أحداث «فيرجسون» تحرج الولايات المتحدة

سبحان من بيده الملك وهو على كل شيء قدير.
أحداث العالم التي يشوبها التوتر والفوضى والعنف سواء كان طائفيا أو عنفا مسلحا في جميع دول العالم تظهر الولايات المتحدة "الشرطي المكلف" وتدعو إلى ضبط النفس.
اليوم المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريتش يدعو الولايات المتحدة إلى ضبط النفس وأن تلتزم أمريكا بإنفاذ القانون بالمعايير الأمريكية والدولية في التعامل مع المتظاهرين في فيرجسون في ولاية ميسوري الأمريكية، التي قتل فيها شاب أسود من أصول إفريقية على يد ضابط شرطة أبيض.
وعلى أثر هذه الحادثة التي قتل فيها شخص واحد فقط قطع الرئيس الأمريكي باراك أوباما عطلة مدتها أسبوعان يقضيها في جزيرة ماساتشوتسش إحدى جزر الولايات المتحدة، وذلك على أنغام مقتل آلاف من أبناء الفلسطينيين في غزة على يد العدو الصهيوني بمباركة ومساعدة من الولايات المتحدة.
باراك أوباما الذي أزعجه خبر وفاة رجل واحد من أصول إفريقية قرر أن يوفد وزير العدل الأمريكي إيريك هولدر إلى فيرجسون، حيث المظاهرات على أشدها نتيجة مقتل رجل واحد، بينما آلاف من الرجال والنساء والأطفال وحتى الحيوانات لم تسلم من قصف إسرائيل لمدينة غزة، ولم تحرك ضمير أوباما، أو أن يدعو إلى ضبط النفس، إنما ردد قائلا "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها".
ويستمر الرئيس الأمريكي الذي شهدت الولايات المتحدة في عهده مصائب وصعابا لم تشهدها أمريكا في عهد أي رئيس آخر قائلا لأبناء فيرجسون "دعوني أناشدكم مرة أخرى، وأن نسعى إلى التفاهم بدلا من أن يصرخ كل منا في وجه الآخر". هذه الحادثة التي هزت الولايات المتحدة ورئيسها، ووصلت إلى فقدان السيطرة على الأمن، وتفشي أعمال العنف والسرقة وقذف رجال الأمن بالزجاجات النارية، التي دعت الرئيس الأمريكي نفسه إلى ضبط النفس.
من جهتها أعلنت جمهورية مصر العربية أنها تتابع بقلق وعن كثب الاحتجاجات في مدينة فيرجسون، وأيضا تدعو إلى ضبط النفس.
المشهد الذي حدث في العام الماضي نفسه، من انطلاق أعمال العنف والاحتجاجات وقذف رجال الأمن، والاعتداء على القوات المسلحة المصرية من قبل المتظاهرين الإخوان، دعت الولايات المتحدة الحكومة المصرية إلى ضبط النفس، وها هي مصر تدعو الحكومة الأمريكية إلى ضبط النفس.
ومن جهته وصف المرشد الإيراني علي خامنئي الولايات المتحدة بأنها مغرورة وغير موثوق بها.
كما أن مقتل الشاب الأعزل من السلاح أدى إلى أن يعلن جاي نيكسون حاكم ولاية ميسوري نشر قوات من الحرس الوطني إضافة إلى رفع حظر التجوال ليلا، وبدأت علامات التوتر العنصري من قبل الأغلبية السوداء، وبدخول قوات من الحرس الوطني قوامها 200 جندي إلى فيرجسون إضافة إلى انتشار عناصر من القناصة من رجال الأمن تعد المدينة أشبه بمركز عمليات عسكرية.
أما الأبرياء الذين قتلوا في غزة والعراق وسورية وأفغانستان وغيرهم لم يحركوا ساكنا لدى أوباما، الذي مضى على ولايته خمس سنوات حتى الآن من أسوأ ما حصل في الولايات المتحدة، علما أن المقتول يعد من نفس أصول الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
فهل ستكون هذه الحادثة التي ذهب ضحيتها شاب واحد فقط واندلاع أعمال العنف والنهب والخراب عاملا أساسيا في إعلان ولايات أمريكية أخرى رفضها للإجراءات التي اتخذت ضد المواطنين في ولاية ميسوري الأمريكية، مثل ولاية نيويورك أكبر الولايات الأمريكية؟ وهل ستتبعها ولايات ومدن أخرى وتعلن العصيان المدني، وبالتالي تعلن الولايات الغنية استقلالها، وتتفكك على يد أوباما؟
لله في خلقه شؤون، وهو الحي الذي لا يموت.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي