أغرب الطرود البريدية
مع بداية نشأة الطرود البريدية في أمريكا عام 1913م وعدم معرفة الناس بالمسموح لهم بإرساله عبر هذه الوسيلة، وما الممنوع، ولفقر السيد والسيدة "جيس بيوج" وغلاء تذاكر السفر بالنسبة لهما ورغبتهما في إرسال طفلهما الصغير لرؤية جدته، لم يجدا أمامهما سوى استخدام الوسيلة الأرخص، وشحن ابنهما إلى جدته في طرد، وإرساله عبر البريد، ودفع مبلغ 15 سنتا فقط لهذه الرحلة، كثمن لطابع البريد!
وفي عام 1914م أرسل أبوان آخران طفلتهما في عيد ميلادها إلى جدتها عبر البريد، ودفعا 53 سنتا لطابع البريد، واستمر استخدام الطرود البريدية لإرسال الأطفال إلى جداتهم أو ذويهم في ولايات أو مدن أخرى إلى أن تم منعه سنة 1915م، بعد أن بينت الصحافة خطورة الوضع، وما قد يتعرض له الأطفال أثناء النقل، خصوصا أن أعمارهم لا تتجاوز السنوات الست!
واستخدمت الطرود كأبرع وأغرب طريقة للحصول على الحرية في زمن العبيد، بعد أن شحن "هنري براون" نفسه في صندوق كطرد بريدي بمساعدة أصدقائه، لكي يتمكن من مغادرة فرجينيا المستعبد فيها، بعد أن بيعت زوجته الحامل إلى رجل في ولاية أخرى، ويفر إلى فيلادلفيا التي تمنع الرق، وبعد مرور 27 ساعة وصل إلى وجهته، ولكن مع الأسف تم القبض عليه وأعيد إلى فرجينيا، إلى أن تمكن من الهرب مرة أخرى ولكن إلى إنجلترا هذه المرة، وتغير اسمه إلى هنري بوكس براون، نسبة إلى الصندوق الذي هرب بواسطته!
أما أغرب عملية نقل تمت بواسطة الطرود البريدية فهي نقل مبنى بنك أوتاوة من مدينة البحيرة المالحة على بعد 127 ميلا، حيث وجد "ويليام كوثراب" عام 1916م أن أفضل وسيلة لنقل الطوب المعد لبناء المصرف البالغ عدده 80 ألف طوبة هو عن طريق البريد، لأنه سيدفع أربعة أضعاف سعر الطوب لو نقله بالطرق العادية، خصوصا أنه ليس هناك ما يمنع سوى تحديد الوزن لكل طرد، لذا قسّم ويليام إرساليته التي بلغ وزنها 40 طنا إلى دفعات لا يتجاوز وزن الطرد 50 رطلا. بعدها كتب مدير عام البريد "ليس من شأن البريد الأمريكي نقل المباني"، ورغم ذلك تم النقل وبناء المصرف الذي اشتهر باسم "بنك الطرود البريدية"!
ورغم أنه لا يمكن اليوم إرسال طفل أو قطة أو طوب عبر البريد، لكن يبقى بإمكانك إرسال بعض الحيوانات والحشرات، مثل الدجاج والنحل والسمك والعقارب!