Author

التدريب والتطوير .. الاستثمار الأمثل

|
حين تأخذنا لحظات التفكير والتأمل في أعماق أنفسنا، فإن أغلب ما يطغى على تفكيرنا، التساؤلات التي تتعلق بالوضع العملي والمادي، وكيفية الارتقاء بالمكانة العملية والمادية ليتحقق لنا المستوى المعيشي المأمول وكذلك الاستقرار النفسي في هذين المجالين كونهما يلعبان دورا رئيسا في موقع أسمائنا بين أفراد المجتمع. إلا أن لحظات التفكير هذه غالبا ما تفتقد للأدوات الصحيحة والعملية لتحقيق نتيجة أفضل. فلو أخذنا على سبيل المثال (التدريب والتطوير) أداة لتحقيق تلك الآمال والأفكار، فهل سنجد نتائج تستحق التعب والعناء والبذل؟. ومن خلال مقالي هذا، لا أتمنى أن يكون التدريب والتطوير مثالا اختياريا في مسألة التفكير حول تحسين أوضاعنا. بل يجب أن يكون التدريب والتطوير ركيزة أساسية نعتمد عليها في تحقيق أي نتيجة نطمح لتحقيقها. ومن يتأمل في الواقع سيجد الآن أن كل منشأة سواء حكومية أو خاصة تهتم بشكل أو بآخر بمسألة التدريب والتطوير، وتصرف الكثير من الأموال على هذا الاتجاه، وهذا بلا شك ليس عبثا أو للبهرجة. بل ايمانا بأن العمل الذي لا يسبقه تدريب فاشل، والعمل الذي لا يشمله تطوير خاسر. ولا يخفى علينا الآن عدد الجهات الخاصة التي بدأت تتخذ من التدريب والتطوير استثمارا تجاريا على مستوى عالمي، وهذا دليل على أن هذا الاتجاه بات ضرورة على المستوى الشخصي والعملي، ويشكل تغييرا في الحياة الشخصية، ويجعلنا أمام حقيقة مفادها، أن التدريب والتطوير هو عبارة عن استثمار حقيقي يجب استغلاله. ليبحث كل منا عن مجال اهتماماته وليقتنص فرص التدريب والتطوير فيها اينما كانت، حتى لو كلف ذلك من البدن والمال شيئا فلا بأس، فحتما لست بخاسر كونك ستكتسب معلومة أو تضيف خبرة تكون قبسا لك في ذات ظلمة. ولو تأملنا كثيرا في أسباب الفشل الذي يصادف بعض المحطات في حياتنا، حتما سنجد أن نقص المعلومة أو ضعف الخبرة لاعبا أساس في مراحل الفشل. بل حين نفكر في تعاملنا مع بعضنا بنو البشر، سنجد أننا حتما نحتاج لتدريب وتطوير لكي نصل لمرحلة تعامل مثلى تكفل لنا الحفاض على انسانيتنا دون امتهان أو انتقاص. لذلك أجد أن تدريب وتطوير الذات يجب أن ينتقل في تفكيرنا من الاختيار إلى الفرض. ويجب ان يكون مبدأ استثماري للشخصية لتصل إلى مرحلة الانتاج المستمر والمواكبة للمستجدات.
إنشرها