في طريقها لتنهي أوراق الميراث وتضع نقودها في البنك، قابلت الأرملة الستينية شابا أنيقا وسألها عن منزل معالجة شعبية، لعلاج زوجته من العقم، فأجابته، وفجأة ظهر مرافقه وزوجته لكي ينسجوا خيوط اللعبة حولها، ويستعرض الشاب قدراته في معرفة المجهول، حين قال للقادم "زوجتك عقيم، بسبب السحر"، ثم أمره بإحضار بعض الحصى ووضعه في يده فتحول إلى كتاب عليه قطع من الرصاص وبعدها تحول إلى صورة امرأة، أخبرهم بأنها صاحبة العمل. أصبحت الضحية في حالة ذهول مما رأت، انتقل إليها، وقال "لديك ابن اسمه هشام، مريض وعلى وشك الموت"، كان كلامه صائبا، وضع بعض الحصى في يدها، فرأته يتحول بين يديها إلى كتاب صغير فوقه رشات من الرصاص. أخبرها بأن سبب المرض هو ماء الميت الذي رُشَّت به هي وبناتها في إحدى المناسبات، وطلب منها إحضار الحلي والمجوهرات التي في بيتها من أجل تطهيره، ومن دون تردد أخرجت الضحية كل ما تملك من نقود، ثم عادت إلى المنزل، وأحضرت كل ما تملكه الأسرة من الذهب، ثم أمرها بإغلاق عينيها والدعاء لكي يشفى ابنها، وبعضهم يأمرهم بقراءة القرآن أو الابتعاد عشر خطوات دون النظر للخلف. نفذت الضحية كل ما طلب منها وكأن عقلها توقف عن التفكير، فأصبحت تحت سيطرة المحتال، وبعد دقائق استيقظت الضحية وأحست بأنها خُدعت، لكنها لم تجد لهم أثرًا، سقطت أرضًا وهي تصرخ كمن فقد عقله.
هذه إحدى القصص، وغيرها كثير لمن مورست عليهم الطريقة السماوية في النصب والاحتيال وسلب الناس أموالهم ومجوهراتهم وحتى أوراقهم الثبوتية، طواعية ودون استخدام سلاح أو أي مقاومة تذكر.
"أصحاب السماوي" ظاهرة تفشت في المغرب، يستغل أصحابها جهل وسذاجة ضحاياهم وبحثهم عن البركة ويتصيدونهم، وهي امتداد لقراءة الطالع أو "الفال" كما يسمى في بعض الدول تطور لخدعة البحث عن الكنوز إلى أن وصل للنصب "السماوي"، وهي كلمة مشتقة من طلسم سحري، يجعل الشخص الذي يتعرض له تحت تأثير يشبه التنويم المغناطيسي، يفعل الشخص ما يأمره به المحتال الذي يظهر لأول وهلة وعليه مسوح الصالحين والأتقياء!
ولها صور عديدة في مجتمعاتنا العربية، ولكن النتيجة واحدة. يقول أحد أصحاب هذه الطريقه "لن أتوقف عن هذا العمل ما دام هناك سذج يؤمنون بالخوارق، وتغريهم قصص الجن والسحرة"!
