الاقتصادية - الموقع الرسمي لأخبار الاقتصاد والأسواق | الاقتصادية

الأحد, 14 ديسمبر 2025 | 23 جُمَادَى الثَّانِيَة 1447
Logo
شركة الاتحاد التعاوني للتأمين8.5
(-0.58%) -0.05
مجموعة تداول السعودية القابضة153.7
(-3.88%) -6.20
الشركة التعاونية للتأمين121.9
(-0.89%) -1.10
شركة الخدمات التجارية العربية126.8
(-0.39%) -0.50
شركة دراية المالية5.35
(0.19%) 0.01
شركة اليمامة للحديد والصلب32.2
(-4.73%) -1.60
البنك العربي الوطني21.8
(-3.54%) -0.80
شركة موبي الصناعية11.3
(3.67%) 0.40
شركة البنى التحتية المستدامة القابضة30.82
(-5.75%) -1.88
شركة إتحاد مصانع الأسلاك20.91
(-3.46%) -0.75
بنك البلاد25
(-3.47%) -0.90
شركة أملاك العالمية للتمويل11.29
(-0.27%) -0.03
شركة المنجم للأغذية53.15
(-1.21%) -0.65
صندوق البلاد للأسهم الصينية11.86
(1.37%) 0.16
الشركة السعودية للصناعات الأساسية54
(-1.19%) -0.65
شركة سابك للمغذيات الزراعية115
(-0.95%) -1.10
شركة الحمادي القابضة28.46
(-1.11%) -0.32
شركة الوطنية للتأمين13.3
(1.92%) 0.25
أرامكو السعودية23.89
(-0.04%) -0.01
شركة الأميانت العربية السعودية16.65
(-2.80%) -0.48
البنك الأهلي السعودي37.58
(-1.78%) -0.68
شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات29.34
(-1.41%) -0.42

لا نعلم كيف قضت ناهد بنت ناصر المانع الزيد نهارها يوم الثلاثاء السابع عشر من يونيو وهل طرأت عليها فكرة الموت بذلك اليوم الذي لقيت حتفها فيه! هل مر بخاطرها لو للحظة وهي في طريقها لمعهدها أنه سيأتي مجرم يطعنها لمجرد أن مظهرها يدل على هويتها؟ هل كانت ستفكر بمثل هذا في بريطانيا العظمى بلد العدل والتعددية والديمقراطية المبهرة، مؤسف أنه لا تزال بريطانيا تشكو من العنصرية والجريمة رغم الحرية والعلم والحضارة، صحافتها العادلة كتبت بالبنط العريض: (مقتل طالبة فقط لأنها مسلمة) والشرطة تقول ذلك دون تأكيد لكن آثار الجريمة وأجواءها توحي بذلك. لم تكن تعلم ناهد أن متطرفا سيمد يده إليها ليطعن حياتها فقط لأنها تؤمن بالحجاب ولن تتوقع ناهد أنه في اليوم التالي للغدر الأول سيتحدث عنها الكسالى في بيوتهم بجهل وسوء منقطع النظير ليشككوا ويسيئوا الأدب فتبرر لهم صحافة تخاطبهم بنفس منطقهم بأن ناهد محتشمة وخلوقة، وكأن القتل إذا كان متعلقا بأنثى لدى الجاهلية يحتاج لتبرير وتأكيد ليسمى بجريمة.

لله أنتِ يا ناهد، ولله در حقيبتك التي امتلأت بالكتب وقد سقطت بجوارك حين قضى عليك المجرم .

ناهد تخصصت في علم الأحياء تشهد جامعتها البريطانية "إسكس" بجديتها وهو ما اعتدناه من بنات الوطن في الغربة، وكلنا يعلم مكانة طلب العلم في الدين من أحاديث وآيات تروي عظمة أجر طالب العلم وإن حاولت أن أستدل ببعضها -لأنها تغيب عن المشهد أكثر من غيرها رغم عظمتها- فلن أفي أجر طلب العلم حقه.

يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم".

وفي الحديث: "من خرج في طلب العلم كان في سبيل الله حتى يرجع".

"من سلك طريقا يبتغي فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء" أخرجه مسلم.

وفي الوقت الذي يدعم فيه وطننا العلم بصورة مشرّفة، رائدة ومشجعة لشباب وبنات الوطن بشكل لم يكن من قبل ببرامج الابتعاث وصرف ميزانيات أضخم في التعليم العالي لا يزال البعض يشوّه هذا التوجه ليس من قِبل أشخاص في التواصل الاجتماعي فقط بل حتى من جهات إعلامية يكون عليها العتب أكبر. إن سياسة الجامعات السعودية بفرض الابتعاث لأعضاء هيئة التدريس خطوة إيجابية لدعم العلم الحقيقي بعيدا عن الوجاهة التي قد يبحث عنها البعض، خصوصا أن المكتبات العربية شحيحة للأسف في المرجعية العلمية لجميع التخصصات دون استثناء، فإذا كانت الجامعات "تفرض" على أساتذتها أن ينهلوا العلم من مصدره لينقلوه إلينا فهذا شأن يستحق الإشادة والتأييد لا التعريض بالإكراه. المقصر في قصة ناهد ليست جامعتها في السعودية ولا سياسة الابتعاث، ولا نشكك بحرص وإجراءات السفارة السعودية في بريطانيا، المقصر هو الإعلام السعودي وتأخره في نقل الخبر وصياغته فحادثة كهذه يلعب فيها التوقيت الدور الرئيس، كان من الأولى أن ينزل تقرير "واس" عن الحادثة بشكل أسرع وأن يظل لأيام بالصفحة الرئيسة لموقع وكالة الأنباء السعودية وفي الصفحة الرئيسة لموقع الملحقية وجميع الصحف.

حياة فقيدتنا أغلى من أن تتناولها الشبكات الاجتماعية أولا ثم الصحافة الأجنبية تلي ذلك صحافتنا!

رحم الله ناهد وقدّس روحها، توفيت وقد رفعت رؤوسنا جميعا، كل التعازي لذويها ومحبيها ولوطنها ولشهادة كانت تنتظرها.

للإشتراك في النشرة
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من الاقتصادية