«متلازمة مناحي» .. تطارد السعودي فايز المالكي

«متلازمة مناحي» .. تطارد السعودي فايز المالكي
«متلازمة مناحي» .. تطارد السعودي فايز المالكي
«متلازمة مناحي» .. تطارد السعودي فايز المالكي

"ثبات .. نمطية .. وأخيرا سذاجة" .. كلمات ترددت كثيرا على ألسنة المشاهدين الذين يتابعون العمل الفني "خميس بن جمعة" الذي يلعب دور البطولة فيه الفنان السعودي فايز المالكي.

ووصف عديد من متابعي العمل بأنه "بسيط للغاية بل أقل ما يوصف بأنه استخفاف بعقل مُشاهديه"، وأرجعوا حكمهم السابق بعدما قرروا متابعة المسلسل الذي لم يخرج من إطار الثبات والنمطية والسذاجة، مشيرين إلى أن مثل هذا العمل الفني لا يرقى لاسم الفنان فايز المالكي، الذي اعتاد المشاهدون منه العمق والرقي مع شخصية كوميدية تضيف لهم، ولا تأخذ من وقتهم دون فائدة.

وعلى ما يبدو أن المالكي لم يدرك العبء الملقى على عاتقه، فهو يعتبر من الفنانين السعوديين القلائل من ذوي الخبرة والنجومية الفنية، فبعد تلك التجربة الهشة مع "خميس بن جمعة" لا بد وأن ندق ناقوس الخطر خوفا على اسم فني له جمهوره في جميع أنحاء الوطن العربي، لأن ما يفعله مخاطرة باسمه كونه لم يحاول الإتيان بجديد بل ظل يدور في فلك شخصياته القديمة، وكأنه يخشى التجديد خوفا من المجازفة بتاريخه الفني وشخصياته التي اشتهر بها.
واعتقد المشاهد أنه سيرى هذا العام حلقات ثرية من عمل كوميدي وسط قلة ملحوظة لهذه النوعية من الأعمال؛ لكنه فوجئ بتجمع فني خليجي جيد نتج عنه عمل كوميدي مُصطنع.

وبعد أن شهد المسلسل تغييرات كثيرة تمثلت في إشراك عدد من الفنانين الخليجيين مثل محمد المنصور وفخرية خميس وسعاد علي وغيرهم ممن توقع منهم المشاهد تقديم الأجود والأفضل، لكنهم غيروا الفكرة سريعا ليجد نفسه أمام حلقات شِبه فنية تحاول النهوض من كَبوات يومية.

#2#

وعمل بالقول الدارج "ما باليد حيلة" ظلت محاولات الخروج بضحكات المتابعين .. فايز المالكي كما هو يُذكرنا بشخصياته الفنية القديمة وكأنه لا يزال يعيش على الأطلال، فلم يحاول الخروج من شخصية مناحي، رغم تصريحاته في برنامج "يا هلا"، الذي أذيعت على قناة "روتانا خليجية" عندما وجه له سؤال عن شخصية مناحي ووجودها الفعلي في سياق الأحداث الدرامية للعمل، قال "إن من حوله نصحوه بإشراك تلك الشخصية، كون لها جمهورها الذي يحبها".

حتماً هؤلاء الذين من حوله كما يقول أخطأوا، لأن التكرار والاعتماد على الأطلال كارثة، ولو كانت الشخصية قدمت في السياق الدرامي بشكل ثانوي من المحتمل أن يتقبلها المشاهد، فالفنان يجب أن يتقدم بخطوات من عمل لآخر تضاف إلى نجاحاته الماضية حتى لا يظل "حبيسا للذكريات"، ويكون حِينها في عداد المفقودين فنياً؛ لأن الجمهور لن يتقبل أن يكون فنانه المفضل خاويا لا جديد له.

وتعد الكوميديا فنا راقيا وعملا يهدف في المقام الأول بعد عرضه بطريقة سليمة إلى رسم البسمة والشعور بالرضا والسعادة، لذا لا بد لمن يتخذ هذا النوع في أعماله من السير بخطى ثابتة حتى يؤسس لمدرسة فنية تكون مرجعا لمن يأتون بعده.

#3#

نعم افتقد المشاهدون الحس الكوميدي الظريف في مسلسل "خميس بن جمعة"، الذي أجمع عدد كبير منهم على أنه تكرار لأعمال سابقة بداية من النقد المعتاد للمؤسسات الحكومية وصولاً إلى طريقة الطرح ذاتها دون التطرق للمواضيع الدارجة التي تهم البسطاء، فلم يلحظ الجمهور أي تغيير جوهري ينقله من عالم الكوميديا المصطنعة إلى "فن الكوميديا التلقائية" الذي يخاطب العقول فيمس القلوب.

هذا النقد لا يقصد به التجريح في شخص الفنان فايز المالكي وفريق عمله قدر قصد عرض حالة فنية تَرقبها المشاهدون للتنفيس عن أنفسهم؛ لكنهم لم يجدوا ضالتهم فأحجم البعض عن مشاهدته، وبالتالي خسر أصحاب العمل مشاهدين وخسر المالكي بعضا من جمهوره عندما أخفق ولم يحاول التجديد.

وطالب البعض الفنان بأن يجاهد فنياً من جديد حتى يظل في مكانه الطبيعي مع النجوم، لأن الجمهور لا يقبل بأنصاف الحلول، والنيل من وقته بلا فائدة، لذا على المالكي ومن معه الخروج من شرنقة الأعمال الفنية الضحلة حتى لا يصبح تاريخه المُشرف "طي النسيان".

وتبقى رسالة لشركات الإنتاج والقنوات الفضائية: لا تعرضوا الأعمال الفنية سواء مصرية أو خليجية أو شامية التي تُصنف بـ "دون المستوى"، بل خذوا بالاستفتاءات وتابعوا رأي الجمهور، فهو المعني الحقيقي بهذه الحالة أولاً وأخيراً؛ لكن ما من أحد يهتم بالحديث أو يعي رأي النقاد والجمهور بعينهم الثاقبة .. الجمهور يرجوكم الابتعاد عن الأعمال الفنية صاحبة الأسماء الرنانة المحملة بالمواضيع التي يصفها البعض بـ "السخيفة".

الأكثر قراءة