا من الأحياء في حياتنا هم أموات ولكن لا يشعرون، ماتوا بمرض موت الهمة والتبلد، حتى بات فيروس العصر يقضي على الأحياء بموتهم قبل وفاتهم، وقبرهم في مقبرة اللامبالاة الحياتية وضعف الهمة وموت العزيمة، ولا يكاد الواحد منهم يستفيق من سباته إلا بعد فوات الأوان، فيجد زملاءه الذين نشأ معهم في ظروف معيشية غالبا متقاربة قد نجحوا في حياتهم العملية والاجتماعية وبرزوا في المجالات التعليمية، وأصبح لهم دور وأثر بارز في المجتمع، وهو لا يزال على نمط عيشه السابق في تفكيره ومعلوماته، بل قد تشوبه شائبة الإحباط والتحسر على تقدم أقرانه وضياع الفرص.. ومن أكبر الأسباب في ذلك ضعف الإرادة وانعدام الهمة والخداع النفسي والتعذر بعدم الاستطاعة، وتجدهم كثيرا ما يكررون عبارة (لا أستطيع) في كل صغيرة وكبيرة دون محاولة الكرّة أو إعادة التجربة، وهذا يعتبر انعكاسا لهزيمة داخلية للتخلص من المسؤولية أو مصاعب تبعات علو الهمة.

إن الإنسان الناجح هو الذي يسير ويتحرك ويتصرف ويتكلم وفق أهداف مرسومة مسبقا، ويعمل على تحقيقها.

أما الإنسان الذي ليس له أهداف؛ فإنه سيبقى في مكانه، في تابوت العجز.

وأهمية تحديد الهدف تتضح أكثر إذا علمنا أن هذه العملية تؤثر في عقل الإنسان، وبالتالي يصبح سائرا نحو الهدف تلقائيا.

من أهم مفاتيح النجاح تحديد الهدف، ومن علم تطوير الذات، أنك لكي تحقق النجاح، فلابد أن تحدد هدفك بوضوح وبدقة، وأن تضع الزمن المناسب لتحقيق هذا الهدف. ولكي يكون الهدف قابلا للتحقيق، فلابد أن يكون واقعيا، متناسبا مع قدراتك. يقول تشارلز في كتابه الذات العليا: من دون أهداف ستعيش حياتك منتقلا من مشكلة لأخرى بدلا من التنقل من فرصة إلى أخرى، كما أن الإنسان من دون هدف كالمركب دون دفة سينتهي الأمر بهما بالاصطدام بالصخور. لا محالة... يقول الدكتور الأمريكي روبرت شولر في كتابه القوة الإيجابية: "الأهداف ليست فقط ضرورية لتحفيزنا، ولكنها أيضًا شيء أساسي يبقينا أحياء".

إن تحديدك لأهدافك وسعيك إلى تحقيقها، سوف يعطيك الشعور بأنك تسيطر على اتجاه حياتك بإذن الله، فأنت الذي تقرر ماذا تريد وأي طريق تسلك، ولا تترك ذلك للظروف وللآخرين يختارون لك حياتك، مما يعطيك إحساسا كبيرا بالثقة بالنفس والإحساس بالقوة التي أنعم الله بها عليك.

وتطوير الذات يجب أن يكون للجانب المعرفي، وكذلك الجانب الروحي والأخلاقي، فما فائدة المعرفة إذا كانت بلا أخلاق أو مبادئ وقيم عليا، ومن المهم لكل حريص على تطوير نفسه الاهتمام بسلوكه وتصرفاته، ومحاولة تغذيتها دوماً بغذاء اللباقة، وأن يكون متسامحاً مع الآخرين قاسيا على نفسه.

وقبل الختام أقول لنفسي ولكم تقبل الناس كما هم.. تقبل والديك وأصدقاءك وأهلك، تقبل الحياة والأحداث كما هي.. لا تتوقع أن الناس في النقاشات يفهمونك ولابد أن يقتنعوا بكلامك ,,ارض بالوقت الحاضر والماضي الرضا التام وسلم الأمور للخالق، لتكن إنساناً إيجابياً تلقائياً ينطلق نحو النجاح والتغيير الذي يريده واحرص أن تعيش كامل حياتك وألا تموت يوم ولادتك.

للإشتراك في النشرة
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من الاقتصادية