Author

ظروف استثنائية أم بطل استثنائي؟

|
عندما تصبح الدنيا متقلبة دوارة، فاعلم أن ذلك النادي أصبح يهتم بكونه ثقافياً واجتماعياً أكثر من أن يكون رياضياً، وعندما تكون الأمور «كما شاهدتها دول»، فليس لزاماً أن تقتنع بأن الأزرق خسر هذا الموسم بظروف استثنائية مكنت غريمه التقليدي من الظفر بأقوى بطولات الموسم، وعندما يبحث الرئيس عن تصريحات تطفئ نار الغضب الذي لم يحن موعده بعد، فإنك على موعد مع تعليل النفس بالآمال المرتقبة التي عليها أن تتخيل أن الهلال سيذهب بعيداً في قادم الأيام، حتى لو قدم أسوأ موسم له في تاريخه الكروي، وعندما تشمل الأعذار المنافس التقليدي الذي يعد الأقل تضرراً من التحكيم هذا العام قياساً بالفرق الأخرى، فإن الأمر لا يعدو أن يكون جزءاً من لعبة جديدة تضاف إلى سلسلة تمريرات تخطئ مرات طمعاً في أن تصيب ولو لمرة هدفها المحكم! عندما وعندما وعندما هي بالتأكيد قليل من كثير ورد في تصريحات الأمير عبد الرحمن بن مساعد رئيس الهلال في حواره التلفزيوني الأخير ولا يزال حتى اللحظة مقتنعاً تمام الاقتناع بأن الهلال الذي خسر بطولات الموسم كلها هو البطل الحقيقي، بعد أن حلقت الظروف الاستثنائية بالنصر الاستثنائي صاحب الأرقام القياسية أداء وجماهيرية ونجومية وغيرها من مفردات الإبداع في عالم كرة القدم، دون أن تتوجه هذه الظروف أيضاً إلى الشباب الذي حقق هو الآخر بطولة تجاوز فيها ذلك "المستفيد من الظروف الاستثنائية" والمتضرر منها معاً! لا أظن أن هذا الكم الكبير من الأعذار جديد على رؤساء الأندية، فهو يحضر مع خسارة كل مباراة وبطولة، ويركز على أن هذا النادي ضحية التحكيم والانضباط والاحتراف والاستئناف، لكن الجديد بالفعل يتمثل في القدرة على تأليف سيناريو مترابط كل همه إقناع الشارع الرياضي بجمال الهلال وسوء النصر. حبكة هذا السيناريو هي ردة فعل تستهدف شرائح مختلفة من الجماهير التي قد تساير مجموعة منها مقولة الظروف الاستثنائية التي أخفت الهلال، على أنها حقيقة لا جدال فيها، في الوقت الذي تتباهى فيه شريحة أخرى مع الإدارة الهلالية بوصافة ذلك الاستثنائي المستفيد، لكن بين هذه المتناقضات لا يمكن أن تغير هذه الحبكة قناعات ذلك الواقعي الواعي الذي يستحيل أن يرى جمالاً يمكن أن يضاهي جمال النصر، الذي أحدث حراكاً رياضياً واجتماعياً واقتصادياً وإعلامياً يندر أن يتشكل بسهولة إلا لبطل استثنائي صاحب أرقام قياسية ونجومية مطلقة شهد بها البعيد قبل أن يشكك فيها المنافس القريب!
إنشرها