Author

اثنا عشر شهرا ،، وشكرا

|
بعد رحلة استمرت اثنا عشر شهرا ، ها أنا أعود مغموسة في حلمي الذي بات قطعة من حاضري اليوم .. وكأن اللحظات تسربلت من تحت جلدي وذابت. ورود ممتنة تتفتح في ظل الأنفاس داخلي ، و أمامي أوراق تشهد ، ومحبرة صامتة ، وحبرٌ يوشك أن يلتهم الأبجدية و يرتوى من تلك الأفكار التي تجوبني .. اليوم أقفلت ذلك الباب ، و أسدلت الستار على فصل مزعج من حياتي . ربما استغرق ذلك الفصل وقتا أطول من اللازم كي ينتهي ، إﻻ أنه انتهى على أية حال . في خاطري و في حبري خلجات و قصص و ربما فضفضة و كثير من امتنان و بعض من عتب و شكر . بعد اثنا عشر شهرا ها أنا أعود من جديد لذاتي التي أفتقدها حقا . ها أنا أعود كسابق عهدي بوجه صبوح و قلب مقبل على الحياة بعد انطواء ذلك العام العثر. ها أنا اعود لشخصيتي التي فقدتها منذ اثني عشر شهرا ، عدت لتفاؤلي لأشهد شروق الشمس و أعشق ميلاد الصباحات من جديد بعد عام لم أخرج منه سوى بأفكار و حيرة و كثير من الترقب . اثنا عشر شهرا من الانتظار كنتُ ضحية لسطو الترقب و الخوف ، اثنا عشر شهرا و أنا أخشى من الغد و المصير و القدر و من نفسي قبل كل شيء . اثنا عشر شهرا و شيء ما يوسوس لي بأن الحفاظ على اﻷمنيات شبه مستحيل ، لذا كنت أحاسبني على أدق التفاصيل . كنت أحسب خطواتي جيدا قبل أن أخطوها وأحسب تصرفاتي حتى ﻻ يضيع الحلم من بين كفوفي ، كنت أحسب الأيام و اللحظات و العثرات و أحسب الوقت جيدا كي لا يضيع و يضيع معه المستقبل الذي طيفه يجري في عروقي ، في كل مرة كنت أحسبها جيدا كي أحافظ على الحلم ، و لوهلة نسيت أنني قد أفقد ذاتي في سبيل الحفاظ على حلمي ! كنت أتأرجح على الحد الفاصل مابين الخوف و الرجاء .. ولكن الثقة في النجاح كانت أكبر من هاجس الفشل بكثير ، لذلك وصلت للضفة الأخرى و أنا محملة بأكثر مما أتوقع و أكثر مما أصبو إليه بكثيير . اليوم و أخيرا أنا أكتب من تلك الضفة والكلمات تتراقص بين أصابعي ، جالسة في مقصلة الحروف أُعِدُ وليمة النجاح والذكريات تمرني . كانتْ مُهمَّتي ..أنْ أنقذَ ما تبقّى مِن أمنيتي ، وأنعِشَ رُوحَها الضعيفَة .. لِتحلِّقَ مع السِربِ .. لا السراب أن أحيا بشموخ الإنسان ، و أهتدي إلى عنان السحاب ..انتهت مهمتي .. ! ولكن .. ما انتهت قصتي .. اليوم بعد أن وصلت ﻻزلت أجدني غامضة مبهمة ؛ وقد تولدت في مخيلتي الكثير من اﻷمنيات الجديدة . كنت قد كتبت قبل شهر مضى مقالا بعنوان " لغز اﻷماني" ، و لكنني ها أنا اليوم أجيبكم و أجيب نفسي بأن الحل اﻷمثل هو أن نمضي للأمام ، فاﻷمنية تتحقق لتتلوها أمنية فتتلوها أخرى ، واﻻنجاز هو أن نمضي في تحقيقها حتى الممات . اثنا عشر شهرا لو قطعتها وحدي لما كنت وصلت بعد .. بالرغم من انه المشوار اﻷطول في حياتي اﻻ انني ماكنت لأقطعه وحدي أبدا .. دون ثناء أحبتي و رفقة صاحبتي الوفية التي اقتبستُ الأمل من وجودها ،، دون قلب والدتي الكبير ، ودعاءها الذي يغمرني كالمطر كل صباح ،، دون فضل أستاذتي التي أدين لها بالبداية ، و لولا البدايات لما وصلنا للنهاية أبدا .. أردت قبل أن أنهي مقالي أن أشكر كل شخص منهم على حدة ، مع اعترافي أن ذلك وحده ﻻ يليق بهم ، ولكن لولا وجودهم لما كتبت اليوم و أنا أنتشي انتصارا بهذا النجاح اللذيذ .. أمي الغالية ،، أستاذتي العزيزة أ.سلطانه ،، صديقتي المخلصة :هتون.. شكرا لكم من اﻷعماق ❤️
إنشرها