الملك .. كلمة الحق
اليوم وفي هذا الوقت الصعب جدا الذي تمر به الأمتان العربية والإسلامية من جراء الأحداث المترامية التي تواجههما من التآمر عليهما وتفكيكهما والنيل منهما، هذا المشهد الذي يذكرنا بمعاهدة "سايكس بيكو" حينما اتفق على تقسيم تركة الدول العربية بعد سقوط الدولة العثمانية.
اليوم ينظر العالم إلى ما آلت إليه هذه الأمة من تمزق وتفكك لدرجة أننا أصبحنا نتذكر الدولة العثمانية في أواخر سلطانها وبعد أن أطلق عليها الغرب "الرجل المريض".
وبعد سنوات من الصراعات المترامية التي طالت العرب ابتداء من تونس ثم ليبيا ثم اليمن وما حدث في مصر وما يحدث في سورية إضافة إلى أحداث البحرين وما آلت إليه الأمور من أحداث طائفية فرقت بين أبناء الشعب الخليجي الواحد، في الوقت الذي نحن في أمس الحاجة إلى من يجمع العرب والمسلمين ويوحد كلمتهم ليكونوا يدا واحدة ضد عدوهم يظهر قائد أمة (الملك عبد الله بن عبد العزيز) معلنا في حديثه الذي وجهه إلى الأمتين العربية والإسلامية ما حدث لها وأن هذه الأمة معنية بكل وسائل الإرهاب والبطش والقتل والتقتيل.
يظهر خادم الحرمين الشريفين ليقول كلمة الحق وليضع النقاط على الحروف ليصحو النائمون وليدرك الغافلون أن عدوهم متربص بهم يكاد يفتك بما تبقى منهم.
يظهر أبو متعب ويعلن أن الوقت حان كي تتحمل هذه الأمة مسؤولياتها تجاه أوطانها وأبنائها وأنهم مستهدفون من قوى ضارية اجتمعت في كلمة واحدة وهي القضاء على الأمتين العربية والإسلامية.
وليقول الملك عبد الله ــــ أيده الله ــــ كلمته لشعوب العالم الإسلامي أن عدوكم متربص بكم وليضع النصاب الأكمل.
الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي طالما تحمل أعباء هذه الأمة وليست السعودية فقط بل العالم العربي والإسلامي وتصدى لكل الهجمات التي تدبر للنيل من الوطن العربي والإسلامي.
الملك عبد الله في هذا العمر المديد ــــ بإذن الله ــــ وهو يتحمل مسؤوليات جساما عن العالمين العربي والإسلامي.. قال بحرارة الغيور على أمته وعلى حقوقها ومستقبلها: "اللهم بلغت اللهم فاشهد" وبها اختتم خطابه التاريخي.
قال تعالى "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر" صدق الله العظيم.