أسماء لمعت في تاريخ «أرامكو السعودية»
شركة أرامكو السعودية أكبر شركة بترولية في العالم، كانت بدايتها عام 1933 في مدينة الظهران في الجزء الشرقي من المملكة العربية السعودية، وكان اسم الشركة حينما وصلت إلى المملكة للتنقيب عن النفط (شركة استاندرد أويل أوف كاليفورنيا)، التي دخلت في شراكة مع الحكومة السعودية وتسمت بعد ذلك بشركة (أرامكو) قبل أن تتملك الحكومة السعودية الشركة بأكملها، التي أطلق عليها فيما بعد (شركة أرامكو السعودية).
وقد بدأت الشركة في توطين البدو الرحل في المنطقة الشرقية وتوظيف أبنائهم لدى الشركة وتعليمهم وإرسالهم مع من رأت فيه الاستفادة إلى الولايات المتحدة آنذاك، حيث تخصصوا في المجالات التي أتت من أجلها الشركة وأهمها المجال النفطي والتنقيب عن النفط، كذلك انخرطت في الشركة أعداد كبيرة من أبناء المزارعين غير المتعلمين، فبعد توظيفهم قامت الشركة بتعليمهم ابتداءً من الصفر وابتعاثهم إلى الخارج وبعدها عادوا ليتبوؤوا أماكن قيادية في شركة أرامكو السعودية.
ولم تقتصر هذه الشركة على أعمالها المنوطة بها؛ وهي استخراج النفط وتصديره إلى دول العالم، بل عنيت الشركة بموظفيها من جميع النواحي، سواء كانت التعليمية حيث فتحت المدارس الصحية من خلال مستشفياتها، والترفيهية حيث أنشأت إدارة تعنى بشغل أوقات الفراغ لموظفيها من خلال المكتبات وألعاب البيسبول وكرة القدم والسباحة وركوب الخيل وغير ذلك كثير.
ولم تقتصر هذه الشركة على تعليم موظفيها، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك ففتحت المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية في جميع مدن المنطقة الشرقية لتعليم أبناء موظفي الشركة وغيرهم من المواطنين، فكانت مدارس (أرامكو) لها طابع مميز، ففي بداية الستينيات كانت مدارس (أرامكو) تتميز عن المدارس الأخرى بتعليم مواد إضافية كالنجارة والطباعة والموسيقى وتكثيف دراسة اللغة الإنجليزية وإنشاء المكتبات المتخصصة في مجالات عدة.
كما أن الشركة ساهمت في نشر الوعي الثقافي والصحي في المجتمع في المنطقة الشرقية فأنشأت المكتبات المتنقلة التي جابت المدن والقرى في المنطقة الشرقية قبل أن تعمم على مناطق أخرى غير الشرقية.
وفي منتصف الخمسينيات افتتحت الشركة محطة تلفزيون أرامكو ليصل الأثير الإعلامي إلى جميع مدن وقرى المنطقة، وكان تلفزيون أرامكو ثاني تلفزيون في الخليج العربي بعد دولة الكويت وكان لهذا الجهاز الأثر الطيب في بث الوعي الإعلامي لدى سكان المنطقة الشرقية، وكانت هناك برامج شيقة يبثها تلفزيون أرامكو تشتمل على النواحي الأدبية والفكرية كبرنامج (زاوية الكتب)، الذي يعده ويقدمه الإعلامي والكاتب الصحافي (إسماعيل الناظر) والبرامج الرياضية، التي يقدمها الإعلامي (عيسى الجودر) رحمه الله، والبرامج التي تعنى بالأطفال كبرنامج (بابا حطاب) وبرامج أخرى كالمصارعة الحرة، وقصة الأسبوع العربي، فهذه الأسماء لمعت في تاريخ (أرامكو) الإعلامي منذ الخمسينيات في الوقت الذي لم تكن هناك تلفزة في جميع دول الخليج العربي عدا الكويت.
وفي عام 1953 تقدمت الشركة في تقديم وسائل إعلامية كبيرة فأنشأت أول مجلة تعنى بأخبار النفط والقصص التاريخية وأخبار الشركة وموظفيها، وهي (مجلة قافلة الزيت)، التي ترأس تحريرها عدد من الأساتذة الأفاضل مثل حافظ البارودي رحمه الله، وشكيب الأموي رحمه الله، ومنصور مدني رحمه الله، وعلي الغامدي وعبد الله الخالد ومحمد الطحلاوي وعصام زين العابدين توفيق، كما أصدرت الشركة صحيفة أسبوعية تعنى بأخبار الموظفين وعوائدهم وترقياتهم وتنقلاتهم إلى غير ذلك، كما لمعت أسماء إعلامية كبيرة تبوأت مناصب عالية في الشؤون العامة منهم إسماعيل نواب رحمه الله، وعبد الله المغامس مدير العلاقات العامة آنذاك، الذي كنت أقوم بالتنسيق معه لكوني ممثلا لوزارة الإعلام مع شركة أرامكو في ذلك الوقت.
وكذلك محمد الطحلاوي وهو من الأسماء الإعلامية اللامعة في الشركة وكان يعمل قبل ذلك في تلفزيون الدمام وكذلك ترأس تحرير مجلة القافلة، ومن الأسماء أيضا عثمان الورثان رحمه الله، الذي ترأس تلفزيون الدمام بعد انتهائه من شركة أرامكو ودهش الدهش وأحمد الغامدي وأحمد عابد شيخ.
وتستمر الشركة في تقديم خدمات كبيرة حيث أنشأت معرضاً لصناعة الزيت في الظهران، هذا المعرض الذي يحكي للداخل فيه لأول مرة قصة اكتشاف النفط في المنطقة الشرقية وتطور أساليب اكتشاف البترول ومعالجته وتصديره باستخدام أحدث أجهزة التكنلوجيا في العالم وأهم من لمعوا في تلك الإدارة عبد الله العيسى وإبراهيم بوبشيت.
أما في الوقت الحالي فالشركة لها علاقاتها المتميزة مع جميع الجهات الحكومية، وتعد إدارة الشؤون العامة والعلاقات الحكومية من أهم الإدارات التي تميزت بإنشاء علاقات قوية مع الجهات الحكومية في المنطقة الشرقية ومد يد التعاون في كل ما من شأنه مصلحة الوطن وتسهم (أرامكو) بشكل فعال في دعم حركة النمو في الأنشطة والمناسبات المختلفة، التي تقام في المنطقة من خلال هذه الإدارة، التي لمعت فيها أسماء مميزة مثل نبيل الجامع أحد قياديي شركة أرامكو وناصر النفيسة المدير العام للشؤون العامة.
وشركة أرامكو لم تقتصر عنايتها على المرافق الحيوية بالمنطقة الشرقية، المقر الرئيس للشركة، بل تعدت أكثر من ذلك خصوصا بعد صدور الأمر السامي الكريم بإنشاء أحد عشر ملعبا رياضيا وقد كلفت شركة أرامكو بتنفيذ هذه الملاعب.
ولا بد أن يكون وراء هذه الإنجازات أناس تبوؤوا المكانة الأولى والمرموقة في عالم (أرامكو) وترأسوا أكبر شركة بترولية في العالم وهم المهندس علي النعيمي وزير البترول الحالي وكان قبل ذلك رئيسا للشركة وعبد الله جمعة، وكان للدور الريادي الكبير والإشراف الهندسي العملاق في شركة أرامكو وما يقوم به المهندس خالد الفالح الرئيس العام للشركة أكبر الأثر في تاريخ شركة أرامكو العملاقة.